ما هو التهاب الزائدة الدودية؟ 

الزائدة الدودية عبارة عن عضو صغير متصل بالأمعاء الغليظة في المنطقة اليمنى أسفل البطن. ويحدث التهاب الزائدة بسبب انسداد داخلها وهو ما يسبب اضطرابات في تدفق الدم والالتهاب والعدوى وزيادة الضغط داخل الزائدة الدودية، مما قد يؤدي إلى تمزق وانفجار الزائدة إذا لم يتم علاجه، والذي ينتج عنه:

  • منع تدفق الدم.
  • ضغط مؤلم في البطن.
  • ترسب البكتيريا في تجويف البطن.

أنواع التهاب الزائدة الدودية 

1. التهابات الزائدة الدودية الحاد

التهاب الزائدة الدودية (Appendicitis) الحاد هو حالة حادة ومفاجئة، وهو بمثابة النوع الأكثر شيوعا، ويحدث بسبب عدوى في البطن تنتشر إلى الزائدة الدودية، أو انسداد تجويف الزائدة الدودية، ويتطلب علاجا طبيا فوريا قبل تمزق وانفجار الزائدة الذي قد يكون مميتا.

2. التهاب الزائدة الدودية المزمن

يعتبر التهاب الزائدة الدودية المزمن أقل شيوعا من الالتهاب الحاد ولا يعتبره الأطباء حالة طارئة، لكن، يمكن أن يكون تشخيصه صعبا، لأنه يسبب ألما خفيفا أسفل البطن إلا أنه يكون مستمرا لفترة أطول من 48 ساعة، وقد يصل إلى أسابيع أو شهور أو حتى سنوات، لكن، إذا تم تشخيصه فيتم استخدام نفس علاج التهاب الزائدة الدودية الحاد. 

أسباب التهاب الزائدة الدودية الحاد 

في كثير من الحالات، يكون السبب الدقيق لالتهاب الزائدة الدودية الحاد والمزمن غير معروف لدى الأطباء والأخصائيين، لكن الالتهاب يتطور عندما يحدث انسداد للزائدة الدودية أو اضطراب في وظيفتها، وتشمل الأسباب المحتملة للالتهاب:

  • البراز المتصلب في الزائدة المسبب لانسداد الفتحة داخل الزائدة الدودية.
  • تضخم الأنسجة في جدار الزائدة الدودية، بسبب التهاب في الجهاز الهضمي.
  • تضخم الزائدة نتيجة عدوى الجهاز التنفسي العلوي المسببة لتورم العقدة الليمفاوية داخل جدار الأمعاء.
  • الأورام.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الزائدة؟ 

حسب المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK)، يصيب التهاب الزائدة الدودية الذكور أكثر من الإناث. يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية، ولكن تعتبر الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الزائدة الأشخاص في فترة المراهقة والعشرينيات.

الفرق بين أعراض الزائدة والقولون

يمكن التمييز بين أعراض التهاب الزائدة الدودية والتهاب القولون التقرحي من خلال الألم الذي يسببه كل منهما، حيث إن الألم في التهاب الزائدة يتمركز في الجزء السفلي الأيمن من البطن، في حين أن آلام القولون تحدث في منتصف البطن بالقرب من المعدة، بالإضافة إلى أعراضه الحادة غير مشابهة لأعراض الزائدة الدودية، والتي تشمل:

  • الإسهال المصحوب بالدم.
  • خروج كمية من الدم مع البراز (ألم ونزيف المستقيم).
  • الرغبة الملحة في التبرز مع عدم القدرة على التبرز.
  • فقدان الوزن.

أعراض الزائدة الدودية عند البالغين 

إن أكثر أعراض التهاب الزائدة الدودية شيوعا، حسب المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، هو ألم البطن الذي يبدأ من الجزء العلوي من البطن أو منطقة السرة ثم يمتد إلى الأسفل وإلى اليمين، يظهر فجأة ويزداد سوءا عند الحركة أو السعال أو العطس. وتشمل أعراضه الأخرى:

  • انتفاخ البطن.
  • الحمى.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • عسر الهضم.

وتشمل أعراض التهاب الزائدة الدودية الأقل شيوعا:

  • الحاجة المتكررة للتبول.
  • اضطرابات في الأمعاء مثل:

1. عدم القدرة على إخراج الغازات.
2. الإمساك.
3. الإسهال.

أعراض الزائدة الدودية عند الأطفال 

قد لا يعاني الأطفال المصابون بالتهاب الزائدة الدودية من أعراض مشابهة لأعراض البالغين، وتختلف من طفل لآخر، لكن تشمل أعراض الزائدة الدودية عند الأطفال الأكثر شيوعا:

  • ألم في البطن يبدأ حول السرة ويمتد إلى المنطقة اليمنى السفلية من البطن.
  • زيادة حدة الآلام مع كثرة الحركة وعند السعال. 
  • الحمى.
  • ارتفاع معدل ضربات القلب.
  • الغثيان أو القيء.
  • فقدان الشهية.
  • الإسهال.
  • كثرة التبول وألم عند التبول.

مضاعفات التهاب الزائدة الحاد 

يمكن أن يتسبب عدم علاج الزائدة الدودية الملتهبة في أن يكون الشخص عرضة لمضاعفات عديدة، تشمل:

1. التهاب الصفاق أو التجويف البطني (Peritonitis) 

يمكن أن يسبب هذا الالتهاب انفتاق أو انفجار الزائدة الدودية، ينتج عنه انتقال البكتيريا إلى تجويف البطن حيث يوجد الكبد والمعدة والأمعاء، يؤدي هذا الالتهاب إلى انسداد الأمعاء وتوقف حركتها. يمكن أن يكون مميتا إذا لم يتم علاجه. 

2. الخراج (Abscess)

تتميز هذه الحالة بتكون خراج حول الزائدة الدودية المتفجرة، نتيجة اختلاط البكتيريا مع محتويات الأمعاء، وهو عبارة عن قيح يتشكل عند محاولة الجسم مكافحة العدوى.

3. الإنتان أو تعفن الدم (Sepsis)

في حالات نادرة، يمكن أن تنتقل البكتيريا بعد افنجار الزائدة عبر مجرى الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، مسببة أعراضا تشمل:

  • الارتفاع أو الانخفاض الشديد في درجة الحرارة.
  • النعاس الشديد.
  • ضيق التنفس.

مضاعفات أخرى 

تشمل المضاعفات الأخرى:

  • اضطراب وظائف الأمعاء.
  • الناسور وهو فتحة غير طبيعية بين المعدة والأمعاء.
  • انسداد الأمعاء الصغيرة.
  • الإصابة بعدوى بعد الجراحة.

اقرأ أيضا: ماذا لو لم تكن لدينا الزائدة الدودية؟

 تشخيص التهاب الزائدة الحاد 

يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات المخبرية لمعرفة ما إذا كان ألم البطن الحاد ناتجا عن التهاب الزائدة الدودية أم عن اضطراب آخر.

1. تحاليل الدم

يمكن أن تظهر تحاليل الدم ما إذا كان لديك ارتفاع في عدد خلايا الدم البيضاء، أو إذا كنت تعاني من الجفاف أو إذا كانت هناك سوائل أو إلكتروليتات غير متوازنة في جسمك، ويلجأ إليه للتأكد من الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية أو مرض آخر مشابه الأعراض كعدوى المسالك البولية أو أسباب أخرى لالتهاب البطن  مثل اضطراب المناعة الذاتية أو أي حالة مزمنة أخرى.

2. تحليل البول 

يمكن أن يأخذ الطبيب عينة من بولك ليتم فحصها في المختبر لاستبعاد حالات أخرى مشابهة مثل التهاب المثانة أو حصوات الكلى.

3. اختبارات التصوير 

يمكن أن تظهر اختبارات التصوير ما إذا كان ألم البطن ناتجا عن انسداد داخل الزائدة الدودية، أو تضخم أو انفتاق، أو التهاب، أو للكشف عن مرض آخر مسبب للأعراض، وتشمل:

  • الموجات فوق الصوتية: تستخدم لإنشاء صورة لأعضائك الداخلية، للتحقق من احتمال الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية عند الأطفال والبالغين والحوامل.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يلتقط صورا لأعضاء الجسم الداخلية والأنسجة الرخوة، لمعرفة ما إذا كانت الزائدة الدودية ملتهبة.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يجمع هذا النوع من الفحص بين الأشعة السينية وتكنولوجيا الكمبيوتر لإنشاء الصور، ويُنصح بعدم إجرائه للمرأة الحامل، إذ يمكن أن يكون الإشعاع مضرا للجنين.

4. اختبار الحمل 

ويستخدم للتأكد من عدم وجود خلط بين التهاب الزائدة الدودية وبين الحمل خارج الرحم، وهي حالة تحدث عندما تزرع البويضة الملقحة نفسها في قناة فالوب بدلاً من الرحم، من خلال فحص البول والدم، أو باستخدام الموجات فوق الصوتية من خلال المهبل لمعرفة مكان زرع البويضة الملحقة.

5. اختبار الحوض 

يتم من خلال فحص المهبل وعنق الرحم والرحم والمبيض للتأكد من احتمال ظهور الأعراض نتيجة الإصابة بالتهاب الحوض، أو كيس مبيض، أو حالة أخرى تؤثر على الأعضاء التناسلية. 

علاج الزائدة الدودية

يمكن أن يوصي الطبيب المريض بالحصول على المضادات الحيوية، ثم عملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية، يعمل الطبيب على استئصال الزائدة بإحدى طريقتين: 

1. الجراحة بالمنظار

تتم هذه العملية عن طريق عمل الجراح لشق صغير في البطن لإدخال منظار البطن، وهو عبارة عن أنبوب تلتصق به كاميرا فيديو صغيرة وضوء للكشف عن الجزء الداخلي للبطن، وقد يقوم الجراح بإحداث شق صغير آخر إضافي لإدخال أدوات لإزالة أو إصلاح الأعضاء والأنسجة التي تضررت بسبب الالتهاب، وتتم إزالة الزائدة من خلال شقوق صغيرة في البطن.

2. الجراحة المفتوحة

يستخدم الجراح في هذا النوع من الجراحة شقا واحدا كبيرا في المنطقة اليمنى السفلية من البطن، لعلاج تجويف البطن، مع إمداد المريض بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد. ويتم اللجوء إلى هذه الجراحة في الحالات التالية:

  • انفتاق وتمزق الزائدة وانتشار العدوى.
  • تسبب التمزق في حدوث خراج.
  • المعاناة من أورام على مستوى الجهاز الهضمي.
  • إذا كانت المرأة في الثلث الثالث من الحمل.
  • خضوع المريض لجراحات بطن سابقة.

هل يمكن علاج الزائدة الدودية بدون جراحة؟ 

يلجأ الأطباء إلى وصف المضادات الحيوية لعلاج العدوى، لكن غالبا ما يتم علاج الزائدة بإزالتها جراحيا، للتقليل من فرص انفجارها والتسبب في مضاعفات صحية، خاصة أن إزالتها لا تسبب أي مضاعفات طويلة الأمد، ويتم استئصالها عند معاناة المريض من: 

  • ألم بطني مستمر أو طويل الأمد.
  • الحمى.
  • علامات وأعراض على انفجار الزائدة الدودية.
  • العدوى.

طرق الوقاية من التهاب الزائدة الحاد 

لا توجد طريقة مثبتة ومؤكدة للوقاية من التهاب الزائدة الدودية، ولكن قد يتمكن الشخص من تقليل مخاطر الإصابة بالالتهاب عن طريق اتباع نظام غذائي غني بالألياف.

  • الفواكه والخضروات.
  • العدس والبازلاء والفول والبقوليات.
  • دقيق الشوفان والأرز البني.
  • القمح الكامل والحبوب الكاملة الأخرى.