ما هو داء الفيل؟

داء الفيل (Elephantiasis) أو داء الفيلاريات اللمفي هو مرض طفيلي ينتشر عن طريق الديدان الطفيلية، يمكن أن ينتشر من شخص لآخر عن طريق لدغات البعوض، ويعد هذا الأخير أكثر انتشاراً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في آسيا، وإفريقيا وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ وأجزاء من منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية، حيث يصيب داء الفيلاريات اللمفي أكثر من 120 مليون شخص.

غالبا ما يتعرض الأشخاص الذين يعيشون لفترات طويلة في المناطق المدارية أو شبه الاستوائية إلى الإصابة بالعدوى نتيجة انتشار المرض، حيث يسبب التعرض للدغات البعوض المحمل بالعدوى على مدى عدة أشهر إلى سنوات للإصابة بداء الفيلاريات اللمفاوي. 

في السابق كان يُعتقد أن داء الفيل يصيب البالغين فقط، لكنه قد يصيب الأشخاص في جميع المراحل العمرية، ويمكن أن يظهر عند الرجال والنساء على حد سواء.

أعراض داء الفيل

1. تورم الأطراف والأعضاء التناسلية  

من بين أكثر الأعراض شيوعاً هو تورم أجزاء الجسم وغالباً:

  • الساقين
  • الذراعين
  •  الصدر
  •  الأعضاء التناسلية

لن تبدأ أجزاء الجسم هذه فقط في الظهور بمظهر متورم بل ستظهر بشكل متكتل مع بشرة قاسية وصلبة. يمكن أن يصاب الرجال بالقيلة المائية أو تورم كيس الصفن. 

2. الحكة وتغيرات الجلد

عند الإصابة بداء الفيل يتأثر الجلد ليصبح جافاً و سميكاً، ومتقرحاً وأغمق من المعتاد. قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض إضافية تشمل الحمى والقشعريرة.

3. عدم الراحة والألم  

تعد الأرجل وخاصة الساقين من أكثر الأماكن إصابة، حيث يمكن أن يؤدي التورم والتضخم إلى حدوث ألم ومشاكل في الحركة.

يمكن أن يؤثر داء الفيل على جهاز المناعة، مما قد يزيد من خطر الإصابة بعدوى ثانوية. 

ما هي الدودة التي تسبب داء الفيل؟

تعد الديدان المجهرية المسبب الرئيسي لداء الفيل، تعيش هذه الديدان البالغة فقط في الجهاز الليمفاوي البشري الذي يحافظ على توازن السوائل في الجسم ويحارب الالتهابات. ينتقل داء الفيلاريات اللمفي من شخص لآخر عن طريق البعوض.

أسباب داء الفيل

 1. انتقال العدوى الذي ينقله البعوض   

يحدث داء الفيل عن طريق الديدان الطفيلية التي تنتقل عن طريق لدغات البعوض. تنقسم الديدان الطفيلية الى ثلاثة أنواع وتشمل مايلي :

  • فخرية بنكروفتية
  • بروجيا الملايو
  • بروجيا تيموري

تؤثر هذه الديدان على الجهاز اللمفاوي اللمفاوي في الجسم، المسؤول على الفضلات والسموم من الجسم.

2. داء الخيطيات اللمفاوية  

تتسبب عدوى الديدان الخيطية التي تهاجم الأنسجة تحت الجلد والأوعية الليمفاوية من نوع الفيلاريات في الإصابة بداء الخيطيات اللمفاوية الذي ينتشر عن طريق البعوض.

مضاعفات داء الفيل

يرتبط داء الفيل بالعديد من المضاعفات الجسدية والنفسية، بما في ذلك :

 الإعاقة

يؤدي التورم الشديد، والتضخم في أجزاء الجسم، إلى حدوث مجموعة من الآثار تشمل صعوبة تحريك أجزاء الجسم المصابة مما يعيق القيام بالمهام اليومية.

الالتهابات الثانوية

يمكن أن تنتشر كل من الالتهابات البكتيرية والفطرية عند المصابين بداء الفيل، نتيجة تلف الجهاز اللمفاوي مما ينتج عنه تقرحات مزمنة في الجزء المصاب.

 الآثار النفسية 

يمكن أن يؤدي مظهر التورم الناتج عن الاصابة بـداء الفيلاريات اللمفي، الى التسبب في حالة قلق بشأن المظهر عند المصابين، مما ينتج عنه حالات الاكتئاب والقلق.

اقرأ أيضاً: مرض لايم والعدوى المشتركة: ما تحتاج إلى معرفته

علاج داء الفيل

بعد إجراء الفحص البدني أو فحوصات الدم لتشخيص العدوى في مسحة الدم عن طريق الفحص المجهري. تنتشر العدوى المسببة لداء الفيلاريات اللمفي (الميكروفيلاريا) في الدم ليلاً، لذا يجب أن يتم تجميع الدم في فترة الليل ليتزامن مع ظهور الميكروفيلاريا.

بعد ذلك يتم تحديد العلاج الذي يتم عن طريق:

  • استخدام الأدوية المضادة للفطريات لقتل الديدان المسببة للمرض ومنعها من الانتشار.
  • التنظيف والتعقيم الجيد للمنطقة المصابة.
  • استخدم كريم أو مرهم مضاد للبكتيريا أو  الفطريات.
  • ممارسة الرياضة حسب توجيهات الطبيب.
  • اللجوء الى الجراحة في الحالات القصوى التي تتطلب ترميم المنطقة المصابة أو إزالة الأنسجة اللمفاوية المصابة.
  • الحرص على رفع الذراعين والساقين المتورمة عند الاستلقاء أو الجلوس.
  • ارتداء الأحذية المناسبة في حال تورم القدمين.

 قد يشمل العلاج أيضاً الدعم النفسي والعاطفي للمريض.

الوقاية من داء الفيل

للوقاية من داء الفيلاريات من المهم تجنب لدغات البعوض الذي يحمل الديدان  الطفيلية المجهرية. يلدغ هذا النوع من البعوض عادة بين ساعات الغسق والفجر، فإذا كنت تعيش في منطقة بها داء الفيلاريات اللمفي فيجب عليك النوم في غرفة مكيفة وارتداء الأكمام الطويلة والسراويل واستخدم طارد البعوض على الجلد المكشوف أثناء الليل.

في بعض مناطق  العالم التي ينتشر فيها داء الفيلاريات اللمفي، توصي منظمة الصحة العالمية بمعالجة هذه مناطق بالعلاج الكيميائي الوقائي. من خلال هذه الاستراتيجية الوقائية، يأخذ الأشخاص المعرضون لخطر انتقال العدوى جرعة سنوية من أدوية معينة من العلاج الكيميائي.

الأدوية لها تأثير ضئيل على الديدان البالغة ولكن يمكنها منع الديدان الأصغر من التكاثر. يمكنهم أيضًا منع الطفيليات من الانتشار إلى البعوض.

أسئلة شائعة قد تهمك

هل يمكن الشفاء من مرض الفيل؟

لا يمكن علاج داء الفيل بصفة نهائية، لكن يمكن التخفيف والسيطرة على أعراضه عن طريق تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، ويمكن لهذه الأدوية أن تقتل عدد بسيط من الديدان المجهرية المسببة للمرض.

يؤدي التورم وانخفاض وظيفة الجهاز الليمفاوي إلى صعوبة محاربة الجراثيم والالتهابات، مما سيحدث لدى الأشخاص المصابين بالمرض المزيد من الالتهابات البكتيرية في الجلد وكذلك في الجهاز الليمفاوي.

كيف ينتقل مرض داء الفيل؟

ينتقل داء الفيلاريات اللمفي عن طريق عدوى الطفيليات الفيلارية وهي عبارة عن ديدان تعيش فقط في الجهاز الليمفاوي البشري، وينتشر المرض من شخص لآخر عن طريق لدغات البعوض، فعند لدغ البعوضة للشخص المصاب بداء الفيلاريات اللمفي، تدخل الديدان المجهرية المنتشرة في دم الشخص المصاب وتصيب البعوضة. 

ثم  تلدغ البعوضة المصابة شخصاً آخر، تمر الديدان المجهرية من البعوضة عبر الجلد ، لتنتقل بعد ذلك للنمو في الأوعية اللمفاوية. تبقى الديدان البالغة على قيد الحياة لمدة تصل إلى 7 سنوات.

اقرأ أيضاً: السعفة المبرقشة: عدوى تتسبب في ظهور بقع جلدية بيضاء