الإسهال (Diarrhea) هو أحد الأعراض التي تكون فيها حركات الأمعاء أكثر مرونة، مع خروج للبراز السائل حوالي 3 مرات أو أكثر يوميا، ولمدة أطول حسب نوع الإسهال.

أعراض الإسهال عند الأطفال؟ 

حسب نوع الإسهال عند الأطفال، يمكن أن تظهر على طفلك عند إصابته بالإسهال أعراض مثل:

أنواع إسهال الأطفال

1. إسهال الأطفال الحاد 

يعرف الإسهال الحاد بالظهور مفاجئ لثلاث مرات أو أكثر من البراز السائل يوميا، وتتراوح مدة الإصابة به 14 يوما أو 3 أسابيع على الأكثر، ويعتبر أكثر الأنواع شيوعا وقد لا يحتاج إلى علاج.

2. إسهال الأطفال المزمن

عادة ما يستمر الإسهال المزمن أو الإسهال طويل الأمد لأكثر من 4 أسابيع، والذي يحتاج عادة إلى علاج حسب الأسباب المرتبطة به.

أسباب إسهال الأطفال الحاد 

يمكن أن يكون الإسهال الحاد ناتجا عن:

1. التهاب المعدة والأمعاء 

وهو التهاب يحدث في الجهاز الهضمي، ومن أعراضه أنه يؤدي إلى القيء أو الإسهال أو كليهما، وعادة ما يحدث للطفل بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية أو طفيلية. وبالإضافة إلى أعراض الإسهال المشار إليها سابقا، يمكن أن تسبب العدوى تشنجات البطن والحمى وضعف الشهية، وهو ما قد يؤدي إلى إصابة الطفل بالجفاف.

2. التسمم الغذائي 

يمكن أن يتسبب تناول طعام ملوث بإحدى أنواع البكتيريا عادة في الإسهال والقيء أو كليهما.

3. استخدام المضادات الحيوية 

يمكن أن تؤثر بعض أنواع المضادات الحيوية في أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء، حيث تُحدِث تغيرا في طبيعتها وعددها، وهو ما يسبب الإسهال. كما يمكن أن يؤدي تكاثر بعض أنواع البكتيريا إلى إطلاق سموم قد تحدث التهابات على مستوى الأمعاء.

4. حساسية الطعام 

هي رد فعل تحسسي تجاه طعام معين، وتشمل الأنواع الأكثر شيوعا من حساسية الطعام التي تؤثر على الجهاز الهضمي للأطفال، حساسية الحليب ومنتجات الألبان والصويا، وبعض الحساسية الغذائية الأخرى من الحبوب والبيض والمأكولات البحرية. وبالإضافة إلى الإسهال، قد يكون الطفل عرضة للطفح الجلدي وآلام البطن وضعف النمو والغثيان والقيء. العلاج الوحيد الفعال هو استبعاد الطعام من النظام الغذائي.

أسباب إسهال الأطفال المزمن

1. الإسهال المزمن غير النوعي 

ويعرف أيضا بإسهال الأطفال، ويعتبر سببا شائعا للإسهال المزمن، ويحدث للأطفال في الغالب بسبب النظام الغذائي الذي يتبعونه، مثل شرب الكثير من العصائر أو السوائل المحلاة بالسكر، وقد يتبرز الطفل برازا مائيا لمدة 4 مرات أو أكثر يوميا. ويتم علاجه عادة من خلال الحد أو التقليل من كمية العصائر والسوائل المحلاة.

2. مرض الاضطرابات الهضمية

مرض الاضطرابات الهضمية أو عدم تحمل الغلوتين، هو اضطراب في الجهاز الهضمي يُحدِث ضررا في الأمعاء الدقيقة، ينتج عادة عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، وهو بروتين موجود في القمح والشعير بشكل طبيعي، ويتواجد بكثر في الخبز والمعكرونة، يسبب تغيرات مميزة في بطانة الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى سوء الامتصاص وبالتالي الإسهال.

3. التهابات الجهاز الهضمي 

يمكن أن تؤدي العدوى من بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات الضارة إلى الإسهال المزمن، والتي تنتقل إلى الجسم من خلال المياه أو المشروبات أو الطعام الملوث أو بين الأشخاص. قد تسبب هذه العدوى عدم قدرة الأطفال على هضم الكربوهيدرات أو البروتينات الموجودة في الأطعمة. يصاحب هذا الالتهاب إسهالا قد يستمر إلى 6 أسابيع.

4. أمراض الأمعاء الالتهابية 

التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، هي أمراض تتسبب في حدوث التهاب في على مستوى الأمعاء و/أو القولون، ومن بين الأعراض التي تتسبب فيها: الإسهال المزمن، آلام البطن، فقدان الوزن وضعف النمو، حيث يمكن أن يؤثر مرض كرون على أي جزء من الجهاز الهضمي، في حين يؤثر التهاب القولون التقرحي على الأمعاء الغليظة فقط.

5. عدم تحمل اللاكتوز  

من بين أسباب الإسهال المزمن، عدم القدرة على هضم اللاكتوز وهو سكر موجود في الحليب ومنتجات الألبان، وذلك بسبب نقص إنزيم اللاكتاز الهضمي أو سوء امتصاصه، وهو من بين الأسباب التي تجعل الطفل عرضة للإسهال وفقدان الوزن.

6. متلازمة القولون العصبي 

ويعتبر من بين الأسباب الشائعة للإسهال عند الأطفال، وهي مجموعة من الأعراض التي تحدث في آن واحد، من ذلك تقلصات البطن، وتغير حركات الأمعاء التي قد تشمل الإسهال أو الإمساك أو كليهما.

طرق علاج الإسهال عند الأطفال في البيت 

يؤدي النظام الغذائي دورا رئيسيا في علاج الإسهال عند الأطفال. إذ اعتمادا على السبب، يمكن أن يساهم تغيير النظام الغذائي في تقليل الإسهال أو الحد منه. إذا كان طفلك يعاني من الإسهال، إليك طرق مساعدته في البيت:

  • الاستمرار في إرضاع الأطفال الأكبر من 6 أشهر والذين يرضعون من الثدي أكبر من 6 أشهر وإطعامهم مرات أكثر. 
  • إعطاء طفلك الماء أو استخدام محاليل معالجة الجفاف للرضع والأطفال الصغار بعد استشارة الطبيب، إذا كان يعاني من الإسهال المتكرر أو القيء.
  • عدم إعطاء طفلك مشروبات تحتوي على نسبة عالية من السكر.
  • لا تعطِ طفلك الأدوية المضادة للإسهال أو المضادة للقيء من دون استشارة الطبيب لأنها قد تكون ضارة.
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف مع زيادة كمية الدهون لتحسين أعراض الإسهال.
  • تجنب الأطعمة التي تزيد أعراض طفلك سوءا.

اقرأ أيضا: أفضل الطرق الفعالة لعلاج الإسهال في المنزل، من بينها حميات غذائية

طرق علاج الإسهال بالأدوية 

يعتمد علاج الإسهال عند الرضع والأطفال على السبب الأساسي.

1. الإسهال الناتج عن الأمراض البكتيرية والطفيلية

يمكن علاج الاضطرابات الهضمية الناتجة عن الإصابة بعدوى بوصف المضادات الحيوية أو أدوية تستهدف الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات لعلاج الالتهابات وللتقليل من شدة الأعراض.

2. الإسهال الناتج عن المضادات الحيوية

إذا كانت المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج مرض ما هي المحفزة لأعراض الإسهال، قد ينصح الطبيب بالتوقف عن أخذ النوع من الدواء المسبب للإسهال أو تغييره بمضاد حيوي آخر.

3. حساسية الطعام

ويمكن علاجهما من خلال تغيير النظام الغذائي للتحكم في أعراض الحساسية، مع حرص الوالدين على عدم أكل الطفل للأطعمة المسببة للحساسية. سواء تعلق الأمر عدم تحمل اللاكتوز أو الغلوتين.

4. التهاب المعدة والأمعاء

يهدف العلاج إلى الحفاظ على وقاية طفلك من الجفاف وتعويض المعادن والأملاح التي فقدها، باستخدام محلول معالجة الجفاف عن طريق الفم.

علاج الجفاف الذي قد ينجم عن الإسهال 

يمكن أن يتسبب الإسهال في فقد السوائل في الجسم بسرعة ويجعل الطفل عرضة للإصابة بالجفاف، والذي تشمل أعراضه:

  • الإرهاق والتعب.
  • جفاف الفم والأغشية المخاطية.
  • ارتفاع معدل دقات القلب.
  • الصداع والدوار.
  • الإحساس بالعطش.
  • قلة التبول أو أن يكون البول أصفر اللون.
  • برودة وجفاف البشرة. 
  • انخفاض الطاقة.

يهدف علاج الجفاف الناتج عن الإسهال عند الأطفال على تعويض السوائل والأملاح والمعادن المفقودة، باستعمال محلول أو أملاح معالجة الجفاف عن طريق الفم، وهو ماء يحتوي على الملح والجلوكوز، تمتصه الأمعاء الدقيقة لتعويض الماء المفقود من الجسم أو يتم إعطاؤها عن طريق الوريد إذا كان الأطفال لا يقدرون على الشرب أو يعانون من الجفاف الشديد.

طرق الوقاية من الإسهال عند الأطفال

رغم اختلاف أسباب الإسهال وطرق علاجه إلا أنه توجد طرق لحماية طفلك منه، وتشمل: 

1. شرب الماء النظيف والآمن.
2. غسل يديك بانتظام خاصة بعد تغيير الحفاض وقبل الرضاعة.
3. غسل يديك قبل تحضير الطعام وبعد الذهاب إلى المرحاض.
4. ارتداء القفازات عند تنظيف الإسهال أو القيء ووضعه في كيس بلاستيكي قبل وضعه في سلة المهملات.
5. غسل اليدين بانتظام بالصابون بعد تناول الطعام وبعد الخروج من الحمام.
6. حماية طفلك من التسمم الغذائي، من خلال: 

  • غسل أماكن الطهي بشكل متكرر.
  • تقديم الطعام بعد تحضيره مباشرة.
  • تبريد بقايا الطعام في الثلاجة على الفور.
  • إذابة الطعام المجمد في الثلاجة.

من هم الأطفال الأكثر عرضة للإسهال؟ 

يؤدي الإسهال إلى التقيؤ، فقدان الشهية وبالتالي فقدان الوزن، وإذا كانت الإصابة بالإسهال شديدة أو استمرت لفترة طويلة فقد تؤدي إلى الجفاف الذي يتسبب عادة في تلف الدماغ والموت، نتيجة فقدان الماء والأملاح والمعادن الضرورية للحفاظ على صحة الجسم.

وحسب منظمة الصحة العالمية، يعتبر الإسهال ثاني أهم سبب للوفاة عند الأطفال، إذ يتسبب في وفاة 525000 طفل أقل من 5 سنوات كل عام.

متى يجب زيارة الطبيب؟ 

عادة ما يختفي الإسهال في غضون أيام قليلة ومن دون علاج طبي، لكن، إذا لاحظت أيا من هاته الأعراض على طفلك فلا بد من استشارة أخصائي طبي للعلاج والوقاية من أي مضاعفات محتملة، وتشمل هذه الأعراض: 

  • القيء المتكرر.
  • عمر طفلك أقل من 6 أشهر.
  • الإسهال المستمر.
  • الجفاف.
  • سرعة فقدان الوزن.
  • وجود دم في البراز أو براز أسود اللون.
  • الإصابة بأكثر من 5 نوبات إسهال أو التقيؤ لأكثر من مرتين خلال 24 ساعة.
  • ارتفاع درجة الحرارة بين 39 درجة مئوية وأكثر.
  • يتقيأ دموي سائل أخضر أو ​​أصفر
  • يعاني من طفح جلدي.
  • يعاني من آلام في المعدة لأكثر من ساعتين.