وجهة نظر يابانية حول شخصية الإنسان وأنواع الدم

من منظور علم الصحة، يتم تمييز أنواع الدم الأربعة O و B و A و AB عن بعضها البعض بناء على المستضدات، وهي المواد التي تُحفِّز الجهاز المناعي لتهيئه لحماية الجسم من المرض في المستقبل.حيث توجد هذه المستضدات على سطح خلايا الدم الحمراء للمساعدة في تحديد مدى فعالية عمل جهاز المناعة لدينا.

أما من وجهة نظر يابانية، ففي عام 1930، اعتبر توكيجي فوروكاوا في بحث له أن فصائل الدم: A و B و O و AB تعكس شخصيات الناس التي تحملها. وخلص إلى هذه النتيجة باستخدام استبيانات دون تقديم ضوابط أو اختبارات إحصائية، قدم فوروكاوا مخططات سلوكية معقدة تحدد أنواع الدم المختلفة وخلص إلى وجود علاقة بين أنواع الدم والشخصية. تسببت تأكيدات فوروكاوا في إحداث تأثير شكل الثمانين عامًا القادمة من الثقافة اليابانية الشعبية.

حقيقة علمية أم خرافة!

حسب دراسة نشرتها المكتبة الوطنية للطب، فإنه على الرغم من الاعتقاد السائد في اليابان حول العلاقة بين الشخصية وفصيلة الدم ABO، لم يتم إثبات هذه العلاقة تجريبيًا. حيث قدمت الدراسة دليلاً أقوى على عدم وجود علاقة بين فصيلة الدم والشخصية، من خلال تحليل ثانوي لبيانات واسعة النطاق. 

تم استخدام عينات عشوائية لأكثر من 10000 شخص من كل من اليابان والولايات المتحدة. في جميع مجموعات البيانات، أوضحت فصيلة الدم أقل من 0.3% من الاختلافات، مما أكد أن فصيلة الدم أوضحت القليل جدا مما يميز شخصيات الناس، وهو ما يثبت عدم ارتباط فصيلة الدم بالشخصية.

وهدفت دراسة أخرى نشرتها المجلة الدولية لعلم النفس والعلوم السلوكية إلى الكشف عن العلاقة بين سمات الشخصية وفصائل الدم لدى عينة من 337 طالب جامعي يتمتعون بصحة جيدة وتتراوح أعمارهم بين 20-22 سنة. تم اختيار العينة بطريقة هادفة من تخصصات جامعية مختلفة. تم توزيعها على أربع مجموعات على أساس فصائل الدم A و B وAB و O بأرقام متشابهة تقريبًا، باستثناء فصيلة الدم (AB) بسبب ندرتها بين السكان بشكل عام. 

خلصت الدراسة إلى عدم وجود علاقة بين سمات الشخصية وفصائل الدم. كما أوضحت النتائج عدم وجود فروق في سمات الشخصية مثل الانبساط، والانطواء، والذهان، والعصبية التي افتُرض أنها ترجع إلى اختلاف فصائل الدم بين الطلاب.