ما هو فيروس نقص المناعة البشرية؟ 

يهاجم فيروس نقص المناعة البشرية (human immunodeficiency virus) – (HIV) الخلايا المناعية من النوع CD4، وهي من أنواع خلايا الدم البيضاء المعروفة بالخلايا التائية، التي تساعد الجيم على مكافحة العدوى والأمراض. يؤدي تدمير هذه الخلايا إلى تقليل قدرة الجسم على مكافحة الأمراض وجعله عرضة لأنواع متعددة من العدوى وأنواع السرطانات.

نظرا إلى أن الفيروس يستقر في الحمض النووي للخلايا، فإنه يصعب على جسم الإنسان التخلص منه، وتعتبر الإصابة به دائمة في ظل غياب علاج فعال له.

ما هو الإيدز؟

يمكن الحديث عن الإيدز (AIDS) – (acquired immune deficiency syndrome) عند وصول فيروس نقص المناعة البشرية إلى آخر مراحله، وهي المرحلة التي يتضرر فيها جهاز المناعة بشدة. ويمكن تشخيص الإصابة بالإيدز عند ملاحظة قلة عدد خلايا CD4 في جسم المصاب، وتحديدا عندما تكون أقل من 200 خلية لكل مليمتر مكعب، لأن عدد هذه الخلايا في الجسم السليم تتراوح بين 500 و1600 خلية لكل ملمتر مكعب.

أعراض الإيدز

يمكن الحديث عن أعراض الإيدز بعد الإصابة الناتجة عن عدم علاج فيروس نقص المناعة البشرية، والذي يضعف الجسم ويتسبب في تلف جهازه المناعي، وتشمل الأعراض الشائعة للإيدز:

  • الحمى المتكررة والتعب المزمن.
  • تورم الغدد الليمفاوية المزمنة في الإبطين والرقبة.
  • التعرق الليلي.
  • الإسهال المتكرر أو المزمن الذي يستمر لأكثر من أسبوع.
  • فقدان الوزن السريع.
  • البقع الداكنة تحت الجلد أو في الفم أو الأنف أو الجفون.
  • التقرحات في الجلد والفم واللسان أو الأعضاء التناسلية أو الشرج.
  • مشاكل عصبية مثل صعوبة التركيز والارتباك.
  • فقدان الذاكرة والاكتئاب والقلق.

ما هي أعراض مرض الإيدز عند الرجال؟

لا تختلف أعراض مرض الإيدز عند الرجال عن النساء، بل تعتبر متشابهة بين كل منهما، لكن، يمكن أن يلاحظ الرجال ظهور التقرحات على أعضائهم التناسلية بشكل أسرع من النساء، كما أنهم قد يكونوا أكثر عرضة لأنواع العدوى المنتقلة عن طريق الاتصال الجنسي، والتي تشمل السيلان، الكلاميديا، مرض الزهري وداء المشعرات.

ما هي أعراض مرض الإيدز عند النساء؟

تتشابه أعراض مرض الإيدز عند النساء مع الأعراض عند الرجال، كما أنهن عرضة للإصابة بأنواع العدوى المنقولة جنسيا. لكن، يمكن أن تكون النساء عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض المصاحبة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، والتي تشمل الالتهابات المهبلية، كالتهابات الخميرة المهبلية، والتهاب المهبل الجرثومي، والتهابات الحوض وتغيرات الدورة الشهرية.

اقرأ أيضا: طرق علاج التهابات المهبل الفعالة ومدى خطورة الالتهابات

ما هي مدة ظهور مرض الإيدز؟

تعتمد مدة ظهور مرض الإيدز على مراحل تطور فيروس نقص المناعة البشرية التي تنقسم إلى ثلاثة مراحل، وتشمل:

  • المرحلة 1: عدوى فيروس نقص المناعة البشرية الحادة

تعتبر عدوى فيروس نقص المناعة البشرية الحادة بمثابة المرحلة الأولى من الإصابة بالفيروس، وتتطور في غضون أسبوعين إلى 4 أسابيع، في هذه المرحلة تهاجم العدوى خلايا CD4 المساعدة على مكافحة العدوى والأمراض، وتشمل الأعراض المصاحبة لهذه المرحلة؛ الصداع والحمى والطفح الجلدي.

  • المرحلة 2: عدوى فيروس نقص المناعة البشرية المزمنة

تمثل هذه المرحلة الثانية استمرار تكاثر فيروس نقص المناعة البشرية، ويمكن أن تستمر هذه المرحلة لأكثر من 10 سنوات إذا كانت مستويات تطور الفيروس منخفضة. ويمكن الحد من تطور هذه المرحلة وتفادي الإصابة بالإيدز من خلال تلقي العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية والتي قد تقلل من احتمال انتقال الفيروس لأشخاص أصحاء.

  • المرحلة 3: الإيدز

يعتبر الإيدز آخر مرحلة من مراحل تطور الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، ومما يميز هذه المرحلة هو عدم قدرة الجسم على مقاومة العدوى الانتهازية، وهي مختلف أنواع العدوى والسرطانات التي تصبح الإصابة بها أكثر سهولة لدى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

أسباب الإيدز

يعتقد العلماء أن أصل فيروس نقص المناعة نتج عن نوع من الفيروسات التي انتقلت من الشمبانزي إلى البشر، نتيجة استهلاك الناس للحوم الشمبانزي الحاملة للفيروس، وبات بعد ذلك يُعرف بفيروس نقص المناعة البشرية.

وتحدث الإصابة بالفيروس نتيجة ملامسة الأنسجة الرطبة من الجسم كالأعضاء التناسلية للسوائل الحاملة للفيروس، وتشمل هذه السوائل الدم، والمني، والسائل المنوي، وسوائل المهبل والمستقيم وحليب الثدي.

المضاعفات

يُضعف فيروس نقص المناعة البشرية في مرحلته الثالثة قدرة الجسم على مكافحة الأمراض والعدوى، وتشمل المضاعفات الصحية المرتبطة به: 

1. داء المبيضات 

ويعرف أيضا بالقلاع، وهو عبارة عن عدوى فطرية ترتبط بالإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، تتسبب هذه العدوى في حدوث التهابات على مستوى الجلد والأظافر والفم أو اللسان. ويمكن أن تتسبب في اضطرابات على مستوى المريء والجهاز التنفسي لمرضى الإيدز.

2. المكورات الخفية 

ويعرف أيضا بداء المستخفيات، وهو عدوى فطرية قد تصيب مختلف أعضاء الجسم، لكنها عادة ما تسبب التهابا رئويا نتيجة توغلها في الرئتين وقد تصل مضاعفاتها الصحية إلى التسبب في تورم الدماغ.

3. الفيروس المضخم للخلايا

يمكن أن ينتقل الفيروس المضخم للخلايا، عن طريق مختلف السوائل التي تصدر من الجسم، يهاجم هذا الفيروس الجهاز المناعي مسببا الإصابة بالعديد من الأمراض، كالالتهاب الرئوي، والتهاب المعدة والأمعاء والدماغ بالإضافة إلى التهاب الشبكية الذي يضعف نظر المصاب.

4. الالتهاب الرئوي 

يمكن أن يحدث الالتهاب الرئوي نتيجة تعرض الجسم لعدوى فطرية، والتي تجعل الشخص يعاني من ضيق في التنفس، والسعال الجاف والحمى الشديدة. 

5. السل

تشيع الإصابة بداء السل لدى مرضى فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، ويسبب عدوى على مستوى الرئتين، وفقدانا شديدا في الوزن، كما أنه قابل للانتشار في الدماغ ومختلف أعضاء الجسم.

اقرأ أيضا: داء السل المقاوم للأدوية: هل هو الخطر القادم الذي يهدد الصحة العامة؟

6. داء المقوسات 

يؤثر داء المقوسات على الجهاز المناعي للمصاب، بحيث لا يستطيع مرضى فيروس نقص المناعة المكتسب مواجهته، وينتقل عادة عن طريق استنشاق الغبار أو تناول الأطعمة الملوثة بالطفيليات المسببة للداء. ويؤثر داء المقوسات على الرئتين والقلب والكبد والجهاز العصبي والهضمي والتناسلي، بالإضافة إلى تسببه في اضطرابات على مستوى شبكية العين.

تشخيص الإيدز

يتم تشخيص الإيدز أو فيروس نقص المناعة البشرية باستخدام إحدى الاختبارات التالية:

  • اختبارات الأجسام المضادة والمستضدات

يتم إجراء فحص الدم، حيث تظهر هذه الاختبارت الأجسام المضادة أي البروتينات التي يصنعها الجسم للاستجابة للعدوى، ثم المستضدات أي أجزاء الفيروس التي تنشط الجهاز المناعي. يمكن أن تظهر النتائج الإيجابية لهذه الاختبارات أي إصابة المريض بالفيروس، في غضون 18 إلى 45 يوما بعد تلقي الفيروس.

  • اختبارات الأجسام المضادة 

يكشف فحص الدم في هذا الاختبار عن الأجسام المضادة التي يطورها الجسم بين 23 و90 يوما من الإصابة بالفيروس، ويمكن الكشف عنها من خلال اختبار اللعاب أيضا، وتظهر نتيجة الاختبار في حدود نصف ساعة أو أقل.

  • اختبار الحمض النووي 

يجرى هذا الاختبار بعد ظهور الأعراض المبكرة لفيروس نقص المناعة البشرية للكشف عن وجود الفيروس في الجسم، والذي قد يستغرق ظهوره بين 5 إلى 21 يوما بعد تلقي الفيروس. 

علاج الإيدز

لا يوجد علاج فعال للقضاء على فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، لكن، يمكن الوقاية من خطر الإصابة بالإيدز والذي يمثل المرحلة الثالثة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، بعلاج الفيروس بمجرد تشخيص الإصابة به، ويشمل العلاج الموصوف العلاج المضاد للفيروسات القهقرية يتضمن هذا العلاج مزيجا من الأدوية التي تحد من تكاثر فيروس نقص المناعة البشرية، كما أنها تحمي خلايا CD4 من الموت، وهو ما يعزز قوة الجهاز المناعي ويمنع الفيروس من الانتشار، كما يمنع وصوله إلى مرحلة الإصابة بالإيدز.

طرق الوقاية من الإيدز

في ظل عدم التوصل إلى لقاح فعال لعلاج الإيدز، يوصي الخبراء باتباع طرق الوقاية من الإيدز لتفادي للحماية من انتثال فيروس نقص المناعة البشرية، وتشمل هذه الطرق: 

  • الممارسة الجنسية الآمنة 

يمكن أن تنتقل عدوى فيروس نقص المناعة البشرية بسهولة عند ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي دون استخدام الواقي الذكري، خاصة أن السوائل التي تخرج من قبل الحذف تعتبر أيضا حاملة للفيروس ويمكن أن تنقله لشخص آخر.

  • تجنب مشاركة الإبر أو الأدوات الحادة 

نظرا إلى أن فيروس نقص المناعة البشرية ينتقل عن طريق الدم، فإن استخدام الإبر أو الأدوات الحادة الحاملة لدم الشخص المصاب يمكن أن ينقل الفيروس إلى الشخص الذي لمس تلك المواد.

متى تزور الطبيب؟ 

ينصح بزيارة الطبيب عند المعاناة من أعراض الإنفلونزا التي لا تتحسن أو تزداد سوءا بعد مرور الأيام، أو في حالة فقدان الوزن السرير وغير المبرر أي غير المرتبط بحالة صحية معنية، بالإضافة إلى ملاحظة تقرحات على مستوى الفم أو حول الأعضاء التناسلية، أو ظهور بقع داكنة على الجلد. قد تكون إحدى هذه الأعراض علامة على الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وقد يتسبب عدم علاجه أو تأخر علاجه في الإصابة بالإيدز. 

الأسئلة الشائعة 

هل يمكن أن ينتقل الإيدز بدون قذف؟

إذا كان فيروس نقص المناعة البشرية في مرحلة نقل العدوى إلى مجرى دم الشخص الآخر، فإن الفيروس يمكن أن ينتقل إلى الشص حتى قبل القذف، لأن السوائل التي يفرزها القضيب قبل القذف تكون أيضا حاملة للفيروس. لهذا السبب، يُنصح باستخدام الواقي الذكري قبل أي ممارسة جنسية.

هل يعيش فيروس الإيدز في الملابس؟

لا يعيش فيروس نقص المناعة البشرية لمدة طويلة خارج الجسم، ويفقد قدرته على نقل العدوى بمجرد خروجه من الجسم، لذلك، ينصح باتخاذ تدابير وقاية عند الممارسة الجنسية أو عند استخدام إبر وحقن الشخص المصاب، حيث ينتشر الإيدز أو الفيروس بعد استقراره في سوائل الجسم التي تشمل السائل المنوي والسوائل المهبلية والشرجية والدم. يمكن للفيروس أن ينتقل كذلك من الأم إلى الطفل خلال فترة الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية. أما العرق والبول واللعاب فهي سوائل غير مساهمة في نقل الفيروس من الشخص المصاب إلى الشخص السليم.