ما هي عملية التثاؤب؟

عملية التثاؤب هي سلسلة من الحركات التي تحدث في ترتيب معين وفي وقت معين لهدف أو أهداف معينة عدا عن كونها مجرد دلالة على الملل والنعاس. 

آلية التثاؤب

التثاؤب هو فعل نمطي يحدث على مرحلتين ملازمتين مع بعضهما:

1. المرحلة التنفسية

تبدأ هذه المرحلة بشهيق عميق يليه برهة قصيرة من توقف النفس وتنتهي بزفير سريع. 

2. المرحلة الحركية

تصاحب المرحلة التنفسية، ويجرى فيها فتح الفك السفلي وإغلاق العينين وانقباض عضلات الوجه على نحو معين، وقد يصاحبها تمديد لعضلات منطقة الجذع والرقبة والذراعين.

بمجرد أن تبدأ في التثاؤب فإنك لن تستطيع إيقافه كاملا، ولكن يمكنك التحكم بمقداره، بمعنى أنه يمكنك التحكم بالعضلات التي تنقبض تباعا، وبذلك ليس من الضروري في كل مرة نتثاءب فيها أن نفتح فمنا على مصراعيه أو أن نطلق العنان لأذرعنا لتتمدد في الهواء الطلق حولنا.

هل هناك معدل طبيعي للتثاؤب؟

حسب Karger Publishers للمحتوى العلمي والطبي، يتثاءب الإنسان بمعدل 28 مرة في اليوم وتدوم كل مرة قرابة الـ 5 إلى 10 ثوان، ويكون التثاؤب غير طبيعي إذا حدث ثلاث مرات أو أكثر في ربع ساعة أي بمعدل 288 مرة أو أكثر في اليوم الواحد دون وجود سبب واضح له كالنعاس أو التململ أوالتعب وغيرها من الأسباب الشائعة لحدوث التثاؤب.

معتقدات الشعوب المفسرة لظاهرة التثاؤب

لكل شعب معتقده بما يخص ظاهرة التثاؤب. ارتبط التثاؤب عند الشعوب العربية المسلمة  قديما بمحاولة الشيطان تشتيت انتباههم عن صلواتهم أو حتى محاولته الدخول إلى الجسم.

وفي الهند ارتبط التثاؤب بدخول الأرواح الشريرة إلى الجسم أو مغادرة روح الإنسان جسده، وكأن الفم هو بوابة دخول الروح وخروجها من الجسد وإليه.

وعند شعوب المايا فإن التثاؤب هو لغة تعبير الجسد عن الحب أو الرغبة الجنسية. وفي أوروبا كان يعتقد أن التثاؤب أو العطاس يؤدي إلى رحيل الروح من جسد صاحبها، لذلك كانوا يرسمون علامة الصليب بأصابعهم أمام أفواههم عند التثاؤب أو العطاس.

أطروحات طبية مفسرة للتثاؤب

افترض أبقراط في إحدى أطروحاته أن التثاؤب هو إحدى علامات السكتة الدماغية. وفي القرن الثامن عشر اعتقد العالم بوريهاف أن التثاؤب عملية توزيع الطاقة على كل العضلات، إذ تتوسع فيها الأوعية الدموية لتجلب المزيد من المغذيات إلى تلك العضلات، أي إنها تساعد الجهاز التنفسي والدوراني على أداء وظائفهما. 

نظريات مفسرة للتثاؤب

1. النظرية الفزيولوجية

التثاؤب وسيلة لتنظيم حرارة الجسمت. تؤكد النظرية الفزيولوجية أن التثاؤب عملية حيوية تؤدي في الجسم وظائف وفوائد معينة، وهي تربط التثاؤب بوظيفة الجهاز التنفسي والدوراني، وتفترض أن التثاؤب هو حالة الانتقال ما بين الصحو والنوم أو العكس، كما تعتقد أن التثاؤب وسيلة لتنظيم حرارة الجسم وهي النظرية الأكثر قبولا في المجتمع العلمي.

2. نظرية التواصل الاجتماعي

التثاؤب معد! تربط هذه النظرية التثاؤب بالتواصل والتعاطف بين الأفراد، وما يدعم هذه النظرية كون التثاؤب معد، وكونه ظاهرة تحدث في جميع الثدييات والفقاريات وفي مختلف مراحل الحياة.

هل هناك منطقة محددة من الدماغ مسؤولة عن تنظيم عملية التثاؤب؟

أظهر الرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ أن هنالك عدة مناطق تنشط عند التثاؤب كالقشرة الدماغية الجبهية وجذع الدماغ، وهناك العديد من النواقل العصبية التي تؤدي دورا مهما في تلك العملية كالدوبامين والسيروتونين وغيرها من النواقل العصبية. 

في حالة التثاؤب المعدي، كشف التصوير المغناطيسي الوظيفي للدماغ أن لوزة الدماغ وما حولها تنشطان، وقد دعم ذلك الاكتشاف نظرية التواصل الاجتماعي للتثاؤب لكون لوزة الدماغ تتحكم بمشاعر التعاطف والسلوك الاجتماعي.

لا بد أنك قد تثاءبت كثيرا خلال قرائتك لهذا المقال! شاركنا تفسيراتك لعملية التثاؤب قبل اضطلاعك على أسبابه العلمية المدرجة في المقال.