زراعة البراز fecal transplant هو إجراء يتم فيه وضع براز شخص سليم في قولون شخص مريض، تسمى أيضا العلاج الجرثومي أو العلاج البكتيري bacteriotherapy  أو زرع الجراثيم البرازية (fecal microbiota transplantation (FMT.

تتم عملية زرع البراز لاستعادة توازن البكتيريا في أمعاء الشخص المريض، من أجل علاج التهابات الجهاز الهضمي وحالات أخرى. يعتمد الجهاز الهضمي على البكتيريا المفيدة beneficial bacteria لامتصاص العناصر الغذائية وهضم الطعام بشكل صحيح، ولكن بعض الحالات الطبية والمضادات الحيوية يمكن أن تدمر هذه البكتيريا الجيدة، تعتبر عملية زرع البراز إحدى الطرق لإعادة إنتاجها!

في هذه المقالة، تعرف على كيفية عمل زراعة البراز والظروف التي يمكن علاجها، والمخاطر المحتملة لهذا الإجراء!

لماذا زرع البراز؟

نشأت عمليات زرع البراز في الطب الصيني القديم منذ أكثر من 1700 عام. في الماضي، كان هذا الإجراء ينطوي على شرب معلق سائل من براز شخص آخر، وهي تقنية شديدة الخطورة. وتعتبر عمليات زرع البراز اليوم معقمة وآمنة، وهناك مجموعة متزايدة من الأبحاث لدعم استخدامها.

تشجع زراعة البراز من متبرع سليم جسم المتلقي على إنماء بكتيريا صحية، والتي يمكن أن تعالج بعض الالتهابات وتقلل من شدة مشاكل صحية معينة في الأمعاء. والأمعاء هي موطن لتوازن دقيق لملايين البكتيريا، عندما تصبح هذه البكتيريا غير متوازنة، يمكن للشخص أن يصاب بالإسهال والمشاكل المعوية الأخرى.

في بعض الحالات، تقتل المضادات الحيوية التي تعالج الالتهابات في الأمعاء البكتيريا المفيدة، على سبيل المثال، حوالي 20% من الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية للمطثية العسيرة Clostridium difficile -وهي عدوى بكتيرية شائعة في المعدة تسبب الإسهال- تتطور لديهم الحالة مرة أخرى، وقد يكون هذا التكرار بسبب المضادات الحيوية التي تعطل ميكروبيوم الأمعاء، في هذه الحالة قد يساعد إعادة إدخال البكتيريا الجيدة باستخدام زرع البراز!

متى يتم اللجوء لعملية زراعة البراز؟

في المقام الأول يستخدم الأطباء عمليات زرع البراز لعلاج المرض المرتبط بـالمطثية العسيرة (CDAD). في الولايات المتحدة، تقتل CDAD حوالي 15000 شخص كل عام، غالبًا بسبب التهاب القولون الحاد. وقد وجدت الأبحاث باستمرار أن عمليات زرع البراز فعالة للغاية في علاج هذه الحالة الخطيرة.

في تجربة صغيرة عام 2014، لم تظهر أي أعراض على 70% من المشاركين بعد العلاج بزراعة البراز. كان معدل الشفاء الكلي 90% بين أولئك الذين خضعوا لعلاجات متعددة، وكان لدى المشاركين أيضًا حركات أمعاء أقل وصنفوا صحتهم العامة بدرجة أعلى بعد العلاج. وقد أبلغت دراسات أخرى عن معدلات نجاح مماثلة.

قد يوصي الأطباء أيضًا بعمليات زرع البراز لعلاج حالات الجهاز الهضمي الأخرى. على سبيل المثال، قد تسبب مشاكل بكتيريا الأمعاء مرض التهاب الأمعاء (IBD) أو تفاقمه. وقد وجد الباحثون أن عمليات زرع البراز قد تساعد في علاج مرض التهاب الأمعاء، على الرغم من اختلاف فعاليتها بين الدراسات. كما قد تساعد عمليات زرع البراز أيضًا في علاج متلازمة القولون العصبي (IBS)، وهي حالة غير مفهومة جيدًا تسبب مجموعة واسعة من مشاكل الجهاز الهضمي.

لا يزال البحث عن عمليات زرع البراز لهذه الحالة في مراحله الأولى، لكن في دراسة شملت 13 شخصًا يعانون من متلازمة القولون العصبي، حلت عملية زرع البراز الأعراض لدى 70% من المشاركين.

أبحاث: لارتباط صحة الأمعاء بالصحة العامة.. عمليات زراعة البراز قد تعالج حالات أخرى!

إذا كانت صحة الأمعاء تؤثر على الصحة العامة، فإن عمليات زرع البراز يمكن أن تعالج مجموعة متنوعة من الحالات.
ربطت بعض الأبحاث صحة الأمعاء بحالات أخرى، مثل الخرف Dementia، وقد تكون هذه الارتباطات موجودة لأن صحة الأمعاء تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية واستخدامها.

اقترح مؤلفو مراجعة عام 2016 أن عمليات زرع البراز قد تعالج حالات مثل:

هل لعملية زراعة البراز مخاطر صحية؟

تشير معظم الدراسات إلى أن عمليات زرع البراز آمنة، خاصةً عندما تأتي العينة من متبرع سليم تم فحصه بدقة. ولا يعرف الأطباء سوى القليل عن سلامة عمليات زراعة البراز على المدى الطويل. اعتبارًا من عام 2019، لا تزال إحدى التجارب السريرية تقيِّم السلامة طويلة المدى لعمليات زرع البراز عبر حقنة شرجية.

ومع ذلك، أدت حالة وفاة حديثة بسبب عدوى شديدة مقاوِمة للمضادات الحيوية تطورت بعد زرع جراثيم البراز Fecal Microbiota Transplantation إلى قيام إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بتعليق جميع التجارب السريرية التي تستخدم عملية زرع البراز!
وقد يؤدي تناول المضادات الحيوية بعد زراعة البراز إلى حدوث مضاعفات، لذلك من المهم إخبار الطبيب بأي أدوية ومضادات حيوية يتم أخذها. وبالمثل، يجب على الشخص ذكر أنه قام بعملية زرع براز إذا وصف له الطبيب مضادات حيوية للعدوى.

حددت دراسة أجريت عام 2016 العديد من عوامل الخطر لفشل زراعة البراز، بما في ذلك:

  • كون المريضة أنثى.
  • دخول المستشفى بسبب حالة مرضية سابقة.
  • الجراحة الحديثة قبل الزرع.

كما أن القيام بعملية زراعة البراز دون الفحص المناسب للطرفين، يمكن أن ينقل للمتبرع أمراضًا خطيرة ومميتة!

قبل عملية زراعة البراز يتم فحص المتبرعين بعناية للتأكد من صحة الأمعاء والبراز لديهم، من خلال إجراء الاختبارات التالية:

  • اختبارات الدم: للكشف عن التهاب الكبد A و B و C، فيروس العوز المناعي البشري HIV وغيرها من الأمراض.
  • اختبارات البراز: للكشف عن البويضات والطفيليات، عدوى المطثية العسيرة، مستضد الجيارديا المعوية.

لا ينبغي للمتبرعين بالبراز:

  • تناول المضادات الحيوية خلال الأشهر الستة السابقة للعملية.
  • الوشم أو ثقب الجسم في الأشهر الستة الأخيرة قبل العملية.
  • أن يكون لديهم أي تاريخ من تعاطي المخدرات.
  • السفر إلى مناطق موبوءة.
  • الإصابة بأي اضطرابات مزمنة في الجهاز الهضمي، مثل التهاب الأمعاء المزمن.

في معظم الحالات، يقوم الطبيب بنقل براز المتبرع إلى المتلقي من خلال منظار القولون، وهو عبارة عن أنبوب مرن صغير يمكن إدخاله في القولون من خلال المستقيم. عادة ما يأخذ المرضى عقاقير مهدئة قبل الإجراء، لذلك لن يشعروا بأي ألم أو إزعاج.

وأخيرا بعد قراءتك للمقال، هل ستوافق على إجراء عملية زراعة البراز في حال معاناتك من أحد الأمراض التي تستوجب إجراء هذه العملية؟ شاركنا رأيك!