ما هو الضعف الجنسي؟

التعريف الطبي

يصطلح الأطباء على الضعف الجنسي غالبًا بضعف الانتصاب (Erectile Dysfunction)، ويعرف بأنه عدم القدرة على الحصول على انتصاب كافٍ أو الحفاظ عليه لاستمرار العلاقة الجنسية. ومن المهم هنا التأكيد على أن حصول انتصاب ضعيف أو صعب بين الحين والآخر ليس بالضرورة مرضًا؛ فالعوامل النفسية أو التعب المؤقت قد تؤدي لمثل هذه الحالات العابرة. لكن إذا استمر الضعف لأكثر من ثلاثة أشهر، فيُعتبر مشكلة جدية تستدعي مراجعة الطبيب.

الفرق بين الضعف الجنسي وضعف الانتصاب وقلة الرغبة

الضعف الجنسي مصطلح شامل يصف مجموعة من المشكلات الجنسية عند الرجال يشمل: ضعف الانتصاب، قلة الرغبة، اضطرابات القذف، تغير الإحساس
ضعف الانتصاب صعوبة تحقيق أو الحفاظ على انتصاب كافٍ لإتمام العلاقة يرتبط بمشكلات جسدية (أوعية دموية، وأعصاب) أو نفسية
قلة الرغبة الجنسية انخفاض الاهتمام أو الرغبة في ممارسة الجنس أسباب هرمونية (انخفاض التستوستيرون) أو نفسية (توتر، اكتئاب)

أعراض الضعف الجنسي عند الرجال

  • صعوبة بدء الانتصاب: أي صعوبة في الحصول على انتصاب أولي كافٍ عند الرغبة في العلاقة.
  • عدم القدرة على المحافظة على الانتصاب: وهو عدم ثبات الانتصاب لفترة زمنية كافية لإكمال الجماع، حيث يعود القضيب إلى الحالة المترهلة خلال الجماع.
  • انخفاض الرغبة الجنسية: قد يكون نتيجة لانخفاض مستويات الهرمونات الجنسية أو لعوامل نفسية مثل الاكتئاب.
  • سرعة القذف أو تأخره بشكل غير طبيعي: بمعنى حصول القذف مبكراً جدًا (القذف المبكر) أو العجز عن القذف لأوقات طويلة (القذف المتأخر) رغم التحفيز الكافي. 
  • تغيّر في الإحساس أو الرضا الجنسي: قد يظهر على شكل فقدان جزئي للإحساس الطبيعي أو انخفاض مستوى المتعة أثناء العلاقة الحميمة. بعض الرجال يصفون الأمر بأنه شعور أقل بالرضا أو صعوبة في الوصول إلى النشوة بنفس الطريقة المعتادة، مما يؤثر على جودة التجربة الجنسية بشكل عام.

الأسباب المحتملة للضعف الجنسي

يمكن تقسيم العوامل التي قد تسبب أو تساهم في حدوث الضعف الجنسي إلى فئات رئيسة:

  • أسباب عضوية: 
أمراض القلب والأوعية
  • السكري 
  •  ارتفاع ضغط الدم  تصلب الشرايين 
  • السمنة 
  •  ارتفاع الكوليسترول
تؤثر على تدفق الدم إلى القضيب، وهو ضروري لحدوث الانتصاب
اضطرابات الغدد والأعضاء
  • أمراض الغدة الدرقية 
  • أمراض الكلى المزمنة
تسبب خللاً هرمونيًا أو وظيفيًا يؤثر على القدرة الجنسية
أمراض الأعصاب
  • تلف الأعصاب 
  • التصلب اللويحي (Multiple Sclerosis)
تعيق التنبيه العصبي اللازم للاستجابة الجنسية
الإصابات والجراحات
  • إصابات الحوض 
  •  جراحات الحوض أو الحبل الشوكي
قد تؤدي إلى تلف دائم في الأعصاب أو الأوعية الدموية المسؤولة عن الانتصاب

أسباب هرمونية

يُعد نقص هرمون التستوستيرون من أبرز الأسباب الهرمونية للضعف الجنسي. انخفاض مستوياته يؤدي غالبًا إلى ضعف الرغبة الجنسية وصعوبة الحفاظ على الانتصاب.

  • قد يقترح الطبيب إجراء تحليل دم لقياس مستوى التستوستيرون عند وجود أعراض مستمرة.
  • في حالات النقص، يمكن أن يشمل العلاج تعويضًا هرمونيًا (حقن، جل موضعي، أو أقراص فموية) بعد تقييم شامل.

الأسباب النفسية

تلعب الحالة النفسية دورًا كبيرًا في الأداء الجنسي.

  •  قد يقلل الاكتئاب، القلق، والتوتر النفسي الرغبة الجنسية ما يؤدي إلى ضعف الانتصاب أو قصر مدة العلاقة.
  • الإجهاد الزائد في العمل أو المنزل، والمشكلات العاطفية مع الشريك، قد تسبب ما يُعرف بـ الضعف النفسي (Psychogenic ED).
  • في هذه الحالات، قد تكون استشارة مختص نفسي أو اللجوء إلى الإرشاد الجنسي خطوة ضرورية.
  • الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب، بعض مثبطات ضغط الدم، والأدوية المضادة للاضطرابات النفسية قد تسبب ضعفًا جنسيًا كأثر جانبي.
  • العادات اليومية: التدخين المزمن يضيّق الأوعية الدموية، الإفراط في الكحول أو تعاطي المخدرات يؤثر على الأعصاب والأوعية.
  • نمط الحياة: قلة النوم، النظام الغذائي السيئ، وعدم ممارسة الرياضة كلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بالضعف الجنسي.

كيف يتم تشخيص الضعف الجنسي؟

يبدأ التشخيص عادة بمراجعة الطبيب العام أو أخصائي المسالك البولية. يشمل التشخيص عدة مراحل:

  • الفحص السريري: فحص بدني أساسي يشمل فحص الأعضاء التناسلية (القضيب والخصيتين) للتحقق من وجود أي تشوهات أو ندوب، بالإضافة إلى تقييم الأعصاب الطرفية في الفخذ. كما يُسأل المريض عن تاريخه الطبي وعن أي أمراض مزمنة موجودة. الغرض من هذا الفحص هو استبعاد الأسباب البدنية الواضحة.
  • تحاليل الهرمونات: يرسل الطبيب عينة دم لتحليل عدة مؤشرات، بما في ذلك مستوى هرمون التستوستيرون. يساعد ذلك في تشخيص وجود اختلالات هرمونية أو أمراض مزمنة تؤدي إلى الضعف الجنسي.
  • فحص الأوعية الدموية للقضيب: قد يجري الطبيب فحصًا بالموجات فوق الصوتية (سونار) لشرايين القضيب بعد تحفيزه بحقنة دوائية لقياس تدفق الدم إلى القضيب. هذا الفحص يوضح مدى صحة الدورة الدموية وقدرة الأوعية على نقل الدم الضروري للانتصاب.
  • التقييم النفسي والسلوكي: يُجري الطبيب مقابلة أو استمارة لتقييم الصحة النفسية. فإن وجود أعراض نفسية بارزة (مثل الاكتئاب) قد يدفع نحو اللجوء للعلاج النفسي كجزء من خطة المعالجة

في العديد من الحالات، يكون إجراء الفحص السريري والأسئلة الروتينية كافيًا لتشخيص الحالة. يبقى المفتاح هو الإبلاغ الواضح عن الأعراض عند الطبيب.

طرق علاج الضعف الجنسي

تتوقف خيارات العلاج على سبب الضعف الجنسي وشدته والحالة الصحية العامة للرجل. يشمل العلاج عادة:

تعديلات نمط الحياة

يوصي الأطباء بالبدء بتغييرات صحية بسيطة، مثل الإقلاع عن التدخين، تقليل الكحول، وممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية وصحة القلب. كما أن السيطرة على الأمراض المزمنة، مع النوم الجيد وإدارة التوتر عبر تمارين الاسترخاء، يمكن أن تعزز الأداء الجنسي بشكل ملحوظ.

العلاج الدوائي

  • تشتهر أدوية محفزات الانتصاب الفموية (PDE5 inhibitors) مثل سياليس (Tadalafil) وفياجرا (Sildenafil) بتأثيرها في تعزيز الانتصاب لدى كثيرين. تعمل هذه الأدوية على زيادة فاعلية مركب النيتريك أوكسيد في الجسم، مما يساعد على ارتخاء العضلات في القضيب وزيادة تدفق الدم معه. 
  • الحقن المباشرة (Alprostadil): تُحقن داخل القضيب وتزيد تدفق الدم سريعًا.
  • الأقماع داخل الإحليل: تُستخدم لإيصال الدواء مباشرة، وتُحدث تأثيرًا خلال دقائق.

 وإذا لم تنجح هذه العلاجات، يمكن اللجوء إلى مضخة تفريغ (vacuum pump) لخلق انتصاب  عبر سحب الدم إلى القضيب بواسطة ضغط سلبي، أو إجراء جراحة زرع قضيب صناعي للحالات المتقدمة.

علاج الأسباب الهرمونية

 إذا تبين نقص واضح في هرمون التستوستيرون في التحاليل، فقد يُعطى الرجل بدائل هرمونية (مثل حقن أو جل تستوستيرون) لتحسين الرغبة والوظيفة الجنسية. وغالبًا ما يتم إعطاء ذلك تحت إشراف طبي دقيق ومتبوعًا بفحوصات دورية لمراقبة الهرمونات.

العلاجات المساعدة

  •  زيارة اختصاصي نفسي أو مستشار جنسي تساعد على بناء الثقة ومعالجة المشكلات المرتبطة بالأداء
  • تمارين الفخذ والحوض والتي تُستخدم لدعم العضلات وتحسين التحكم أثناء العلاقة.
  • الحالات المتقدمة: اذا لم تُحقق الحلول السابقة النتائج المرجوة، قد يقترح الطبيب التدخل الجراحي لتعويض الأنسجة أو إصلاح الإصابات التي تعيق الانتصاب. ويعتمد اختيار هذا النوع من العلاج دائمًا على تشخيص دقيق يأخذ في الاعتبار الحالة الصحية والعاطفية لكل مريض.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب على الرجل مراجعة الطبيب في حالات معينة، منها:

  • استمرار المشكلة أكثر من ثلاثة أشهر أو زيادتها مع الوقت.
  • ازدياد القلق أو الإحباط بسبب ضعف الانتصاب أو ظهور أعراض جديدة مثل سرعة القذف أو تأخره غير الطبيعي.
  • حدوث تغيرات مفاجئة في وظيفة الانتصاب أو الألم أثناء الانتصاب.

نصائح للحفاظ على صحة جنسية جيدة

  • ممارسة الرياضة بانتظام: تحسّن الدورة الدموية وتنظم الهرمونات.
  • النشاط البدني: 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين المعتدلة. حتى المشي السريع يوميًا مفيد.
  • نمط حياة صحي: حافظ على وزن مثالي. تناول غذاء متوازن غني بالخضراوات والفواكه.
  • التغذية: قلّل السكريات والدهون المشبعة للحفاظ على الصحة العامة.
  • إدارة التوتر: مارس التنفس العميق، اليوغا، أو التأمل لتقليل الضغط النفسي.
  • التواصل مع الشريك: تحدث بصراحة حول المخاوف الجنسية. التفاهم يبني الثقة ويعزز العلاقة.
  • النوم الكافي: احرص على 7–8 ساعات يوميًا. قلة النوم تخفض التستوستيرون وتضعف الأداء.
  • المراجعات الطبية: قم بفحوصات دورية لاكتشاف الأمراض المزمنة مبكرًا ومعالجتها.

التركيز على نمط حياة صحي والاستجابة السريعة لأي عرض من أعراض الضعف الجنسي هما المفتاح للحفاظ على صحة جنسية جيدة. ان كان لديك أي استفسار إضافي، لا تتردد في التواصل معنا لحجز موعد مع طبيب مختص للحصول على النصيحة والعلاج المناسبين.