ما هو مرض الهربس التناسلي؟
ينتج مرض الهربس التناسلي (Genital herpes) عن الإصابة بعدوى يسببها فيروس الهربس البسيط، تنتقل هذه العدوى عن طريق الاتصال الجنسي المهبلي والشرجي والفموي. تظهر الإصابة بالفيروس على شكل تقرحات ناتجة عن بثور ونتوءات منتفخة مملوءة بالسوائل، والتي تتكون عادة في أو حول الأعضاء التناسلية والشرج.
أنواع فيروس الهربس التناسلي
ينتج الهربس التناسلي عن نوعين مختلفين من الفيروسات يؤثر كل منهما في الأعضاء التناسلية للشخص المصاب، وهما الهربس البسيط من النوع الأول (Herpes simplex 1)، ويُعرف بتسببه في الهربس الفموي أو ما يعرف بالاتصال اللعابي، الذي ينتج عنه ظهور تقرحات ونتوءات حول الفم وعلى الشفتين. ويمثل النوع الآخر الهربس البسيط من النوع الثاني (Herpes simplex 2)، وهو المسبب للهربس التناسلي الذي يؤثر على الأعضاء التناسلية للشخص المصاب ثم الشرج.
اقرأ أيضا: 8 من أنواع الأمراض المنقولة جنسيا: الخطيرة منها والقابلة للعلاج
أعراض مرض الهربس التناسلي
عادة ما يستغرق ظهور أعراض مرض الهربس التناسلي بين يومين و12 يوما أو أكثر، حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). لكن، عموما، يعتبر ظهور الأعراض على المصاب أمرا غير شائع، إذ قد يستغرق ظهورها شهورا أو سنوات بعد الفترة التي تم التعرض فيها للفيروس، مما يعني أن ظهور الأعراض في فترة ما قد لا يستلزم الإصابة بالفيروس في الفترة نفسها.
تتميز فترات ظهور الأعراض بالفترة الكامنة والفترات المتكررة، حيث يظل الفيروس مستقرا في الفترة الكامنة من دون ظهور الأعراض، في حين قد يكون بعض الأشخاص عرضة لفترات متكررة بمجرد تفشي الفيروس على شكل قروح وبثور، والتي تستمر كل فترة منها بين أسبوعين إلى 4 أسابيع.
تظهر الأعراض لدى المرأة على مستوى الشفرين والبظر والفرج، في حين تظهر على مستوى القضيب عند الرجال، وتشمل:
- ألم داخل المهبل أو رأس القضيب أو المستقيم.
- الإفرازات المهبلية.
- ألم عند التبول أو عدم القدرة على التبول.
- تورم خفيف في الغدد الليمفاوية في الفخذ والإبط والرقبة.
- بثور في أو حول الأعضاء التناسلية تتطور إلى تقرحات حمراء مؤلمة.
- ظهور بثور في الفم وعلى الشفاه والوجه وفي أي مكان آخر لامست مناطق العدوى.
- أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا كالحُمى وآلام الظهر والصداع ودرجة الحرارة.
اقرأ أيضا: مرض الزهرِي: ما هي أعراضه؟ وهل الاتصال الجنسي هو السبب الوحيد؟
أسباب مرض الهربس التناسلي
تتمثل أسباب مرض الهربس التناسلي في الإصابة بفيروس الهربس البسيط بنوعيه الأول والثاني، الذي يتم العثور عليه عادة في اللعاب والمني والإفرازات المهبلية، وهو انتقال الفيروس نتيجة ملامسة الأسطح. إذ ينتقل عادة عن طريق الاتصال المباشر كالتقبيل أو عن طريق الاتصال الجنسي المهبلي أو الشرجي أو الفموي أو نتيجة مشاركة الألعاب الجنسية غير المغسولة أو عند ملامسة الأعضاء التناسلية مع الأعضاء التناسلية الأخرى أو ما يُعرف بالجنس السطحي.
ينتقل هذا الفيروس إلى الجسم من خلال الطبقات الرقيقة من الأنسجة التي تبطن الجسم والتي تعرف بالأغشية المخاطية، وتوجد هذه الأنسجة في الفم والأنف والأعضاء التناسيلية، وهو ما يفسر انتقال العدوى عبر هذه الخلايا دون غيرها. تندمج الفيروسات في الخلايا بمجرد اختراقها لأنسجة الجسم، ثم تتكاثر بشكل متسارع وهو ما يجعل عملية علاجها صعبة.
عوامل الخطر
تشمل عوامل خطر الإصابة بمرض الهربس التناسلي:
- ممارسة الجنس التناسلي أو الفموي مع شخص مصاب.
- عدم استخدام الواقي الذكري أثناء الممارسة الجنسبة.
- ضعف الجهاز المناعي للشخص.
المضاعفات
تتمحور مضاعفات الإصابة بالهربس التناسلي حول التقرحات الحمراء والمؤلمة التي تتكون في الأعضاء التناسلية وفي مناطق أخرى من الجسم الفخذين والأصابع والعين والأرداف، يعاني من حدة هذه التقرحات الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي. ويمكن أن يصاب أشخاص آخرون بالتهاب السحايا أو ما يعرف بالتهاب بطانة الدماغ، رغم ندرته.
لا تقتصر الإصابة على بالفيروس على الممارسة الجنسية وحسب، بل يعتبر انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين من المضاعفات الخطيرة أيضا، سواء أثناء الحمل أو بعد الولادة وهو ما قد يكون قاتلا.
كيف يتم التشخيص؟
تعتبر التقرحات والبثور المتكونة على الجلد عرضا شائعا لتشخيص الإصابة بالهربس التناسلي، ويتم التشخيص من خلال:
1. اختبار المسحة
يلجأ الطبيب إلى اختبار المسحة، من خلال أخذ مسحة من البثور أو التقرحات للتأكد من الإصابة بالفيروس، ويفضل الأطباء أن تكون مدة تكون التقرحات أقل من 4 أيام، لأن جفاف التقرحات قد لا يعطي النتيجة بشكل مؤكد. كما تمكن هذه المسحة من الكشف عن احتمال إصابة الشخص بعدوى أخرى منقولة جنسيا.
2. اختبار الدم
في حالة عدم وجود تقرحات، يلجأ الطبيب إلى اختبار الدم للبحث عن الأجسام المضادة التي أطلقها الجهاز المناعي للشخص لمحاربة والقضاء على فيروس الهربس. يمد هذا الاختبار الشخص بمعلومات حول إصابته بالفيروس من عدمه، لكن، لا يمكن تحديد وقت الإصابة به.
طرق علاج مرض الهربس التناسلي
لا ينجح الخبراء والأخصائيون بعد في إيجاد علاج فعال لمرض الهربس التناسلي، حتى اللقاحات لا زالت في فترة التجارب السريرية. لكن، يصف الأطباء للمرضى أدوية مضادة للفيروسات لوقف ظهور الأعراض، لكون المرض يبقى كامنا في الجسم لعدة شهور وسنوات، ثم يتكرر ظهور البثور والتقرحات مجددا. ويُنصح عادة بأخذ هذه المضادات بين 3 و 5 أيام من ظهور الأعراض ليكون العلاج فعالا في وقف تفاقمها.
ويمكن لهذه الأدوية أيضا أن تقلل من احتمال انتقال الفيروس إلى شخص آخر أثناء الممارسة الجنسية، لكن، يُنصح دائما باستشارة الطبيب قبل الممارسة الجنسية للتأكد من أن المرض في تلك الفترة غير قابل للانتقال.
ويمكن التخفيف من حدة الأعراض وآلامها في فترة تكون البثور والتقرحات، من خلال تفادي ارتداء الملابس الضيقة المسببة للاحتكاك، وغسل المنطقة بمحلول ملحي دافئ بمزج ملعقة صغيرة من الملح في كوبين من الماء، والتبول أثناء التواجد في حمام دافئ، خاصة عند مواجهة صعوبة وآلام في التبول.
طرق الوقاية
يمكن تقليل خطر الإصابة أو انتقال فيروس الهربس بالحرص على ممارسة الجنس بشكل آمن، من خلال استخدام الواقي الذكري أثناء الممارسة الجنسية، والممارسة الفموية أيضا، لكنه قد لا يمنع من الإصابة إذا كانت المنطقة المصابة بالبثور والتقرحات غير مغطاة بالواقي الذكري. ويوصي الخبراء بعدم ممارسة الجنس مع الشخص المصاب حتى مع عدم ظهور الأعراض، ثم تجنب لمس القروح وغسل اليدين جيدا في حالة لمسها.
متى يجب زيارة الطبيب؟
ليس من الضروري أن تظهر الأعراض بمجرد الإصابة بالفيروس، إذ يمكن أن تستغرق شهورا وسنوات حتى تظهر على الشخص، لذلك، يُنصح بزيارة الطبيب عند ملاحظة تكوُّن بثور صغيرة تتحول إلى تقرحات حمراء في الأعضاء التناسلية، أو في الشرج والمؤخرة، أو في الفخذين، إذ تعتبر هذه البثور والتقرحات العرض الأكثر شيوعا للإصابة. وفي حالة عدم ظهورها، يُنصح بزيارة الطبيب عند الإحساس بالحكة والحرقة في أو حول الأعضاء التناسلية، أو الإحساس بالألم عند الرغبة في التبول، أو ملاحظة إفرازات مهبلية غير طبيعية لدى المرأة.