حسب الكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (ACAAI)، فإن الإناث في سن البلوغ أكثر عرضة للإصابة بالحساسية والربو وأمراض المناعة الذاتية من الذكور. وحسب إحصائيات الكلية نفسها، يعاني عدد أكبر من الذكور في سن البلوغ من التهاب الأنف والربو وحساسية الطعام أكثر من الإناث، لكن هذا يتغير بمجرد دخول الإناث سن الرشد، حيث تتغير الأدوار وتفوق النساء عدد الرجال من حيث الإصابة بهذه الأمراض.
تغيرات سن البلوغ عند النساء، هل هي السبب؟
حسب دراسة نشرت سنة 2018 في المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (ncbi)، ازدادت نسبة انتشار الربو لدى النساء مقارنة بالرجال، يتزامن هذا التحول في انتشار الربو مع سن البلوغ، وهو ما يشير إلى أن للهرمونات الجنسية دورا في التسبب في الربو. واعتبرت الدراسة أن الحيض المبكر عند الفتيات زاد من نسبة الإصابة بالربو. تشير هذه النتائج إلى أن التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة المراهقة وأوائل البلوغ تؤثر بشكل واضح في الإصابة بالربو عند الإناث أكثر من الذكور.
في دراسة أجرتها جامعة إدنبرة الأسكتلندية، والتي نشرت سنة 2018، وجدت أن التقلبات في الهرمونات الجنسية الأنثوية يمكن أن تلعب دورًا في تطور الحساسية والربو، قام باحثو الجامعة بمراجعة أكثر من 50 دراسة لنساء مصابات بالربو من سن البلوغ إلى 75 عاما، ووجدوا أن فترة ما قبل بلوغ سن 11 عاما، وكذلك الدورات غير المنتظمة ارتبطت بمعدل أعلى للإصابة بالربو، كما ارتبط انقطاع الطمث عند توقف الدورة الشهرية وتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون بزيادة فرصة الإصابة بالربو مقارنة بما قبل انقطاع الطمث.
التغيرات الهرمونية وتحفيز الإصابة بالربو
أثبتت دراسة نشرت في المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية سنة 2013، أن التغيرات التي تطرأ على هرمون الإستروجين تحرف الاستجابات المناعية تجاه الحساسية، تعمل هذه التغيرات بشكل مباشر على إحداث تأثيرات ضارة متسببة في الربو، ويعتبر تذبذب هرمون الإستروجين بين ارتفاع وانخفاض مستوياته هو ما يتسبب في حدوث التهاب في الشعب الهوائية، بسبب نشاط البروتينات المسؤولة عن الاستجابات الالتهابية.
حسب الدراسة السابقة التي نشرت في المركز الوطني للمعلومات التقنية والحيوية سنة 2018، للهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين تأثير كبير على المسالك الهوائية مثل الحساسية وحمى القش، وأشارت هذه النتائج إلى أن التقلبات في مستويات الهرمونات أثناء الدورة الشهرية وانقطاع الطمث والحمل تحفز تفاقم أعراض الربو، وتشمل أسباب هذه التغيرات الهرمونية:
-
الدورة الشهرية
تتغير مستويات الهرمونات لدى النساء بشكل كبير على مدار الدورة الشهرية، سواء كانت منتظمة أو غير منتظمة. لذلك، في هذه الفترة، تكون مستويات هرمون الإستروجين في دورة منخفضة وهو ما يحفز حدوث نوبة ربو، ويمكن أن تبدأ الأعراض في التفاقم ابتداء من أربعة أيام قبل الحيض وحتى اليوم الأخير من الدورة الشهرية.
-
الحمل
تحدث تغييرات في شدة الربو وأعراضه من قبل بعض النساء أثناء الحمل، حيث أثبتت نتائج دراسة احتفظت فيها النساء بمذكرات يومية لأعراض الربو وأجريت قياسات التنفس الشهرية أثناء الحمل وخلال 3 أشهر بعد الولادة، وكان من نتائج هذه الملاحظات ارتفاع أعراض الربو لدى ثلث مرضى الربو، كما أفادت الدراسة أن 73% من النساء اللواتي عانين من تفاقم أعراض الربو كان لديهن انخفاض في أعراض الربو بحلول 3 أشهر بعد الولادة.
-
انقطاع الطمث
هناك اختلافات في أعراض الربو وانتشاره بين النساء في فترة مباشرة لما قبل وبعد انقطاع الطمث، حيث إن مخاطر أعراض الجهاز التنفسي زادت لدى النساء في مرحلة مبكرة من انقطاع الطمث وفي وقت متأخر بعد انقطاع الطمث، وأن هذه الفترة الانتقالية تكون فيها النساء أكثر عرضة لبداية الربو وأعراض الجهاز التنفسي.
إذا كنت تعانين من تفاقم أعراض الربو خلال هذه الفترات، ينصح بالتواصل بطبيب معالج لمعرفة طرق العلاج المتاحة والتي تقلل من أعراض الربو التي تحفزها التغيرات الهرمونية.