ينتشر نقص الزنك بشكل كبير في المناطق التي يستهلك ساكنتها الحبوب أكثر من الغذاء الحيواني، وقد تم استنتاج ذلك بعد الإبلاغ لأول مرة عن حالة نقص الزنك التي تسببت لمزارع ـ يبلغ من العمر 21 عاما ـ في متلازمة فقر الدم وقصور الغدد التناسلية والتقزم، وذلك سنة 1961.

بالمقارنة مع البالغين، فإن الرضع والأطفال والمراهقين والحوامل والمرضعات لديهم متطلبات متزايدة من الزنك. وبالتالي، هم أكثر عرضة لنقص الزنك. 

يؤدي نقص الزنك خلال فترات النمو إلى مشاكل في النمو، وتعد البشرة والجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي والجهاز المناعي والهيكل العظمي والجهاز التناسلي أكثر الأعضاء تأثراً بنقص الزنك. 

حسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية NCBI، هناك استراتيجيات تدخل رئيسية لمكافحة نقص الزنك تشمل، تنويع النظام الغذائي والمكملات الغذائية. 

ما هو الزنك ودوره في جسم الإنسان؟

الزنك هو معدن يستخدمه الجسم لمحاربة الالتهابات وإنتاج الخلايا. إنه مهم لشفاء الإصابات وإنشاء الحمض النووي DNA. 

حسب كلية الطب بجامعة هارفرد، لدى الإنسان حاجة إلى كمية كافية من الزنك لتكوين خلايا جديدة، وخاصة الكولاجين والأنسجة الشبيهة بالألياف، وهو ضروري لإصلاح الخلايا التالفة. 

يدعم الزنك أيضًا نشاط الخلايا المناعية التي تكافح التهابات الجروح. الأشخاص الذين يعانون من نقص في المعادن والذين يعانون من جروح خطيرة مثل التقرحات أو الحروق الشديدة، تكون لديهم احتياجات أعلى من الزنك، لذلك ينصح باستخدام المكملات الغذائية أو الكريمات الموضعية بدلاً من الاعتماد على تناول الطعام وحده. 

في هذه الحالات، غالبًا ما يتم دمج الزنك مع العناصر الغذائية الأخرى مثل البروتين وفيتامين C و L-arginine التي تعزز أيضًا التئام الجروح كما هو الحال في المخفوقات الغذائية. 

أعراض نقص الزنك

يمكن أن يسبب انخفاض الزنك مجموعة متنوعة من المشاكل. قد لا تكون ملحوظة على الفور. إذا كنت تعاني من نقص في هذا المعدن، فقد تواجه بعض التأثيرات، ولكن ليس بالضرورة جميعها. تشمل أعراض نقص الزنك ما يلي:

  • أعراض نزلات البرد.
  • سهولة الإصابة بالعدوى.
  • ضعف الجهاز المناعي.
  • الإسهال.
  • تأخر التئام الجروح.
  • الطفح الجلدي، خاصة حول الفم.
  • تقرحات الجلد.
  • مشاكل في الرؤية بسبب زيادة خطر الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر.
  • فقدان الوزن.
  • تساقط شعر.
  • مشاكل في الشم والتذوق.
  • صعوبة في التركيز.
  • العجز الجنسي.
  • تفاقم أعراض الربو.

تعتبر أعراض نقص الزنك غامضة، مما يجعل من الصعب التعرف عليها.

يمكن للنساء الحوامل أو المرضعات أن يكن أكثر عرضة للإصابة بأعراض نقص الزنك، ذلك لأن الجنين يحتاج إلى الزنك ولا يمكنه الحصول عليه إلا من الأم. مما يجعل جسم الأم يحتوي على كميات أقل من الزنك.

كما يؤدي نقص الزنك عند الأطفال إلى تباطؤ في النمو، وعدم اكتساب الوزن المثالي بالنسبة لأعمارهم، وهذا ما يفسر وصف المكملات الغذائية للمرأة الحامل.

أسباب نقص الزنك

في جميع أنحاء العالم، يعاني حوالي 1.1 مليار شخص من نقص الزنك بسبب عدم كفاية المدخول الغذائي، وذلك وفقًا لمقال نُشر في مجلة Scientific Reports.

فيما يلي ثلاثة أسباب رئيسية لنقص الزنك

  • عدم تناول ما يكفي من الزنك من خلال النظام الغذائي.
  • فقدان كميات زائدة من الزنك في الجسم، بسبب سوء الامتصاص.
  • الإصابة بأمراض المزمنة.

كما قد يعاني الأشخاص المصابون بالحالات المزمنة التالية من نقص الزنك

  • إدمان الكحول.
  • السرطان.
  • مرض الاضطرابات الهضمية.
  • الإسهال المزمن.
  • الفشل الكلوي المزمن.
  • مرض الكبد المزمن.
  • مرض كرون.
  • داء السكري.
  • مرض البنكرياس.
  • داء الكريات المنجلية.
  • التهاب القولون التقرحي.

أن تكون نباتيا فأنت أكثر عرضة لنقص الزنك

عادة ما يكون لدى النباتيين مستويات منخفضة من الزنك لأن الجسم يكسر الزنك الموجود في اللحوم بشكل أكثر كفاءة.

يميل النباتيون إلى تناول كميات أعلى من البقوليات وفول الصويا والفاصوليا والمكسرات ومنتجات الحبوب الكاملة. في حين أنها خيارات غذائية صحية، إلا أنها قد تضعف قدرة الجسم على امتصاص الزنك بسبب وجود الفيتات phytates. والتي ترتبط بالزنك فلا يستطيع الجسم امتصاصه.

تشخيص نقص الزنك 

يتوزع الزنك بكميات ضئيلة بين خلايا الجسم، مما يجعل من الصعب اكتشاف نقص الزنك من خلال فحص دم بسيط.

إذا اشتبه طبيبك في وجود نقص في الزنك، فسوف يحتاج إلى اختبار بلازما الدم للحصول على قراءة دقيقة. تشمل الاختبارات الأخرى لنقص الزنك: 

  • اختبار البول.
  • تحليل خصلة من شعرك لقياس محتوى الزنك.

علاج نقص الزنك ومصادر الزنك الطبيعية

من أجل علاج نقص الزنك  لديك، قد تحتاج إلى زيادة تناول المزيد منه من خلال تضمينه في نظامك الغذائي. ومع ذلك، في بعض الأحيان، قد تحتاج إلى تناول المكملات الغذائية.

تشمل مصادر الزنك الطبيعية ما يلي:

  • لحم أحمر.
  • لحم الدجاج.
  • المأكولات البحرية.
  • الأسماك.
  • الفول.
  • المكسرات.
  • منتجات الألبان مثل الجبن والياغورت.

يحتوي المحار على تركيز عالٍ من الزنك لكل وجبة. يوفر حوالي 100 جرام فقط من المحار 74 ملليجرام من الزنك، وهو أكثر بكثير مما يحتاج الشخص البالغ لتناوله يوميًا.

تحتوي معظم الأطعمة على نسبة زنك أقل بكثير من المحار، ولكن النظام الغذائي الصحي يمكن أن يوفر لك بسهولة كمية الزنك الموصى بها. 

كمية الزنك الملائمة وفقاً للفئة العمرية

حسب مجلس الغذاء والتغذية (FNB) فيما يلي الكميات الموصى بها من الزنك لكل فئة عمرية:

  • الأطفال بعمر 0-6 أشهر: 2 ملغ.
  • الأطفال من عمر 7 إلى 12 شهرًا: 3 ملغ.
  • الأطفال 1 – 3 سنوات: 3 ملغ.
  • الأطفال من 4 إلى 8 سنوات: 5 ملغ.
  • الأطفال 9-13 سنة: 8 ملغ.
  • البالغون والأطفال 14 سنة فما فوق: 11 ملغ للذكور و 9 ملغ للإناث.
  • النساء الحوامل: 12 ملغ يوميًا.
  • النساء المرضعات: 13 ملغ يوميًا.

أخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركنا ما إذا كنت تعاني من إحدى الأعراض السالفة الذكر؟ وهل قمت بإجراء أي فحوصات للكشف عن حالتك الصحية؟ ولا تنس مشاركة المقال!