كشفت اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين بالمملكة المتحدة (JCVI) عن خطط لمنح حقنة ثالثة من لقاحات كوفيد-19! الحجتان الرئيسيتان لدعم إعطاء جرعة ثالثة هما أن:
- فعالية اللقاحين الأوليين تنخفض بمرور الوقت.
- هناك حاجة لأخذ لقاحات جديدة للتعامل مع المتغيرات الفيروسية، مثل متغير دلتا!
كوفيد-19 مستمر التطور!
حققت العديد من الدراسات في متانة المناعة ضد كوفيد-19، وكانت نتائجها مشجعة! ركز الباحثون على خلايا الدم البيضاء المتخصصة التي تسمى الخلايا الليمفاوية:
- الخلايا “البائية” التي تصنع الأجسام المضادة.
- الخلايا “التائية” التي يمكن أن تساعد في استجابة الخلايا البائية أو تقتل فيروس كوفيد-19 مباشرة.
تلعب الأجسام المضادة التي تصنعها الخلايا “البائية” دورًا مهمًا في منع دخول الفيروسات إلى خلايا الجسم، وهو ما يحتاجه الفيروس للتكاثر! يمكن قياس مستويات الأجسام المضادة لشخص ما بسهولة في عينة الدم، لكن البيانات المتعلقة بمستويات الأجسام المضادة لدى الشخص العادي بعد التطعيم أو الإصابة بفيروس كوفيد-19 كانت متغيرة!
وبالتالي، نستنتج أن المناعة هي شيء متعدد العوامل لا يتعلق فقط بعدد الأجسام المضادة لفيروس معين لديك في مجرى الدم، هناك مناعة خلوية أيضًا، والتي يصعب قياسها.
ليصبح التحدي الأكبر للخبراء هو أن كوفيد-19 مرض جديد، يستمر في التطور والتحول ويجبر الأطباء والباحثين على التكيف بسرعة.
هل تستطيع اللقاحات الحالية التعامل مع المتغيرات؟
يوجد حتى الآن أربعة متغيرات للفيروس التاجي – “ألفا” و”بيتا” و”غاما” و”دلتا” – تعتبر متغيرات مثيرة للقلق. وهي متغيرات تنتشر بسهولة أكبر، وتسبب مرضًا أسوأ أو تدار بشكل أقل عن طريق اللقاحات.
كانت الدراسات الأولية حول فعالية اللقاحات ضد متغير “ألفا” -وهي واحدة من أولى الدراسات التي تم اكتشافها- مشجعة. وبينما تشير البيانات المبكرة حول متغير “غاما” إلى أنه قد يكون قادرًا إلى حد ما على التهرب من المناعة، تشير النسخة الأولية اللاحقة إلى أن اللقاحات لا تزال تحمي ضدها.
كانت هناك مخاوف أيضًا بشأن متغير “دلتا” لكن البيانات الصادرة عن Public Health England تشير إلى أن اللقاحات توفر حماية قوية ضدها. حتى عندما تعطي اللقاحات حماية منخفضة -كما يظهر في متغير بيتا- تشير المزيد من الأبحاث المبكرة إلى أنها لا تزال تحمي من أسوأ آثار المرض.
ماذا عن وجود جرعة ثالثة من اللقاح لتعزيز المناعة؟
حسب جامعة ييل Yale University الجرعات المعززة ليست فكرة جديدة! فمنذ أن تم تقديم اللقاحات لأول مرة في ديسمبر الماضي، اعترف العلماء بأن المعززات قد تكون ضرورية في يوم من الأيام. مما يعني جرعة ثالثة بالنسبة للقاحات ذات الجرعتين (فايزر، موديرنا، سينوفارم..)، أو جرعة ثانية بالنسبة للقاحات ذات الجرعة الواحدة (جونسون آند جونسون).
في منتصف شهر غشت، قامت إدارة الغذاء والدواء (FDA) بتعديل تصاريح استخدام الطوارئ (EUA) لشركتي “فايزر بيونتيك” و”موديرنا” للسماح بجرعة إضافية من لقاحات كوفيد-19 لبعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. مُنحت شركة فايزر منذ ذلك الحين الإذن الكامل للقاح الأعمار من 16 عامًا فما فوق.
وشملت قائمة المؤهلين للحصول على جرعة ثالثة معززة من لقاحي “فايزر” و”موديرنا”، وفقًا للبيانات التي قيمتها إدارة الغذاء والدواء:
- أولئك الذين تلقوا زراعة الأعضاء.
- أولئك الذين يعانون من ظروف صحية تجعلهم أقل قدرة على مكافحة العدوى والأمراض الأخرى.
وحسب نيتشر Nature، فإن الزيادة الكبيرة في الحالات الناجمة عن متغير “دلتا” قد دفعت بعض البلدان إلى النظر عن كثب في احتمالية جرعات معززة!
كانت البلدان التي اعتمدت بشكل كبير على لقاحات الفيروسات المعطلة، والتي يبدو أنها أقل فاعلية في الوقاية من لقاحات الناقلات الفيروسية والحمض النووي الريبي المرسال، من بين أول من نشر المعززات.
وتعتبر لقاحات “سينوفارم” و”فايزر بيونتيك” من اللقاحات المعطلة! والآن الصين تخطط لاستخدام لقاحات mRNA المنتجة محليًا واللقاحات القائمة على البروتين كمعززات للقاح الفيروس المعطل!
وحسب جامعة ييل، من الطبيعي أن تتلاشى الأجسام المضادة التي تكافح الفيروسات بمرور الوقت، مثل تلك التي يتم تحفيزها بواسطة اللقاح. وتعد مراقبة مستويات الأجسام المضادة في الدم إحدى طرق قياس فعالية اللقاح!
تنصح اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين JCVI بضرورة بدء أي برنامج تعزيز للمناعة في سبتمبر 2021 من خلال جرعة ثالثة من اللقاح، من أجل تحقيق أقصى قدر من الحماية للفئات الأكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19 قبل أشهر الشتاء، وتشمل:
- الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا فأكثر والذين يعانون من ضعف المناعة، والذين يعتبرون سريريًا معرضين للخطر للغاية.
- الذين يعيشون في دور الرعاية لكبار السن.
- الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر.
- العاملين في مجال الصحة و الخطوط الأمامية.
جرعة ثالثة من اللقاح