الثيانين L-theanine هو حمض أميني لا ينتجه جسم الإنسان. يحتوي كل من الشاي الأخضر والشاي الأسود وأنواع معينة من الفطر بشكل طبيعي على الثيانين.

قد يؤثر الثيانين على مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ. وتشمل هذه المواد السيروتونين والدوبامين اللذان يؤثران على الحالة المزاجية والنوم والعاطفة، والكورتيزول الذي يساعد الجسم على التعامل مع التوتر.

يمكن أن يؤدي التغيير في توازن هذه المواد الكيميائية إلى تغيير مزاج الشخص أو مستويات التوتر لديه.

أما الكافيين، الذي يستخدمه المليارات من الناس كل يوم للاستيقاظ أو لتجاوز فترة الركود بعد الظهر، فهو منشط طبيعي وأكثر المكونات استخدامًا في العالم.

يعمل الكافيين عن طريق تحفيز الدماغ والجهاز العصبي المركزي، مما يساعدك على البقاء يقظًا ويمنع ظهور التعب.

في هذا المقال سوف نستعرض تأثيرات كل من الكافيين والثيانين على دماغك وجسمك، للتعرف على أيهما أفضل لصحتك تابع قراءة المقال: 

الثيانين أم الكافيين: تركيز ذهني أفضل!

يفضل الكثير من الناس تناول الشاي الأسود أو الأخضر خلال العمل، معتقدين أنه يعزز تركيزهم الذهني، وهو اعتقاد صحيح، حيث تدعم دراسة أجريت عام 2012 هذه الفكرة:

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا 100 ملغ من الثيانين ارتكبوا أخطاء أقل في مهمة الانتباه من أولئك في مجموعة الدواء الوهمي. كما أدى شرب 50 ملغ من الكافيين أو الجمع بين الثيانين والكافيين إلى تحسين معدلات التركيز.

دراسة.. آثار كلا المادتين على أداء المهام العقلية والتوتر!

في إحدى الدراسات تم التحقيق في آثار الثيانين والكافيين على أداء المهام العقلية والأنشطة الفسيولوجية في ظل ظروف الإجهاد البدني أو النفسي لدى البشر. خضع أربعة عشر مشاركًا لثلاث تجارب منفصلة، حيث تناولوا عن طريق الفم إما الثيانين الوهمي أو الكافيين الوهمي أو دواء وهمي فقط.

أظهرت النتائج بعد اختبار المهام العقلية، أن الثيانين يثبط بشكل كبير زيادات ضغط الدم لدى المشاركين الذين زاد ضغط الدم لديهم أكثر من المتوسط من خلال أداء مهمة عقلية. 

أما الكافيين فيميل إلى أن يكون له تثبيط مماثل، لكنه أقل مقارنة مع الثيانين في حالات زيادة ضغط الدم التي تسببها المهام العقلية. 

أظهرت نتائج الدراسة أيضا أن الثيانين قلل من درجات التوتر والقلق مقارنة بتناول الدواء الوهمي.

تأثير كل من الثيانين والكافيين على النوم:

اقترحت العديد من الدراسات أن الثيانين يساعد على الاسترخاء قبل النوم، والنوم بسهولة أكبر، والنوم بشكل أعمق.

وذلك بسبب تأثيرات الأحماض الأمينية على المواد الكيميائية في الدماغ، والتي تلعب دورًا في النوم.

وجدت دراسة أجريت عام 2018، أن الأشخاص الذين تناولوا 450-900 مجم من الثيانين يوميًا لمدة 8 أسابيع عبروا على ارتياح أكثر خلال النوم. كان لدى المشاركين في الدراسة اضطراب القلق العام وكانوا يتناولون مضادات الاكتئاب.

عند استهلاك المشروبات والأطعمة التي تحتوي على الكافيين، فإن معدتنا وأمعائنا الدقيقة تمتص الكافيين بسرعة. وتحدث التأثيرات القصوى للكافيين عادةً بين 30-60 دقيقة خلال الاستهلاك، على الرغم من أن هذا التوقيت يمكن أن يختلف بشكل كبير بين الأفراد. 

بعد امتصاصه، يتم توزيع الكافيين بكفاءة في جميع أنحاء الجسم، ويعبر الحاجز الدموي الدماغي.

داخل الدماغ، يمنع الكافيين مستقبلات الأدينوزين. الأدينوزين هو مادة كيميائية تعزز النوم، يتم إنتاجها في الدماغ أثناء ساعات اليقظة. عادة، يتراكم الأدينوزين في الدماغ كلما طالت فترة استيقاظنا، وكلما زاد تراكمها، أصبحنا أكثر نعاسًا. عندما يمنع الكافيين هذه العملية، نظل يقظين.

أظهرت الأبحاث أيضًا أن الكافيين يتداخل مع إيقاعات الميلاتونين اليومية، مما يؤخر بداية النوم إذا تم تناوله بالقرب من وقت النوم. 

الكافيين أم الثيانين.. أيهما يقوي المناعة!

تشير بعض الأبحاث إلى أن الثيانين يحسن وظيفة جهاز المناعة في الجسم. وجدت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة Beverages أن الثيانين يمكن أن يساعد في تقليل التهابات الجهاز التنفسي العلوي.

ووجدت دراسة أخرى أن مضادات الأكسدة في الشاي الأخضر والثيانين يمكن أن تكون فعالة في الوقاية من الأنفلونزا. كما يمكنه أن يساعد في تحسين الالتهاب في الأمعاء.

بالمقابل، يمكن للكافيين كذلك أن يساعد في تقوية جهاز المناعة بالطرق التالية؛ إذ تساعد مضادات الأكسدة البوليفينول الموجودة في القهوة في الوقاية من الأمراض الرئيسية مثل: 

  • مرض السكري.
  • مشاكل القلب.
  • الأمراض العصبية.
  • هشاشة العظام.
  • السرطانات.

أخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركنا في تعليق أيهما تفضل، الشاي أم القهوة؟ وشارك المقال مع أصدقائك محبي المشروبات الدافئة!