ما هي حبوب منع الحمل الطارئة؟
حبوب منع الحمل الطارئة هي وسيلة دوائية تُستخدم بعد الجماع غير المحمي أو فشل وسيلة منع الحمل الاعتيادية (مثل تمزق الواقي الذكري أو نسيان تناول الحبوب اليومية). تعمل هذه الحبوب عبر تأخير أو منع الإباضة، ما يقلّل من احتمالية تخصيب البويضة.
تُعرف أيضًا باسم حبوب الطوارئ أو حبوب ما بعد الجماع، ولا يُقصد بها أن تكون وسيلة دائمة لمنع الحمل، بل حلاً مؤقتًا يُلجأ إليه عند الحاجة فقط. هذه الحبوب آمنة عند الاستعمال الصحيح، ولا تؤثر على الخصوبة المستقبلية للمرأة، لكنها تفقد فعاليتها إذا حدث الحمل بالفعل قبل تناولها.
متى يجب تناول الحبوب الطارئة؟
الفعالية حسب الوقت بعد العلاقة غير المحمية
تعتمد فعالية الحبوب الطارئة على سرعة تناولها بعد العلاقة غير المحمية.
- ليفونورجيستريل (Levonorgestrel): فعّالة بنسبة تصل إلى 95% إذا استُخدمت خلال أول 24 ساعة، وتنخفض تدريجيًا إلى 85% في اليوم الثاني وحوالي 58% في اليوم الثالث.
- أوليبريستال أسيتات (Ulipristal Acetate – EllaOne): تظل فعّالة حتى 5 أيام، مع أفضل نتائج خلال الساعات الأولى بعد العلاقة.
الحد الأقصى لتناول الحبوب في اليوم الأول والثاني والثالث
- اليوم الأول (خلال 24 ساعة):الوقت الأمثل لضمان أقصى فعالية.
- اليوم الثاني (25–48 ساعة): الفعالية منخفضة بعض الشيء مقارنة باليوم الأول.
- اليوم الثالث (49–72 ساعة):لا يزال ليفونورجيستريل فعالًا، لكن النسبة أقل.
- بعد 72 ساعة:ا يُنصح باستخدام ليفونورجيستريل، لكن يمكن استخدام أوليبريستال أسيتات حتى اليوم الخامس (120 ساعة) مع استشارة الطبيب.
أنواع حبوب منع الحمل الطارئة
تنقسم حبوب الطوارئ إلى نوعين رئيسيين يختلفان في المادة الفعّالة ومدة الفعالية:
الحبوب التي تحتوي على ليفونورجيستريل
- تُعرف تجاريًا بأسماء مثل Postinor أو Plan B One-Step.
- تُستخدم خلال 72 ساعة كحد أقصى بعد العلاقة غير المحمية.
- تعمل على منع أو تأخير الإباضة.
- فعاليتها تبلغ نحو 95% إذا استُخدمت خلال 24 ساعة، وتنخفض تدريجيًا بعد ذلك.
- متاحة في كثير من الدول بدون وصفة طبية.
الحبوب التي تحتوي على أليفينسترول
- تُعرف باسمها التجاري الشائع EllaOne.
- يمكن تناولها حتى 120 ساعة (5 أيام) بعد العلاقة غير المحمية، لكنها أكثر فعالية في الساعات الأولى.
- تعمل عبر تثبيط أو تأخير الإباضة حتى في المراحل المتقدمة من الدورة الشهرية.
- تتفوق على ليفونورجيستريل في الفعالية بعد مرور 72 ساعة.
طريقة الاستخدام الصحيحة
كيفية تناول الحبوب حسب النوع
- فونورجيستريل (Levonorgestrel): جرعة واحدة (1.5 ملغ) فورًا بعد العلاقة، أو حبتان (0.75 ملغ لكل واحدة) معًا أو بفاصل 12 ساعة حسب الاسم التجاري.
- أوليبريستال أسيتات (Ulipristal Acetate – EllaOne):جرعة واحدة (30 ملغ) خلال 120 ساعة بعد العلاقة.
- يجب بلع الحبة مع الماء، ويفضل تناولها مع وجبة خفيفة لتقليل الغثيان المحتمل.
نصائح لضمان أفضل فعالية
- تناول الحبة في أقرب وقت ممكن بعد العلاقة.
- تجنّب مزج نوعين من الحبوب في نفس الوقت (مثل ليفونورجيستريل وأوليبريستال)، لأن ذلك قد يقلل فعاليتها.
- تجنب بعض الأدوية التي قد تقلل فعالية الحبوب، مثل الريفامبيسين.
- استخدام وسائل منع حمل منتظمة لاحقًا، وعدم الاعتماد على الحبوب الطارئة بشكل متكرر.
الآثار الجانبية والمخاطر
الغثيان والقيء
من أكثر الأعراض الجانبية شيوعًا بعد تناول الحبوب، وقد يظهر خلال ساعات قليلة. في بعض الحالات النادرة قد يحدث قيء، وإذا حصل خلال ساعتين من تناول الجرعة، يُنصح بإعادة تناول حبة بديلة.
اضطرابات الدورة الشهرية
قد تؤثر الحبوب على توقيت الدورة الشهرية؛ فقد تأتي مبكرًا أو تتأخر عدة أيام. كما قد تصبح النزيفات أخف أو أثقل من المعتاد. وفي حال تأخر الدورة أكثر من أسبوع عن موعدها المتوقع، يُوصى بإجراء اختبار حمل للتأكد من الفعالية.
الصداع والتعب
قد يعاني بعض النساء من صداع، دوخة، أو تعب عام بعد تناول الحبوب الطارئة. هذه الأعراض غالبًا مؤقتة وتزول خلال يوم إلى يومين، وفي حالات نادرة إذا استمرت أو كانت شديدة يُنصح باستشارة الطبيب.
الحالات التي تتطلب استشارة الطبيب
رغم أن الحبوب آمنة، إلا أن هناك حالات تستدعي التدخل الطبي، مثل:
- استمرار تأخر الدورة الشهرية أكثر من أسبوع.
- نزيف مهبلي غير معتاد أو شديد.
- ألم شديد في البطن، خاصة إذا كان هناك احتمال حمل خارج الرحم.
- تكرار القيء وعدم القدرة على الاحتفاظ بالجرعة.
موانع استخدام الحبوب الطارئة
- الحمل المؤكد أو المحتمل.
- الحساسية لأي من مكونات الحبوب (ليفونورجيستريل أو أوليبريستال).
- أمراض الكبد الشديدة.
- اضطرابات النزيف غير المشخصة.
- بعض الأدوية التي تقلل فعالية الحبوب، مثل مضادات الصرع أو الريفامبيسين.
نصائح واحتياطات إضافية
- تناول الحبوب في أقرب وقت ممكن بعد العلاقة لزيادة الفعالية.
- الالتزام بالجرعة الصحيحة وعدم تكرار الاستخدام بشكل متكرر.
- عدم الاعتماد عليها كوسيلة دائمة لمنع الحمل.
- مراجعة الطبيب عند وجود حالات صحية خاصة أو استمرار أعراض جانبية.
- مراقبة الدورة الشهرية وإجراء اختبار حمل إذا تأخرت أكثر من أسبوع.
- تخزين الحبوب بعيدًا عن الحرارة والرطوبة للحفاظ على الفعالية.
تُعدّ حبوب منع الحمل الطارئة وسيلة آمنة وفعّالة للوقاية من الحمل غير المخطط له عند استخدامها بشكل صحيح وفي الوقت المناسب. ومع ذلك، لا تُعدّ بديلًا عن وسائل منع الحمل المنتظمة، ويجب مراعاة موانع الاستخدام والاحتياطات الخاصة بكل حالة. المعرفة الدقيقة بالأنواع، طريقة الاستعمال، والآثار الجانبية المحتملة تساعد النساء على استخدام الحبوب بأمان وتحقيق أقصى فعالية، مع ضرورة استشارة الطبيب عند الحاجة أو في حال استمرار أي أعراض غير طبيعية.
اقرأ أيضا : هل من الممكن تأكيد الحمل بطرق طبيعية دون استعمال جهاز اختبار الحمل؟