ما هي الأمراض المنقولة عبر الطعام؟
الأمراض المنقولة عبر الطعام هي حالات مرضية تنتج عن تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة بمواد ضارة. يمكن أن تتراوح شدتها من إسهال خفيف وغثيان إلى أمراض خطيرة وحتى الوفاة. يمكن لها أن تكون بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية، والتي قد تستغرق أيامًا حتى تظهر أعراضها.
الفرق بين التسمم الغذائي والأمراض المنقولة بالغذاء
التسمم الغذائي يشير عادة إلى الحالة الناجمة عن سموم جرثومية أو كيميائية تظهر أعراضها سريعًا بعد تناول الطعام الملوث، في حين أن الأمراض الجرثومية مثل الإسهال البكتيري تظهر أعراضه بعد فترة أطول وتنتج عن تكاثر مسببات الأمراض داخل الجسم.
الأمراض المنقولة بالغذاء | التسمم الغذائي |
|
|
مسببات الأمراض المنقولة عبر الطعام
تنجم هذه الأمراض عن التعرض لعوامل متعددة، منها:
- البكتيريا: مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية والكامبيلوباكتر. تغزو جدار الأمعاء مسببة إسهالًا وقيء وحمى. تنتقل عادة عبر أطعمة حيوانية نيئة أو غير مكتملة الطهي كاللحوم والدواجن والحليب غير المبستر.
- الفيروسات: أبرزها النوروفيروس (Norovirus) والفيروس المسبب لالتهاب الكبد A. الذي يسبب تقيؤًا وإسهالًا شديدًا ويصيب الأشخاص خلال 12–48 ساعة من التعرض للطعام أو الماء الملوث. تنتقل هذه الفيروسات أيضًا عبر المحار النيئ والأطعمة الملوثة أو من شخص لآخر.
- الطفيليات: مثل الجيارديا والكوكسيديا والدودة الشريطية. تدخل إلى الجسم من خلال أطعمة أو مياه ملوثة وتسبب أعراضًا مزمنة أحيانًا كالإسهال المستمر وفقدان الوزن.
- السموم الكيميائية: تشمل المبيدات الزراعية والمواد السامة الطبيعية أو المعادن الثقيلة. إذا تناول الإنسان أطعمة ملوثة بتلك السموم، يمكن أن يحدث تسمم حاد أو مشكلات صحية مزمنة.
كيف تنتقل هذه الأمراض؟
تنتقل مسببات الأمراض إلى جسم الإنسان عبر الأغذية الملوثة في أي مرحلة من مراحل الإنتاج والاستهلاك.
- عدم النظافة الشخصية للطهاة،كما أن ملامسة الأطعمة النيئة للأطعمة المطهوة من أهم الأسباب المساهمة في نقل الجراثيم.
- الاحتفاظ بالأطعمة في درجات حرارة غير مناسبة يمنح البكتيريا بيئة مناسبة البقاء حية.
- عدم طهي اللحوم جيدا، فمثلا تنتقل السالمونيلا والإشريكية القولونية غالبًا عبر هاته اللحوم.
- أما النوروفيروس فغالبا ما ينتشر عبر محار البحر النيئ أو الأطعمة الغنية بالرطوبة إذا كان مصدرها ملوثًا.
أبرز الأمراض المنقولة عبر الطعام
السالمونيلا
السالمونيلا من أكثر مسببات الإسهال البكتيري شيوعًا في العالم. تتسبب في أعراض حمى وتقلصات في البطن وإسهال وغثيان، وتظهر عادة خلال 6-72 ساعة من تناول الطعام الملوث. معظم الحالات تتحسن خلال أيام معدودة مع تعويض السوائل، لكن في بعض الحالات يحدث جفاف شديد قد يهدد الحياة، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن.
الإشريكية القولونية (E. coli)
هي بكتيريا توجد طبيعيًا في أمعاء الإنسان والحيوانات. يمكن لها أن تسبب تسممًا غذائيًا خطيرًا. تنتقل عبر لحوم غير مطهوة جيدًا، والحليب النيئ، والخضروات الملوثة. تتسبب سلالات الـSTEC في إسهال دموي حاد، وقد تؤدي إلى متلازمة انحلال الدم اليوريمي (فشل كلوي حاد) خصوصًا لدى الأطفال.
النوروفيروس
هو فيروس شديد العدوى ويعد سببًا رئيسيًا للإسهال والقيء الحاد عالمياً. تظهر الأعراض بعد 12–48 ساعة من التعرض، وأبرزها غثيان وقيء مفاجئ وإسهال مائي. ينتقل النوروفيروس بسهولة عن طريق تناول أطعمة بحرية نيئة أو مياه ملوثة وكذلك بالاتصال المباشر مع مرضى مصابين.
الليستيريا
تُعد الليستيريا (Listeria monocytogenes) من البكتيريا النادرة نسبيًا، لكنها خطيرة للغاية. ما يميزها عن غيرها هو قدرتها على النمو حتى في درجات حرارة الثلاجات، مما يجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة. تنتقل العدوى عادة عبر منتجات الألبان غير المبسترة، واللحوم الجاهزة للأكل، وبعض الخضروات النيئة. ورغم أن الأشخاص الأصحاء قد لا يُظهرون أعراضًا واضحة، إلا أنّ العدوى عند الحوامل وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة قد تكون مهددة للحياة. فهي قد تسبب الإجهاض أو الولادة المبكرة، كما ترتبط بمعدلات وفاة مرتفعة لدى حديثي الولادة.
علاج الأمراض المنقولة بالطعام
علاج هذه الأمراض يعتمد على السبب وشدته. لكن عموما التركيز في العلاج يكون على:
- تعويض المياه لمنع الجفاف.
- الإلتزام بالراحة.
- في حالات الإصابة بفيروسات مثل النوروفيروس، لا توجد أدوية خاصة؛ وإنما يشدد الأطباء على شرب السوائل بوفرة لتعويض الفقد.
- أما في الإصابات البكتيرية الشديدة (مثل الليستريوز) فقد تُعطى مضادات حيوية خاصة بعد التشخيص.
تجدر هنا الإشارة إلى أنه:
- لا يجب اللجوء إلى المضادات الحيوية في حالات الإسهال البكتيري المعتدلة، لأن ذلك لا يسرّع الشفاء بل قد يزيد من مقاومة البكتيريا.
- يجب استشارة الطبيب في حال وجود علامات خطيرة كالحمى العالية أو الدم في البراز أو الجفاف الحاد.
الوقاية من الأمراض المنقولة عبر الطعام
الوقاية مرتبطة أساسًا باتباع قواعد سلامة الغذاء. توصي منظمة الصحة العالمية بـ”مفاتيح خمسة للغذاء الآمن””:
- المحافظة على نظافة الأيدي والأدوات.
- فصل الأطعمة النيئة عن المطهية.
- طهي الطعام جيدًا
- حفظ الطعام في درجات حرارة آمنة
- واستخدام مياه ومكونات آمنة.
أسئلة شائعة قد تهمك
كم تستغرق أعراض التسمم الغذائي للظهور؟
كما سبق و أشرنا، تختلف فترة ظهور الأعراض حسب العامل المسبب. فأعراض التسمم الغذائي تظهر عادةً خلال ساعات من تناول الطعام الملوث. في المقابل، قد تحتاج العدوى البكتيرية أو الفيروسية وقتًا أطول.
هل يمكن علاج الأمراض المنقولة عبر الطعام في المنزل؟
يمكن في الغالب علاج الحالات الخفيفة من التسمم الغذائي منزليًا. فباتباع الراحة التامة وتعويض السوائل (شرب الماء أو المحاليل الملحية) يمكن لمعظم الأشخاص أن يتحسنوا في خلال يومين إلى ثلاثة. أما في الحالات الشديدة (المصحوبة بجفاف حاد، دم في البراز، أو حرارة مرتفعة جدًا) فيجب مراجعة الطبيب فورًا.
الأمراض المنقولة عبر الطعام قد تتحول إلى تهديد حقيقي للصحة والحياة، خصوصًا لدى الفئات الأكثر ضعفًا. لذى إستمع لجسدك، ولا تتأخر في إستشارة الطبيب إن أحسست بالأعراض تتفاقم.
ولا تنسى أن تجعل من النظافة، الطهي الجيد، وحفظ الطعام في ظروف مناسبة عادات يومية في مطبخك. فهاته الخطى و إن كانت صغيرة، ستحميك وتحمي أسرتك من خطر قد يكون كبيرًا غدًا.
اقرأ أيضا : التسمم الغذائي في الصيف : الاسباب، الأعراض وطرق الوقاية الفعّالة