ما هو التعلق المرضي؟

التعلق المرضي هو الشعور بالارتباط والمودة الذي قد تشعر بها تجاه الأشخاص المقربين منك. يشير التعلق العاطفي إلى مشاعر التقارب والمودة التي تساعد في الحفاظ على علاقات ذات مغزى بمرور الوقت، خاصة في فترة الطفولة، إذا كنا خائفين أو جائعين أو متألمين، فمن المهم أن نتعامل مع الآخرين الذين يمكنهم الحفاظ على سلامتنا. تمامًا مثل الأطفال، يشعر البالغون أيضًا بأمان أكبر عندما يكونون مع شخص يثقون به.

بشكل عام هناك ثلاثة أنواع رئيسية من أنماط التعلق، التعلق القلق، والمتجنب، والآمن. يميل الأفراد ذوو نمط التعلق القلق إلى التشبث والسعي للحصول على الطمأنينة المستمرة من شركائهم، في حين يميل أفراد نمط التعلق المتجنب إلى الانسحاب عندما تصبح العلاقة حميمة أكثر من اللازم.

أعراض التعلق المرضي

  • الاعتماد العاطفي على شخص آخر.
  • الخوف من الهجر.
  • الغيرة والتملك. 
  • التعلق الوهمي.
  • تدني احترام الذات. 
  • العزلة.
  • عدم التنظيم العاطفي. 
  • السلوك المتلاعب.

أسباب التعلق المرضي

1. صدمة الطفولة

يمكن أن تنشأ مشكلات التعلق لعدد من الأسباب، ولكنها عادة ما تكون متجذرة في تجارب الطفولة. يصاب بعض الأطفال باضطرابات التعلق بينما لا يعاني منها الآخرون الذين يعيشون في نفس البيئة. أشار الباحثون إلى وجود صلة بين اضطرابات التعلق والإهمال أو الحرمان الكبير، أو التغييرات المتكررة في نشأة الطفل، بما في ذلك تعرضه للصدمات أو الإهمال.

2. الرعاية غير المتوازنة 

اضطرابات التعلق هي أمراض نفسية يمكن أن تتطور لدى الأطفال الصغار الذين يعانون من مشاكل في الارتباط العاطفي بالآخرين. قد يلاحظ الآباء أو مقدمو الرعاية أو الأطباء أن الطفل يعاني من مشاكل في الارتباط العاطفي منذ عيد ميلاده الأول.

2. الهجر

يمكن أن يتطور التعلق المرضي لدى الأشخاص الذين لديهم خوف عميق من الهجر. ولهذا السبب، فإنهم يشعرون بعدم الأمان في العلاقات ويشعرون بالقلق من أن شريكهم سيتركهم. غالبا ما يُنظر إلى الأشخاص ذوي هذا الأسلوب على أنهم محتاجون أو متشبثون.  

3. الاعتماد المشترك 

تنحصر العلاقة الاعتمادية المشتركة وهي ديناميكية يصبح فيها فردان مترابطين عاطفياً وسلوكياً إلى حد غير صحي على الافتقار الى الاستقلالية. في مثل هذه العلاقات، غالبًا ما يتولى أحد الأشخاص دور مقدم الرعاية أو التمكين، بينما يتولى الآخر دور الشريك المعتمد أو المحتاج.

ينطوي هذا النوع من العلاقات بالإحساس بالقيمة الذاتية من تلبية احتياجات الآخرين باستمرار، وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى إهمال النفس. يمكن أن يؤدي هذا النمط إلى نوع من الاعتماد العاطفي، حيث يصبح الطرفان عالقين في حلقة متباينة تعزز الأنماط والسلوكيات غير الصحية.

أنواع التعلق المرضي

اضطراب التعلق التفاعلي

اضطراب التعلق التفاعلي هو حالة مرتبطة بالصدمة والضغوط في مرحلة الطفولة المبكرة بسبب الإهمال الاجتماعي وسوء المعاملة. يواجه الأطفال المتأثرون صعوبة في تكوين ارتباطات عاطفية مع الآخرين.

قد يتفاعل المصابون بالاضطراب بعنف عند حملهم أو احتضانهم أو تهدئتهم. من الناحية السلوكية، لا يمكن التنبؤ بالأطفال المتأثرين، ويصعب مواساتهم، ويصعب تأديبهم.  حيث تتقلب حالتهم المزاجية بشكل غير منتظم.

اضطراب المشاركة الاجتماعية المتحلل

‌اضطراب المشاركة الاجتماعية هو اضطراب سلوكي يحدث عند الأطفال الصغار. وهو اضطراب من اضطرابات التعلق الذي يجعل من الصعب على الأطفال تكوين رابطة عاطفية مع الآخرين. ولكن قد تلاحظ أن الأطفال الذين يعانون من الاضطراب يمكنهم التحدث بسهولة مع الغرباء والاختلاط بهم. 

اضطرابات التعلق الأخرى 

  • تعلق القلق المتناقض

عادة ما يكون الأشخاص الذين يعانون من ارتباط القلق يعانون من تدني احترام الذات. حيث يشعرون بالرغبة في التقرب من الآخرين ولكنهم يخشون أن يرفضهم الآخرين.

اقرأ أيضاً:  ماذا تعرف عن إدمان العلاقات والتعلق بالأشخاص؟ 

علاج التعلق المرضي

قبل تحديد العلاج يقوم الطبيب المعالج بإجراء فحص لتشخيص اضطراب التعلق، قد يشمل هذا التقييم ما يلي:

  • مقابلات مع مقدمي الرعاية حول الأعراض.
  • الملاحظات المباشرة لتفاعلات الشخص مع مقدمي الرعاية.
  • تاريخ الحياة والعائلية منذ الولادة.

قد يقوم الطبيب أيضا بإجراء فحص جسدي وإجراء اختبارات معملية واستخدام تقييمات نفسية أخرى لاستبعاد أي حالات صحية أو طبية عقلية تساهم في ظهور الأعراض.

بعد تشخيص الحالة يتم تحديد طرق العلاج والتي تشمل: 

1. العلاج النفسي والإرشاد

إذا تركت اضطرابات التعلق دون علاج، فيمكن أن تؤثر سلبا على نمو الطفل العاطفي والاجتماعي. هذا يمكن أن يؤدي أيضا إلى صعوبات في العلاقة مع تقدمهم في السن. وعلى الرغم من أنه قد لا يكون تحليل لسلوكيات التعلق التي تطورها كطفل، إلا أن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتطوير أسلوب تعلق أكثر أمانا كشخص بالغ.

إن معرفة المزيد حول سبب شعورك وتفكيرك بالطريقة التي تشعر بها هو المفتاح للتغلب على أنماط التعلق غير الآمنة. ابدأ بالبحث عن معالج تشعر بالراحة في التحدث معه. ويمكنه مساعدتك من خلال:

  • تفريغ تجارب طفولتك.
  • تحديد الأنماط التي تظهر في علاقاتك.
  • تطوير طرق جديدة للتواصل مع الآخرين وخلق علاقات تفاعلية بين الوالدين.

2. الأدوية

على الرغم من عدم وجود دواء محدد لعلاج اضطراب التعلق، إلا أن هناك عددا من خيارات الدواء التي يمكن أن تساعد في السلوكيات الصعبة التي تشكل جزءا من حياة الطفل الذي يعاني من مشكلات التعلق، أو اضطراب التعلق التفاعلي، أو اضطراب الصدمة التنموي.

قد يشمل العلاج أيضًا العلاج باللعب. تسمح هذه التقنية للطفل ومقدم الرعاية بالتعبير عن أفكارهم ومخاوفهم واحتياجاتهم في سياق اللعب الآمن.

لا يوجد دواء لعلاج اضطراب التعلق التفاعلي نفسه. ومع ذلك، قد يستخدم الطبيب أحيانا الأدوية للمساعدة في إدارة الأعراض السلوكية الشديدة، مثل الغضب الشديد أو مشاكل النوم.

إن استخدام ما يسمى بالعلاجات القابضة وتقنيات “إعادة الميلاد” أمر مثير للجدل. لا يوجد دليل علمي يدعم فعالية مثل هذه التدخلات وبعض الأدلة تشير إلى أنها في الواقع ليست آمنة.

أسئلة شائعة قد تهمك

ما الفرق بين الحب والتعلق المرضي؟

ربما يكون شعورك وتصرفك في العلاقة هو أفضل مؤشر على ما إذا كانت المشاعر القوية التي تشعر بها هي الحب أو التعلق. الحب يثير مشاعر وأفعال مغرمة تجاه الشخص الآخر، على وجه الخصوص. التعلق مدفوع بما تشعر به تجاه نفسك مع درجة الدوام والأمان التي يمنحك إياها شخص الاخر.

وصفت دراسة أجريت عام 2020 على 83 شابا يدعون أنهم “في حالة حب” الاختلافات بين الافتتان والتعلق العاطفي والحب. فالافتتان هو شعور مستهلك يزدهر بسرعة وبشكل مكثف في بداية الحب. يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية، أما الارتباط العاطفي هو شعور إيجابي ومريح بالترابط يتطور تدريجياً. في حين أن التعلّق المرضي هو الارتباط بالآخرين مع تفاقم سلوكيات قهرية تظهر بشكل غير صحي.

ومن الصعوبات التي يواجهها من يعانون من التعلّق المرضي بالآخرين، الميل لحماية الآخرين والدفاع عنهم عندما يفعلون أفعالاً غير ملائمة أو يقعون في المشكلات، وهذا بدوره يؤثر على الثقة بالنفس. 

اقرأ أيضاً: اضطراب التكديس القهري: هل هو مرض نفسي؟ وكيف تتخلص منه؟