الاستثارة التناسلية المستمرة (PGAD) هي متلازمة من الإثارة الجنسية غير المبررة، أو النشوة الجنسية لسبب غير معروف. حسب تقرير للجمعية الدولية لدراسة الألم (IASP)، يتم الإبلاغ عن هذا الاضطراب بشكل أساسي عند الإناث. 

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الاستثارة التناسلية المستمرة من الإثارة الجنسية دون أي نشاط جنسي أو تحفيزي، ودون وجود أي سبب للشعور بالإثارة الجنسية، فقد ينتاب المريض جميع أعراض الإثارة الجنسية، مثل الانتصاب (عند الرجال) أو تورم المهبل (عند النساء).

يمكن للاستثارة التناسلية المستمرة أن تجعلك تعاني من هزات الجماع باستمرار. في بعض الحالات، يمكن أن تستمر PGAD لساعات أو أيام أو أسابيع، مما قد يتسبب في تعطيل حياتك اليومية.

عندما يعاني الرجال من هذه الحالة، يطلق عليها اسم القساح Priapism، وهو عندما يستمر الانتصاب لعدة ساعات أو أكثر حتى بدون إثارة جنسية. 

أعراض اضطراب الاستثارة التناسلية المستمرة:

من بين أعراض اضطراب الاستثارة التناسلية عند النساء، نجد الشعور بالإثارة في منطقة الأعضاء التناسلية، بما في ذلك: 

  • البظر، والمهبل، والشفتين المهبلية. 
  • الحلمتان. 

أما عند الرجال، قد تسبب هذه الحالة: 

  • ألمًا في القضيب. 
  • الانتصاب المستمر لعدة ساعات.

وتشمل الأعراض الشائعة الأخرى لـ PGAD ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع معدل ضربات القلب.
  • التنفس السريع.
  • التشنجات العضلية في جميع أنحاء الجسم.
  • احمرار الوجه والرقبة.
  • تشوش الرؤية.
  • ألم في منطقة الأعضاء التناسلية.

بعد الوصول إلى الذروة قد تتحسن الأعراض مؤقتًا، لكنها قد تعود فجأة في غضون ساعات قليلة. 

أما فيما يخص الأعراض النفسية لاضطراب الاستثارة التناسلية، فقد تشمل:

  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • الإحباط
  • الأرق.
  • الشعور بالذنب.
  • نوبات الذعر.

أسباب اضطراب الاستثارة التناسلية المستمرة:

قد يكون لـ PGAD عدة أسباب، لكن من الصعب تشخيص سبب محدد لهذه الحالة. وقد تم ربطها بـ:

  • الآثار الجانبية للأدوية، مثل مضادات الاكتئاب.
  • التهابات الأعضاء التناسلية.
  • مشاكل الحوض.
  • المشاكل النفسية، بما في ذلك التوتر.
  • التغيرات الهرمونية.

بالإضافة إلى الأسباب السابقة، تظهر الأبحاث أن للأعصاب دورًا مباشرا في هذه الحالة. حسب إحدى الدراسات، كان لمجموعة من النساء المصابات بهذه الحالة أكياسا مملوءة بالسوائل على الأعصاب بالقرب من قاعدة العمود الفقري. وكانت أخريات تعانين من عيب في الحبل الشوكي، ومجموعة أخرى تعاني من انزلاق غضروفي.

تشخيص اضطراب الاستثارة التناسلية المستمرة:

للتأكد من أن أعراضك ناتجة عن هذا الاضطراب التناسلي وليست عن حالة أخرى، فقد يطلب منك طبيبك القيام بما يلي:

  • إجراء فحص بدني كامل.
  • مراجعة طبيب نفسي لإجراء تقييم واختبار نفسي.
  • تقييم للمدة التي انتابتك فيها أعراض اضطراب الاستثارة التناسلية المستمرة.
  • الخضوع للفحص البدني للمنطقة التناسلية.
  • قياس تدفق الدم إلى أعضائك التناسلية قبل وأثناء وبعد الإثارة الجنسية.
  • اختبار عصبي لمعرفة ما إذا كان تلف الأعصاب هو السبب خلف هذه الحالة.

كلها اختبارات من شأنها مساعدة طبيبك في الكشف عن حالتك وما إذا كانت PGAD هي السبب في أعراضك.

علاج اضطراب الاستثارة التناسلية المستمرة:

عادةً ما يركز علاج اضطراب الاستثارة التناسلية المستمرة على إدارة الأعراض، لأن الأسباب عادة لا تكون واضحة.

يمكن أن يساعد العلاج النفسي  في إدارة هذه الحالة، ويشمل:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والذي يساعد النساء على: 

ـ تحديد محفزاتهن، كما يوفر بعض تقنيات التأقلم والإلهاء للمساعدة في إدارة الأعراض الجسدية.

ـ إدارة التوتر والقلق والاكتئاب التي غالبًا ما تصاحب هذه الحالة وتؤدي إلى تفاقمها. 

  • العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)، يتم اللجوء إليه في الحالات المستعصية. يمرر أخصائي الرعاية الصحية شحنات كهربائية صغيرة عبر دماغ المريضة تحت التخدير، مما يؤدي إلى حدوث تغييرات سريعة في كيمياء الدماغ وبالتالي المساعدة على علاج الأعراض النفسية.

يمكن لتناول الأدوية الموصوفة، أو تجنب بعض الأدوية أن يساعد في إدارة الحالة:

  • عدم تناول الأدوية التي تحتوي على الإستروجين أو المهيجات المعروفة لـ PGAD.
  • تناول الأدوية المضادة للتشنج. 
  • تناول الأدوية التي تزيد من مستوى هرمون البرولاكتين.

الجراحة:

في الحالات المتعلقة بالأعصاب، مثل الأكياس المحيطة بالعصب، قد يقترح الطبيب إجراء جراحة.

أخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركنا رأيك في تعليق وهل ترى أن هناك حالات مشابهة ترغب في التعرف عليها؟ لا تنس مشاركة المقال!