الغيبوبة هي حالة من اللاوعي، تؤدي إلى عدم استجابة الشخص لأي محاولة لإيقاظه. يمكن أن يدخل الشخص في غيبوبة نتيجة إصابة في الدماغ، مثل ضربة شديدة في الرأس أو سكتة دماغية، كما يمكن أن تحدث بسبب تسمم بالكحول أو التهاب للدماغ. كذلك مرضى السكري قد يدخلون في غيبوبة إذا أصبحت فجأة مستويات السكر في الدم منخفضة جدًا أو مرتفعة جدًا.

شخص في غيبوبة.. حي لا يمكن إيقاظه!

في حالة الغيبوبة يكون الشخص فاقدًا للوعي مع نشاط دماغي ضئيل، إنه حي لكن لا يمكن إيقاظه ولا يظهر أي علامات للوعي!
قد تبدو على الشخص في حالة غيبوبة الأعراض التالية:

  • إغلاق العينين.
  • عدم الاستجابة لبيئته.
  • عدم الاستجابة بشكل طبيعي للصوت أو الألم.
  • فقدان التواصل أو التحرك طواعية.
  • قلة ردود الفعل الأساسية مثل السعال والبلع.

يكون قادراً على التنفس من تلقاء نفسه، على الرغم من أن بعض الناس قد يحتاجون إلى آلة لمساعدتهم على التنفس.
بمرور الوقت، قد يبدأ الشخص في استعادة وعيه تدريجيًا ويصبح أكثر وعيًا، قد يستيقظ البعض بعد عدة أسابيع، بينما قد يدخل البعض الآخر في حالة إنباتية أو حالة الحد الأدنى من الوعي.

كيف تتم رعاية ومراقبة شخص في غيبوبة؟

يُقيّم الأطباء مستوى وعي المريض باستخدام “مقياس غلاسكو للغيبوبة”، تتم مراقبة هذا المستوى باستمرار بحثًا عن علامات التحسن أو التدهور. ويقيّم “مقياس غلاسكو للغيبوبة” ثلاثة أشياء:

  • فتح العين: تعني الدرجة 1 عدم فتح العين، وتعني الدرجة 4 فتح العين تلقائيًا.
  • الاستجابة اللفظية للأمر: الدرجة 1 تعني عدم الاستجابة، و5 تعني أنه مدرك للزمان والمكان.
  • الاستجابات الحركية لأمر ما: الدرجة 1 تعني عدم الاستجابة، و6 تعني الامتثال للأوامر.

معظم الناس في حالة غيبوبة يكون لديهم مجموع نقاط 8 أو أقل، وتعني الدرجة الأقل أن الشخص يعانى من تلف شديد في الدماغ وقد تكون فرصة تعافيه ضئيلة.

على المدى القصير، عادة ما يتم الاعتناء بالشخص الذي يدخل في غيبوبة في وحدة العناية المركزة، ويشمل العلاج ضمان استقرار حالتهم ودعم وظائف الجسم، مثل التنفس وضغط الدم، وعلاج السبب الأساسي للغيبوبة.

أما على المدى الطويل، يقدم طاقم الرعاية الصحية العلاج الداعم في جناح المستشفى، ويمكن أن يشمل ذلك توفير التغذية ومحاولة تجنب العدوى وتحريك الشخص بانتظام حتى لا يصاب بقرح الفراش وتحريك مفاصلهم برفق لمنعها من أن تصبح مشدودة.

ما الذي يمكنك القيام به كزائر؟

تختلف تجربة الدخول في غيبوبة من شخص لآخر، حيث يشعر بعض الناس أنه يمكنهم تذكر الأحداث التي حدثت من حولهم أثناء وجودهم في حالة غيبوبة، بينما لا يتذكر الآخرون ذلك. وقد أفاد بعض الأشخاص الذين مروا بتجربة الغيبوبة، بأنهم شعروا بطمأنينة هائلة عند وجود شخص عزيز عند الخروج من غيبوبة.

فيما يلي بعض النصائح لتتبعها عند زيارة صديق أو أحد أفراد الأسرة في حالة غيبوبة:

  • عند وصولك أخبره من أنت.
  • تحدث معه عن يومك كما تفعل عادةً، واعلم أن كل ما تقوله أمامه قد يُسمع.
  • أظهر له حبك ودعمك، حتى مجرد الجلوس والإمساك بيده أو لمس جلده يمكن أن يكون راحة كبيرة بالنسبة له.
  • اقترحت الأبحاث أيضًا أن تحفيز الحواس الرئيسية، من خلال اللمس والسمع والشم، يمكن أن يساعد الشخص على التعافي من الغيبوبة.
  • بالإضافة إلى التحدث إلى الشخص والإمساك بيده، من الممكن تشغيل الموسيقى المفضلة لديه من خلال سماعات الرأس، أو وضع الزهور في غرفته أو رش عطره المفضل.

التعافي من الغيبوبة:

عادةً ما تستمر الغيبوبة بضعة أسابيع فقط، وخلال هذه الفترة قد يبدأ الشخص في الاستيقاظ تدريجيًا واسترجاع وعيه، أو تفاقم حالته ومروره إلى حالة مختلفة من اللاوعي تسمى الحالة الخضرية أو حالة الحد الأدنى من الوعي.

بالنسبة لحالة الغيبوبة التي يكون فيها الشخص مستيقظًا لكن لا تظهر عليه علامات إدراك محيطه أو نفسه، وهي حالة الحد الأدنى من الوعي، قد يتعافى البعض تدريجيًا، بينما قد لا يتحسن البعض الآخر لسنوات.

في البداية قد تظهر على الأشخاص الذين يستيقظون تدريجيا من الغيبوبة حالة من الاضطراب والتشويش.

وقد يتعافى بعض الأشخاص تمامًا دون التأثر بالغيبوبة، في حين أن البعض الآخر قد يصاب بإعاقات ناجمة عن تلف في الدماغ، في هذه الحالة تكون هناك حاجة إلى علاج طبيعي، وعلاج وظيفي، وتقييم نفسي، ودعم خلال فترة إعادة التأهيل، وقد يحتاجون إلى رعاية لبقية حياتهم!

وأخيرا، من المستحيل التنبؤ بدقة إذا ما كان الشخص سيتعافى في النهاية أم لا، وكم ستستمر غيبوبته وما إذا كان سيواجه أي مشاكل مزمنة بعد ذلك!