الكوليرا (Cholera) هي عدوى بكتيرية معوية تسببها بكتيريا تعيش في المياه الملوثة، تنتج السلالات السامة من البكتيريا سما يؤدي إلى الإسهال والقيء والجفاف الشديد، مما يجعل المصابين معرضين لخطر الموت إذا لم يتم علاجهم بسرعة. وتشير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أنها تؤثر على حوالي 1.3 الى 4.0 مليون شخص سنويا، وتتسبب في عدد وفيات يتراوح بين 000 21 و000 143 ألف حالة على مستوى العالم.

القيء والإسهال: مسببات المضاعفات الصحية للكوليرا الأكثر شيوعا

حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، عادة ما يستغرق ظهور الأعراض 2 إلى 3 أيام بعد ابتلاع الشخص لبكتيريا الكوليرا، كما يمكن أن يتراوح الوقت من بضع ساعات إلى 5 أيام، وتشمل الأعراض: 

  1. الإسهال: ويسمى أحيانا براز ماء الأرز لأنه يبدو مثل الماء الذي يتم استخدامه لغسل الأرز، عادة ما يبدأ الإسهال الناجم عنها فجأة ويمكن أن يتسبب بسرعة في مستويات خطيرة من الجفاف. 
  2. القيء والغثيان شائعان في المراحل المبكرة منها ويمكن أن يستمرا لساعات. 
  3. الجفاف: ويؤدي عادة إلى أعراض مثل التهيج والإرهاق والعينين الغائرتين وجفاف الفم والعطش الشديد وجفاف الجلد، متسببا في:
    • فقدان وزن الجسم بنسبة 10% أو أكثر. 
    • اختلال التوازن أو الفقدان السريع للمعادن الحيوية في الدم. 
    • تقلصات عضلية بسبب انخفاض مستويات الصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم في الدم.
    • نقص حجم الدم الناتجة عن الانخفاضات الخطيرة في ضغط الدم وتدفق الأكسجين.
  4. الخمول.
  5. تشنج العضلات.
  6. تسارع دقات القلب.
  7. العطش الشديد وانخفاض إنتاج البول.
  8. انخفاض نسبة السكر في الدم.
  9. الفشل الكلوي.

ما الذي يجعلها مرضا مميتا؟

مرض الكوليرا من الأمراض التي تسببها بكتيريا تسمى ضمة الكوليرا، وتحدث الآثار المميتة للمرض نتيجة سم قوي تنتجه هذه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. يتداخل هذا السُّم مع التدفق الطبيعي للصوديوم والكلوريد عندما يرتبط بجدران الأمعاء، عندما تلتصق البكتيريا بجدران الأمعاء الدقيقة، يبدأ الجسم في إفراز كميات كبيرة من الماء مما يؤدي إلى الإسهال وفقدان السوائل والأملاح بسرعة.

يحدث تفشي المرض نتيجة دخول البكتيريا الجسم عن طريق الفم، غالبا عن طريق المأكولات المرْوِيَّة بمصادر المياه الملوثة أو الماء الملوث بالنفايات البشرية، بسبب سوء الصرف الصحي. لكنها لا تنتقل عادة من شخص لآخر.

متى يكون الشخص معرضا لخطر الإصابة بها؟ 

حسب مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي، يمكن لأي شخص أن يصاب بها، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة أو ترفع من احتمال الإصابة بمضاعفات صحية أكثر خطورة، وتشمل: 

  • التعرض لظروف بيئية غير نظيفة، مثل سوء الصرف الصحي والمياه الملوثة.
  • تناول المحار النيئ خاصة التي تعيش في مياه حيث تعيش بكتيريا الكوليرا.
  • إمدادات المياه الملوثة بالنفايات البشرية وبائعي أغذية الشوارع.
  • الأشخاص المصابون بالشلوريديا، وهي حالة تزيل حمض الهيدروكلوريك من المعدة، ويعتبر التعرض لمستويات منخفضة من حمض المعدة محفزا لتكاثر بكتيريا الكوليرا.
  • الأشخاص ذوو فصيلة الدم (O)، لكن لم يتم الكشف بعد عن سبب تعرضهم لمضاعفات صحية.
  • الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة.

ما العلاج المتاح للكوليرا؟ 

عادة ما يكون الجفاف هو ما يؤدي إلى الوفاة من الكوليرا، لذلك تساهم العلاجات في إضافة السوائل إلى الجسم وترطيبه، وتساعد في تقليل مدة الإصابة بالإسهال، ويشمل علاج مرض الكوليرا حسب منظمة الصحة العالمية (WHO)

  • إعطاء محلول الترطيب الفموي، المعروف أيضا باسم علاج الجفاف الفموي وهو عبارة عن أملاح ممزوجة بالماء.
  • معالجة السوائل في الوريد، حيث يحتاج الشخص البالغ الذي يزن 70 كيلوجرامًا إلى 7 لترات على الأقل. 
  • استخدام المضادات الحيوية لحالات الكوليرا الشديدة لتقصير مدة المرض، رغم أن منظمة الصحة العالمية لا توصي بالاستخدام المكثف للمضادات الحيوية للكوليرا، بسبب الخطر المتزايد لمقاومة البكتيريا.
  • مكملات الزنك.

ولا يتضمن العلاج استخدام الأدوية المضادة للإسهال لأنها تمنع خروج البكتيريا من الجسم.

ماذا عن اللقاح المضاد للكوليرا؟ 

تم اختبار 3 لقاحات فموية تؤخذ على جرعتين لتوفير حماية كاملة، وهي:

  • لقاح ديوكورال (Dukoral): يؤخذ على جرعتين على أن تكون الفترة الفاصلة بين كل جرعة 7 أيام كحد أدنى وألا تزيد عن 6 أسابيع، كما يلزم إعطاء جرعة ثالثة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات. ويُعطى لقاح ديكورال للمسافرين أساساً، وتوفر جرعتان من اللقاح حماية ضد الكوليرا لمدة سنتين.  
  • لقاح شانتشول (Shanchol) ولقاح يوفيتشول-بلس (Euvichol-Plus): ويمكن أن يحصل عليه ابتداء من عام واحد بعد الولادة، في فترة فاصلة تقدر بأسبوعين كحد أدنى بين كل جرعة، ويوفران حماية ضد الكوليرا تصل إلى 3 سنوات.

هل من طرق للوقاية من الإصابة بالكوليرا؟ 

غالبًا ما تنتشر الكوليرا من خلال الطعام وبسبب سوء النظافة، ويمكن لبعض التدابير البسيطة أن تقلل من خطر الإصابة بالكوليرا عند السفر في المناطق التي تشيع فيها الإصابات، من ذلك:

  • يستحسن أكل الفواكه والخضروات التي يمكن تقشيرها.
  • تجنب السلطات والأسماك النيئة والخضروات غير المطهية.
  • التأكد من طهي الطعام جيدا.
  • التأكد من أن الماء معبأ أو مغلي وأنه آمن للاستهلاك.
  • تجنب طعام الشارع. 
  • التماس العناية الطبية فورا عند ظهور بعض الأعراض كالقيء والإسهال خاصة أثناء السفر.