ما هو مرض السل؟

يعتبر داء السل (Tuberculosis) من الأمراض الأكثر عدوى في حالة إصابته للرئتين، وتحدث الإصابة به نتيجة الاتصال الوثيق بشخص مصاب بالمرض وتظهر عليه أعراض السل، وتحدث العدوى بعد استنشاق بكتيريا المتفطرة السلية (M. tuberculosis) المُسببة لداء السل.

حسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، أدت الإصابة بداء السل إلى وفاة 1.5 مليون شخص سنة 2020، وتم تصنيف داء السل على أنه السبب الرئيسي الثالث عشر للوفاة في العالم.

كيف ينتقل مرض السل؟ 

تنتقل عدوى بكتيريا السل من شخص لآخر عبر الهواء، وتحديدا عند سعال الشخص المصاب أو تكلمه وحتى غنائه، حيث يؤدي استنشاق الأشخاص المحيطين بالشخص المصاب إلى استقرار البكتيريا في الرئتين وتكاثرها. يمكن لهذه البكتيريا أن تنتقل عبر الدم إلى أعضاء الجسم الأخرى مثل الكلي والعمود الفقري والدماغ.

يعتبر داء السل الذي يصيب الحلق والرئتين من مسببات العدوى، في حين لا يسبب داء السل الذي يصيب الكلي أو العمود الفقري أو الدماغ العدوى.

أنواع مرض السل

1. داء السل الكامن 

يعتبر هذا النوع من داء السل بمرض السل الكامن الذي لا يعاني معه الفرد من أي أعراض، بالإضافة إلى عدم علمه بإصابته بالعدوى، كما أن البكتيريا التي تنتقل إلى جسم المصاب غير نشطة، لا تتكاثر ولا تنقل العدوى للأشخاص الآخرين، نتيجة سيطرة النظام المناعي عليها. رغم أن هذا النوع غير معد إلا أن علاجه ضروري لتفادي تحوله إلى عدوى نشطة.

2. داء السل النشط 

يعتبر داء السل النشط من أنواع السل المسببة للعدوى، نتيجة تكاثر بكتيريا السل النشطة، والتي تتسبب في تدمير الأنسجة، ويعتبر هذا النوع ناقلا للعدوى بين المصابين.

اقرأ أيضا: هل هناك قابلية وراثية للإصابة بداء السل؟

أسباب مرض السل 

ترتبط أسباب مرض السل ببكتيريا المتفطرة السلية، التي تنتقل عن طريق الرذاذ المتناثر في الهواء، حيث يؤدي استنشاق رذاذ الشخص المصاب بعد العطس والسعال إلى انتقال البكتيريا إلى الشخص السليم.

يمكن للجهاز المناعي التصدي للعدوى وقتل البكتيريا المسببة للأعراض، لكن، قد لا يكون الجهاز المناعي لدى بعض الأشخاص قادرا على حماية الجسم من العدوى أو منعها من الانتشار في أعضاء الجسم.

عوامل خطر مرض السل 

تشمل عوامل خطر الإصابة بمرض السل

  • الأمراض التي تضعف الجهاز المناعي

يعتبر الأطفال الصغار والرضع وكبار السن أكثر عُرضة للإصابة بداء السل نتيجة ضعف جهازهم المناعي، وتشمل الأمراض التي تؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي أيضا فيروس نقص المناعة البشرية، السكري، أمراض الكلي، زرع الأعضاء والسرطانات، بالإضافة إلى تعاطي المخدرات والكحول والتدخين.

  • الأدوية والعلاجات 

يمكن لبعض الأدوية والعلاجات أن تتسبب في إضعاف الجهاز المناعي أيضا، مما يجعل قدرة الجسم على التصدي للعدوى ضعيفة، وتشمل العلاج الكيميائي، والأدوية البيولوجية، والكورتيكوستيرويدات، ثم العلاجات الخاصة بالتهاب المفاصل الروماتويدي وداء كرون.

اقرأ أيضا: داء السل المقاوم للأدوية: هل هو الخطر القادم الذي يهدد الصحة العامة؟

أعراض مرض السل 

تختلف أعراض مرض السل باختلاف الأعضاء التي استقرت فيها بكتيريا السل. وقد يستغرق ظهور هذه الأعراض أسابيع أو شهورا أو سنوات بعد الإصابة بالعدوى.

1. أعراض السل الرئوي 

تشمل أعراض السل الذي يصيب الرئتين: 

  • ألم الصدر.
  • ضيق في التنفس.
  • سعال يستمر لمدة 3 أسابيع على الأقل.
  • البلغم الذي قد يحتوي على دم عند السعال.
  • فقدان الشهية والوزن.
  • الإحساس بالتعب المستمر.
  • تورم في الرقبة.
  • الحمى.
  • التعرق الليلي.

2. أعراض السل خارج الرئتين 

يمكن أن تشمل أعراض السل الذي يصيب العقد اللمفاوية والعظام والمفاصل والجهاز الهضمي والجهاز البولي والتناسلي والعصبي: 

  • تورم الغدد الليمفاوية.
  • الصداع المستمر.
  • آلام البطن.
  • آلام المفاصل والعظام.
  • الارتباك وفقدان الحركة.
  • النوبات.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسل 

يمكن لأي شخص أن يتعرض لخطر الإصابة بمرض السل، لكن تشمل الفئات الأكثر عرضة للإصابة به:

  • الأطفال الصغار وكبار السن.
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة.
  • الأشخاص الذين لم يتلقوا العلاج المناسب للسل.
  • الأشخاص الذين أصيبوا من قبل بمرض السل.
  • الأشخاص الذين لديهم اتصال وثيق ومطول مع شخص مصاب بداء السل.

المضاعفات 

يمكن أن يؤدي عدم علاج داء السل إلى معاناة الشخص المصاب من مضاعفات صحية خطيرة قد تكون قاتلة، إذ يمكن أن يتسبب انتشار البكتيريا في مختلف أعضاء المريض، مما قد يحدث اضطرابات في وظيفة القلب والأوعية الدموية والتهاب الأنسجة المحيطة بالقلب، بالإضافة إلى تلف الرئتين واضطراب وظائف الكلي والكبد، ثم تلف العظام والمفاصل، والحبل الشوكي والدماغ.

كيف يتم التشخيص؟ 

يلجأ الأخصائي إلى العديد من الاختبارات لتشخيص الإصابة بداء السل، وتشمل:

  • اختبار الجلد 

يتم من خلال هذا الاختبار حقن كمية صغيرة من البروتين تحت الجلد، للتحقق من تورم الذراع بعد يومين أو ثلاثة أيام من الحقن. وتعتبر النتيجة الإيجابية دليلا على الإصابة ببكتيريا السل. كما يمكن أن النتيجة سلبية إذا كان الجهاز المناعي للشخص ضعيفا أو إذا كانت مدة انتقال البكتيريا قليلا بما لا يكفي لظهور الأعراض.

  • فحص الدم 

يُلجأ إلى اختبارات الدم للتأكد من احتمال الإصابة بمرض السل، ويوصى باستخدامه بدلا من اختبار الجلد لفائدة الأشخاص الذين لا يستجيبون لاختبارات الجلد.

  • الأشعة السينية للصدر 

يلجأ إلى اختبار الأشعة السينية على الصدر للتأكد من تَكَوُّن بقع على الرئتين، والتي تدل على أن الجهاز المناعي للجسم يحاول التخلص من البكتيريا من خلال عزلها عن الرئتين.

  • اختبارات أخرى 

يمكن الكشف عن تواجد البكتيريا في البلغم والمخاط باستخادم اختبارات العصيات الحمضية السريعة (AFB)، وهي اختبارات تساعد في الكشف على الإصابة والالتهابات التي يسببها مرض السل.

علاج مرض السل  

يعتمد الطبيب والأخصائي في وصف علاج مرض السل بناء على مجموعة من المعايير، والتي تشمل عمر الشخص وصحته، ونوع مرض السل المصاب به، والعضو الذي انتشرت فيه البكتيريا، ثم التأكد مما إذا كان داء المسل مقاوما للأدوية أم لا.

يمكن أن يتم علاج السل الكامن من خلال الحصول على المضادات الحيوية مرة واحدة في الأسبوع لمدة 3 أشهر أو كل يوم لمدة 9 أشهر، وقد يتم علاج السل النشط بتناول العديد من الأدوية لمدة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، أما إذا كان الشخص مصابا بمرض السل المقاوم للأدوية، فقد تطول فترة العلاج لتصل إلى 30 شهرا.

يوصي الأطباء بإتمام المرضى لأدويته حتى مع توقف ظهور الأعرض، وذلك لتفادي مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية والمعاناة الدائمة مع السل.

طرق الوقاية 

يمكن الوقاية من خطر الإصابة بداء السل من خلال الخضوع لفحص السل إذا كنت مصابًا بمرض يهدد وظيفة جهازك المناعي، كمرض السكري أو فيروس نقص المناعة البشرية، و حتى الخضوع للعلاجات التي تحفز خطر الإصابة بالعدوى.

وتشمل طرق حماية الآخرين من نقل العدوى إليهم، الحصول على العلاج فور تشخيص المرض، والابتعاد على الأشخاص الأصحاء لوقايتهم من العدوى ثم الحرص على ارتداء الكمامة وتغطية الفم وتهوية الغرف.