ما هو مرض السيلياك؟

مرض السيلياك أو الداء البطني، يطلق عليه كذلك الذرب البطني أو اعتلال الأمعاء التحسُّسي تجاه الغلوتين. والغلوتين هو بروتين متواجد في القمح والشعير والجاودار.

عند تناول الغلوتين يهاجم جهازك المناعي أنسجتك، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بأمعائك الدقيقة. 

تؤدي مهاجمة الجهاز المناعي للأمعاء إلى تلف الزغابات villi، وهي نتوءات صغيرة تشبه الأصابع تبطن الأمعاء الدقيقة، وظيفتها تعزيز امتصاص المغذيات. عند تلفها، لا يمكن امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح في الجسم.

حسب مؤسسة مرض السيلياك، يصيب الداء البطني شخصًا واحدًا من كل 100 شخص في جميع أنحاء العالم، لكن يتم تشخيص حوالي 30% منهم فقط بهذا المرض.

أسباب مرض السيلياك 

حسب المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK)، يحدث مرض السيلياك بسبب الجينات، وتناول طعام يحتوي على الغلوتين. تعرف أكثر على أسباب مرض السيلياك:

1. الجينات أو العوامل الوراثية

غالبا ما يحدث مرض السيلياك عند الأشخاص الذين لديهم إحدى مجموعتي المتغيرات الجينية الطبيعية “DQ2” و “DQ8″، والتي تشكل جزءًا من الجهاز المناعي والقادرة على الالتصاق ببروتينات الغلوتين.

ما يقارب 30% من الناس لديهم DQ2 أو DQ8، إلا أن حوالي 3% فقط من الأشخاص الذين لديهم”DQ2″ أو “DQ8” يصابون بالداء البطني.

في المقابل لا يمكن للأشخاص الذين لا يتوفرون على إحدى مجموعتي “DQ2” و “DQ8” أن يصابوا بداء السيلياك. 

2. بروتين الغولتين

يعد تناول الغلوتين لأولئك الذين لديهم المتغيرات الجينية DQ2 أو DQ8 عاملا مسببا لاستجابة الجهاز المناعي غير الطبيعية التي تسبب مرض السيلياك. وبالتالي ليس كل من يتناول الغلوتين يصاب بالمرض. 

كما أن تناول الغلوتين قد يعد خطرا مسببا للمرض عند تناوله في مراحل الطفولة المبكرة بالموازاة مع المتغيرات الجينية السالفة الذكر. 

عوامل خطر مرض السيلياك

بالإضافة إلى السببين الأساسيين السابقين، هناك مجموعة من العوامل المساهمة في ظهور هذا المرض لدى بعض الأشخاص. فيما يلي عوامل خطر مرض السيلياك: 

  • بعض التهابات الجهاز الهضمي.
  • التغييرات في الميكروبيوم، البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي والتي تساعد على الهضم.
  • التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.
  • مرض السكر النوع 1.
  • الذئبة.
  • الصدفية.
  • عدم تحمل اللاكتوز.
  • التهاب المفصل الروماتويدي.
  • التصلب اللويحي (MS).
  • التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  • متلازمة القولون العصبي (IBS)
  • متلازمة داون.
  • مرض اديسون.
  • التهاب البنكرياس المزمن.
  • تصلب الجلد.
  • متلازمة ويليامز.
  • تليف الكبد الصفراوي الأولي.
  • سرطان الغدد الليمفاوية المعوية.
  • سرطان الأمعاء.

أعراض مرض السيلياك 

تختلف أعراض مرض السيلياك من شخص لآخر، تظهر وتختفي حسب حالة كل مريض. أما في حالة الأطفال المصابين بهذا الداء، تكون أعراضهم متمحورة حول الجهاز الهضمي أكثر من البالغين. 

لدى أغلب المرضى لا يتم الكشف عن الداء البطني إلا خلال اختبارات أو فحوصات حالة أخرى.

تشمل الأعراض الشائعة لمرض السيلياك ما يلي: 

  • الإسهال، الناتج عن سوء امتصاص الجسم للعناصر الغذائية بالكامل.
  • براز يحتوي على مستويات عالية بشكل غير طبيعي من الدهون (الإسهال الدهني)، يجعل هذا رائحة البراز كريهة أكثر.
  • التعب، كعلامة على فقر الدم بسبب نقص الحديد أو نقص حمض الفوليك.
  • التهاب الجلد الحلئي الشكل، عادة ما يحدث على المرفقين والركبتين والأرداف، وهو عرض مرتبط بالجلوتين. يسبب الحكة وبثور تنفجر عند خدشها. 
  • ألم البطن.
  • انتفاخ البطن، والغازات.
  • مشاكل الهضم.
  • الإمساك.
  • القيء.
  • فقدان الوزن.
  • خدر في اليدين والقدمين.
  • الترنح وعدم التركيز.
  • تورم الأطراف نتيجة تراكم السوائل.
  • صعوبة الحمل.
  • فشل النمو عند الأطفال بسبب سوء التغذية نتيجة المرض. 
  • تأخر سن البلوغ.

المضاعفات

قد يؤدي تناول الغلوتين لدى مرضى السيلياك الغير مشخص أو الغير معالج إلى عدة مضاعفات قد تكون خطيرة: 

1. سوء الامتصاص وما يرافقه من أعراض: 

لا يمتص جسمك العناصر الغذائية بالكامل، وبالتالي تصاب بنقص بعض الفيتامينات والمعادن:

  • هشاشة العظام.
  • نقص فيتامين ب 12 ونقص حمض الفوليك.
  • نقص الحديد المسبب لفقر الدم.

2. سوء التغذية

يعرف النقص الحاد في العناصر الغذائية بسبب السيلياك بسوء التغذية، والذي يؤدي بدوره إلى

  • الإرهاق والدوار والارتباك. 
  • تلاشي عضلاتك.
  • صعوبة في الحفاظ على الدفء. 

3. عدم تحمل اللاكتوز

قد يؤدي عدم تحمل الغلوتين ومرض الاضطرابات الهضمية إلى مضاعفة احتمال الاصابة بعدم تحمل سكر الحليب (اللاكتوز)، وبالتالي: 

  • الانتفاخ.
  • الإسهال.
  • عدم الراحة في البطن.

4. بعض أنواع السرطان

يكون لدى مرضى السيلياك خطر متزايد للإصابة ببعض أنواع السرطان، من بينها: 

  • سرطان الأمعاء الدقيقة.
  • سرطان الغدد الليمفاوية في الأمعاء الدقيقة.
  • سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين. 

إلا أن اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لمدة 3 إلى 5 سنوات، يجعل خطر الإصابة بهذه الأنواع من السرطان نفسه لدى عامة الأشخاص الغير مصابين.

كيف يتم التشخيص؟

من أجل تشخيص مرض السيلياك يجب استبعاد بعض الحالات المشابهة له في الأعراض، مثل متلازمة القولون العصبي، مرض كرون، التهاب القولون التقرحي، والالتهابات المعوية. وبعد الخضوع للفحص البدني سوف يقوم الطبيب بإحالتك لإجراء بعض الفحوصات والاختبارات: 

تحليل الدم 

يتم إجراء فحص الدم من أجل التحقق من مستوى الأجسام المضادة التي تحتوي على الغلوتين في دم المريض. الأشخاص المصابون بالداء البطني تكون لديهم مستويات عالية من هذه الخلايا. 

الخزعة

من أجل التأكد من الإصابة بهذا المرض، يتم أخذ عينة من أنسجة الأمعاء الدقيقة للتحقق من تلف الزغابات. يتم منظار داخلي في فم المريض يصل إلى معدته وأمعائه الدقيقة. من أجل أخذ عينة من الأنسجة باستخدام أدوات يتم تمريرها عبر الأنبوب.

علاج مرض  السيلياك

من أجل علاج مرض السيلياك سوف يطلب منك الطبيب إزالة الغلوتين بشكل نهائي ودائم من نظامك الغذائي، من أجل السماح للزغابات المعوية بالشفاء والعودة إلى وظيفتها المتمثلة في امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح. 

سوف يقوم الطبيب بتوجيهك لاتباع نظام غذائي صحي ومغذي خال من الغلوتين، كما سيقدم لك بعض النصائح حول الطريقة الصحيحة للانتباه لملصقات الأطعمة والمنتجات.

بعد أن تتوقف عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، فمن المحتمل أن 

تتحسن أعراض داء السيلياك وتلتئم الأمعاء الدقيقة ويعود الزغب للعمل مرة أخرى خلال 3 إلى 6 أشهر بعد اتباع تعليمات الطبيب. لكن، إذا كان المريض أكبر سنًا، فقد يستغرق الأمر ما يصل إلى عامين حتى يتعافى جسمه.

فيما يلي الأطعمة التي عليك تجنبها: 

  • القمح.
  • الذرة
  • الشعير
  • البرغل.
  • دقيق الفارينا.
  • السميد.

تحنب المواد الغذائية التي ما لم يذكر الملصق أنها خالية من الغلوتين:

  • اللحوم أو المأكولات البحرية المعلبة.
  • اللحوم المصنعة والنقانق.
  • الصلصات (تشمل صلصة الصويا).
  • الشوفان.
  • رغيف الخبز.
  • الكعك والفطائر.
  • الحلويات.
  • الحبوب.
  • البسكويت.
  • المقرمشات.
  • الخبز المحمص.
  • المعكرونة.
  • البيرة.

وفي المقابل، يمكنك تناول الحبوب الخالية من الغلوتين:

  • الحنطة السوداء
  • نشا الذرة
  • دقيق الأرز أو الصويا أو الذرة أو البطاطس أو الفول.
  • تورتيلا الذرة النقية.
  • الكينوا.
  • الأرز.
  • التابيوكا (نوع من النشا).

بالإضافة إلى المواد الغذائية الأخرى الخالية من الغلوتين: 

  • اللحوم الطازجة.
  • الأسماك الطازجة.
  • الدواجن الطازجة.
  • الفاكهة.
  • أغلب منتجات الألبان.
  • الخضار النشوية مثل: البازلاء والبطاطس، البطاطس الحلوة.
  • الفول.
  • العدس.
  • الخضروات.