أنماط مختلفة من نشاط الدماغ

لدى الجميع آليات نظام داخلية أو ساعات الجسم التي تسمح للشخص بالتكيف مع دورات النهار  والليل الطبيعية، يُطلق عليها الساعة البيولوجية. لا تتطابق الإيقاعات اليومية لدى الجميع؛ حيث يشعر بعض الأشخاص بالانتعاش في الصباح الباكر، ويفقدون إنتاجيتهم بحلول الساعة 9:00 مساء، في حين يجد بعض الأشخاص أنفسهم أكثر نشاطا في المساء ويواجهون صعوبة في الاستيقاظ في الصباح.

أشارت مجلة (Livescience) إلى نتائج دراسة فحص من خلالها الباحثون أدمغة الأشخاص الليليين (Night owls) ووجدوا أنهم يعانون من ضعف الاتصال الدماغي، المرتبط كنتيجة بضعف الانتباه، وردود الأفعال البطيئة وزيادة عدد ساعات النوم خلال اليوم. 

نتائج دراسة: الفرق بين دماغ الأشخاص الليليين والأشخاص الصباحيين

أشارت مجلة (Livescience) إلى نتائج دراسة لـ 38 متطوع يتمتعون بصحة جيدة، ارتدوا أجهزة تعقب النشاط وخضعوا لاختبارات لقياس مستويات هرمونات معينة لديهم لتأكيد النمط الزمني الخاص بهم. وتم فحص أدمغتهم وهم في حالة راحة أي من دون الانشغال بأي مهمة معينة، بالإضافة إلى ذلك، أجرى المشاركون عدة مهام لقياس أوقات انتباههم وردود أفعالهم في أوقات مختلفة من اليوم أثناء ممارستهم لنشاطات مختلفة من الساعة 8 صباحا إلى الساعة 8 مساء، وطلب من المشاركين قياس مدى شعورهم بالنعاس خلال هذه الأوقات. 

كان أداء الأشخاص الصباحيين أفضل في اختبارات الصباح الباكر وكان أداؤهم أفضل بكثير من أداء الأشخاص الليليين. وفي المقابل، كان أداء الأشخاص الليليين أفضل في الأنشطة المسائية، ومطابقا لأداء الأشخاص الصباح في الاختبارات المسائية، مما يؤكد أن الأشخاص الليليين يعانون من ضعف التركيز وقلة النشاط في الصباح. 

كما أن أداء اتصال الدماغ الأشخاص الصباحيين في حالة راحة كان أعلى مقارنة بالأشخاص الليليين، وهو ما أثر على مستوى أداء المهام وردود الفعل والحاجة إلى النعاس. 

ماذا عن المخاطر الصحية، هل هي مثبتة علميا؟ 

  • أمراض القلب والسكري

أجريت دراسة سنة 2018 نشرت في مجلة بحوث الإيقاع البيولوجي والطب لتحليل العلاقة بين عادات وقت النوم وصحة الأشخاص، لدى 433 ألف بالغ، وكان من نتائجها أن الأشخاص الليليين أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، وأكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 10% مقارنة بالأفراد الذين ينامون ليلا ويستيقظون باكرا.

وفي مراجعة دولية نُشرت في (Advances in Nutrition) سنة 2018، أن البالغين الذين كان أداؤهم أفضل ليلا كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، وكذلك مرض السكري من النوع 2.

  • السمنة

حسب دراسة نشرت في المجلة الأوروبية للصحة العامة سنة 2017، أن الأشخاص الليليين أكثر عرضة لتشخيص السمنة، وهي عامل خطر كبير لحالات مثل مرض السكري والسرطان، كما أنها قد تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

  • الاكتئاب

أشارت دراسة أخرى نشرت في مجلة بحوث الإيقاع البيولوجي والطب، إلى أن الأشخاص الليليين لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بالاكتئاب عند مقارنتهم بالأشخاص الصباحيين.

يؤدي السهر والعمل ليلا إلى انخفاض الأداء أثناء الصباح، وانخفاض اتصال الدماغ وزيادة النعاس أثناء النهار، وهو ما يضاعف خطر حدوث مضاعفات صحية، مما يستدعي ضرورة تنظيم وقت العمل والنوم للرفع من مستوى الطاقة والإنتاجية وتقليل المخاطر الصحية.

الأشخاص الليليون

الأشخاص الليليون