عادة ما تكون القرنية، العدسة الخارجية الشفافة أو السطح الأمامي الشفاف للعين على شكل قبة. في بعض الأحيان، لا يكون هيكل القرنية قويا بما يكفي ليحافظ على شكله المستدير وينتفخ للخارج، مثل المخروط، لذلك سمي المرض بالقرنية المخروطية أو تمخرط القرنية (Keratoconus).

اضطرابات في الرؤية من الأعراض المميزة للمرض

من بين أهم الأعراض، نجد:

  • ضعف في حدة البصر.
  • تشتت البصر.
  • ازدواجية في الرؤية.
  • حساسية تجاه مصادر الضوء المختلفة.
  • هالات مرئية حول كل ما يبصره المريض ليلا.
  • عدم نجاح تصحيح النظر بالنظارات.

ما هي أسباب المرض؟

لا زال العلماء عاجزون عن تحديد السبب الرئيسي وراء الإصابة، وتشير الأبحاث إلى أن السبب مرتبط بحدوث ضعف في نسيج القرنية نتيجة لزيادة فعالية الإنزيمات التي تتسبب في تحليل البروتين (الكولاجين) الذي يبني القرنية، مما يؤدي إلى ضرر التأكسد الذي يضعف الروابط في القرنية، نتيجة لذلك تضعف روابط الكولاجين ويصبح نسيج القرنية أدق وأرق ويؤدي الضغط داخل العين إلى بروز القرنية إلى الخارج، وتشويهها وتحدبها.

من بين العوامل التي قد تزيد من فرص الإصابة:

  • الوراثة.
  • فرك الأعين بشكل مفرط.
  • نقص مضادات الأكسدة داخل العين لسبب ما.

وعلى الرغم من أن الأطباء يحثون المرضى على عدم فرك الأعين، إلا أن هناك دراسات تعيد النظر في دور فرك العينين في الإصابة بالقرنية المخروطية.

كيف يتم تشخيص القرنية المخروطية؟

يتم تشخيص القرنية المخروطية من طرف طبيب العيون عبر اتباع الخطوات الآتية:

أسئلة حول تاريخ بداية الأعراض وتاريخ العائلة المرضي، للتأكد من احتمال وجود حالات إصابة سابقة بالمرض.

  • فحص الإنكسار

يتم إجراء هذا الفحص للتأكد من وجود مشكلات في البصر، بحثا عن اللابؤرية (الأستيجماتيزم)، وهي خلل يصيب انحناء القرنية في العينين مما يسبب عدم وضوح الرؤية عن بعد وعن قرب.

  • فحص العيون

من خلال الاعتماد على جهاز يعتمد على مجهر يسمح بفحص العين بتكبير عال، للبحث عن وجود تحدب في شكل القرنية أو وجود ندبات.

  • تخطيط القرنية المحوسب

وهو الخريطة الطبوغرافية التي تمكن من الكشف عن المرض في مراحله المبكرة، حيث تظهر الخارطة بدقة نسبة تحدب القرنية في كل نقطة، وتعطي قياسا لسمك القرنية في نقاط مختلفة منها، حيث إن سمك القرنية المتوسط ​​عند الإنسان هو 530 ميكرون، أما عند الأشخاص المصابين بالقرنية المخروطية فيكون سمك القرنية  أقل من 500 ميكرون.

طرق العلاج المتاحة
يتم التركيز في العلاج على قسمين اثنين، أولهما الحد من تطور المرض ثم تحسين نسبة وجودة الرؤية.

في حالة كان المرض لا يزال في حالة تطور، ينبغي حث المريض على:

  • عدم فرك العينين.
  • علاج حساسية العين إن وجدت.     
  • تقوية نسيج القرنية عن طريق تقنية (الكروسلينكن) عبر استخدام محلول الريبوفلافين الذي يتم تفعيله من خلال الأشعة فوق البنفسجية. يعمل الريبوفلافين المفعل على تشكيل روابط جديدة عبر خيوط الكولاجين مما يؤدي إلى جعل القرنية أكثر صلابة ويحد من تحدبها.
  • تصحيح النظر باللجوء إلى النظارات الطبية أو العدسات الصلبة.
  • زرع حلقات في القرنية للتقليل من التحدب.

في الحالات المتقدمة جدا من المرض، لا يمكن اللجوء لما سبق ذكره من علاجات، بل يجب القيام بعملية زراعة القرنية، وفي حالة إصابة أحد أفراد العائلة بالقرنية المخروطية وجب التوجه لفحص العينين.

د. زينب جاجا
طبيبة مختصة في أمراض وجراحة العيون

القرنية المخروطية