ما هو مرض الفطر الأسود؟ 

مرض الفطر الأسود (Black Fungus) أو فطار الغشاء المخاطي (Mucormycosis) هو عدوى فطرية نادرة إلا أنها خطيرة وقد تكون مميتة بحيث يصل معدل وفيات المصابين بها حسب شدتها بين 46-96%

تحدث الإصابة بداء الفطر الأسود لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي نتيجة إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشرية أو السرطان أو داء السكري أو حصولهم على بعض أنواع الأدوية، وهي حالات صحية تقلل من قدرة الجسم على محاربة العدوى والأمراض والجراثيم، ويجعل الشخص عرضة للإصابة بالعدوى والالتهابات.

أسباب مرض الفطر الأسود

تحدث الإصابة بمرض الفطر الأسود نتيجة التعرض لعدوى فطرية تسببها الفطريات الدقيقة أو الفطريات المخاطية التي تعيش في النباتات والتربة والسماد الطبيعي والمواد العضوية المتحللة كالخضروات والفواكه، والأوراق وأكوام الخشب غير الصالح للاستعمال. وتتنشر عادة في الهواء ثم تنتقل إلى الممرات الأنفية للأشخاص الأصحاء. حيث تتسلل الجراثيم الفطرية إلى الدماغ والجيوب الأنفية والرئتين، مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى وانتشارها إلى أنسجة الجسم الأخرى.

ويمكن لاستنشاق الجراثيم الفطرية في الهواء أن يؤدي إلى إصابة الدماغ أو الرئتين أو الجيوب الأنفية أو من خلال ملامسة الجراثيم للجلد المعرض للحروق أو الجروح.

اقرأ أيضا: فطريات الفم: إليك الأسباب وخيارات العلاج المتاحة

أنواع مرض الفطر الأسود

تتعدد أنواع مرض الفطر الأسود بحسب العضو أو الأنسجة من الجسم التي يصيبها، كما تختلف أعراضه باختلاف النوع الذي يصيب الشخص، وتشمل هذه الأنواع:

1. داء الغشاء المخاطي الدماغي

ويُعرف بداء الغشاء المخاطي الأنفي الدماغي، ويصيب الدماغ بعد انتشار العدوى في الممرات الأنفية وانتقالها إلى دماغ الشخص، ويعتبر الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع هم مرضى السكري غير المتحكم فيه، ثم الأشخاص الذين خضعوا لعملية زرع الكلي.

2. داء الغشاء المخاطي الرئوي

يصيب هذا النوع من الفطر الأسود الرئتين، ويعتبر الأشخاص المصابون بالسرطان، أو الذين خضعوا لعملية زراعة الخلايا الجذعية أو عملية زراعة الأعضاء من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بهذا النوع.

3. داء الغشاء المخاطي المعدي المعوي

يصيب هذا النوع الجهاز الهضمي للصغار والأطفال الخدج والأطفال ذوي الوزن المنخفض الذين يبلغون أقل من شهر واحد، وتعتبر إصابة الأطفال به أكثر من البالغين، وتشمل عوامل خطر إصابة الأطفال به، خضوعهم للعلاج بالمضادات الحيوية، أو بالعلاج الجراحي أو العلاج بالأدوية التي تضعف وظيفة الجهاز المناعي في مقاومة العدوى.

4. داء الغشاء المخاطي الجلدي

تحدث الإصابة بالفطر الأسود على مستوى الجلد، نتيجة انتشار الفطريات والتصاقها بالجلد المصاب بالجروح أو الحروق أو الإصابات التي تسمح بدخول الفطريات إلى الجسم من خلال الشق الجلدي، ويمكن أن يصيب الأشخاص حتى لو لم يكونوا في معاناة مع ضعف في الجهاز المناعي.

5. داء الغشاء المخاطي المنتشر

يُعرف هذا النوع من الفطر الأسود بالمنتشر نتيجة انتشار العدوى في مجرى الدم، وهو ما يؤدي إلى إصابة أعضاء الجسم الأخرى كالدماغ والقلب والجلد.

أعراض الفطر الأسود 

تختلف أعراض الفطر الأسود أو أعراض داء الغشاء المخاطي بحسب اختلاف موضع نمو العدوى الفطرية، وتشمل أعراض كل نوع على حدة ما يلي:

1. داء الغشاء المخاطي الدماغي

يمكن أن يعاني الشخص المصاب بداء الغشاء المخاطي الدماغي الأنفي من: 

  • صداع الرأس.
  • الحمى والخمول.
  • احتقان الأنف أو احتقان الجيوب الأنفية.
  • تورم في جانب واحد من الوجه.
  • ظهور بقع سوداء على الأنف أو فوق الشفة العليا.
  • الشلل الجزئي وصعوبة في التكلم.

2. داء الغشاء المخاطي الرئوي

بالإضافة إلى الحمى، يعاني الشخص المصاب بداء الغشاء المخاطي الرئوي من أعراض على مستوى الجهاز التنفسي وتشمل السعال وآلام الصدر، وضيق التنفس ثم في حالات شديدة نفث الدم.

3. داء الغشاء المخاطي المعدي المعوي

يمكن أن تشمل أعراض المصابين بداء الغشاء المخاطي المعدي المعدي آلام وأوجاع في البطن، ثم المعاناة من الغثيان والاستفراغ، ثم النزيف على مستوى الجهاز الهضمي.

4. داء الغشاء المخاطي الجلدي

تظهر على المصابين بداء الغشاء المخاطي الجلدي أعراض جلدية تشبه البثور والقروح والتورم حول الجرح، إلى أن يتحول الموضع المصاب بالعدوى إلى اللون الأسود مع الإحساس المستمر بالألم أو الاحمرار المستمر حول الجرح.

5. داء الغشاء المخاطي المنتشر

يمكن أن تختلف أعراض الإصابة بداء الغشاء المخاطي المنتشر من شخص لآخر، نتيجة معاناة الأشخاص من أمراض أخرى ذات أعراض محددة. لذلك، من الصعب تحديد أعراض الإصابة بداء الغشاء المخاطي المنتشر.

تشخيص مرض الفطر الأسود

يجري الطبيب أو الأخصائي فحوصات بدنية للتعرف على الأعراض التي يعاني منها الشخص، ويمكن بعد ذلك تشخيص داء الفطر الأسود من خلال:

  • فحص الجهاز التنفسي

يمكن فحص الجهاز التنفسي من خلال إرسال عينة من السوائل من الجهاز التنفسي كالبلغم أو الإفرازات الأنفية للتأكد من احتمال الإصابة بداء الغشاء المخاطي في الرئتين أو على مستوى الجبوب الأنفية.

  • فحص خزعة من الأنسجة

يلُجأ إلى هذا الاختبار لتحليل عينة صغيرة من الأنسجة المصابة بداء الغشاء المخاطي للتأكد من احتمال الإصابة بالفطريات المسببة للعدوى.

  • الفحص بالتصوير

يمكن إجراء الاختبارات التصويرية للكشف عن احتمال الإصابة بالعدوى باعتماد الأشعة المقطعية لأجزاء وأنسجة الجسم المصابة كالجبوب الأنفية أو الرئيتين، ثم الكشف عن درجة الإصابة لتحديد العلاجات المناسبة.

علاج مرض الفطر الأسود

يتمثل علاج مرض الفطر الأسود في الحصول على الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الفم أو الوريد ثم العلاج الجراحي، ويتم وصف هذه العلاجات بناء على حالة الشخص ومواضع جسمه المصابة.

أولا: الأدوية المضادة للفطريات

يحصل المصاب بداء الغشاء المخاطي على الأدوية المضادة للفطريات، والتي تعطى عن طريق الوريد أو عن طريق الفم، وفي حالة عدم استجابة المريض للعلاج باستخدام الأدوية المضادة للفطريات فيُلجأ إلى العلاج الجراحي.

ثانيا: العلاج الجراحي 

يُلجأ عادة إلى العلاج الجراحي عند عدم فعالية الأدوية المضادة للفطريات. ويتم العلاج الجراحي من خلال قطع الأنسجة المصابة لمنع العدوى من الانتشار أكثر في الجسم.

وثبت أن ضعف الأوعية الدموية ونخر الأنسجة يقلل من اختراق العدوى الفطرية للأنسجة، لذلك يُنصح عادة باللجوء إلى العلاج الجراحي في أسرع وقت ممكن للتقليل من اختراق العدوى الفطرية للأنسجة. وقد ثبت أن معدل الوفاة كان أقل في صفوف المرضى الذين خضعوا للعلاج االجراحي مقابل الأشخاص الذين لم يخضعوا له.

ثالثا: التغييرات في نمط الحياة 

من بين التغييرات التي ينبغي إجراؤها في العادات اليومية بعد الإصابة بدار الغشاء المخاطي:

  • استخدام كمامة أو أقنعة الوجه عند زيارة الأماكن الغنية بالتربة الزراعية، أو مواقع البناء لتفادي استنشاق الجراثيم الفطرية المسببة للعدوى.
  • ارتداء قمصان بأكمام طويلة، وسراويل طويلة، وأحذية وقفازات البستنة عن الرغبة في استخدام السماد والتربة.
  • الحرص على النظافة، من خلال تغيير الملابس وغسل الملابس باستمرار.
  • التخلص من مصدر العدوى الفطرية.
  • المتابعة الطبية والمراقبة المستمرة لأعراض الإصابة بالمرض.
  • المتابعة الطبية لتلقي علاج داء السكري والحماض الكيتوني السكري المحفز لأعراض الإصابة بالعدوى.
  • تلقي علاج داء السكري غير المنضبط لتفادي الضرر الناتج عن أعراض الإصابة.
  • التقليل من الحصول على الأدوية الستيرويدية للتقليل من المعاناة من أعراض العدوى.

الوقاية من مرض الفطر الأسود

في ظل عدم وجود لقاح للوقاية من داء الفطر الأسود يمكن تقليل مخاطر الإصابة به خاصة في صفوف الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، من خلال:

  • تجنب التواجد بالأماكن التي يكثر فيها الغبار كأماكن البناء أو التنقيب.
  • استخدام قناع الوجه من نوع جهاز التنفس الصناعي N95 في حالة التواجد في الأماكن التي يكثر فيها الغبار.
  • تجنب التعامل من دون وقاية مع المتضررين من مياه الفياضانات الناتجة عن الكوارث الطبيعية.
  • ارتداء قفازات لتجنب ملامسة التربة أو الغبار أو السماد خلال ممارسة أنشطة البستنة.
  • ارتداء ملابس للوقاية في حالة الذهاب إلى الأماكن التي تتواجد فيها الأشجار بكثرة. 
  • تنظيف الجلد جيدا بعد التعرض للإصابات.
  • الحصول على أدوية مضادة للفطريات في حالة الخضوع لعملية زرع عضو أو خلايا جذعية.

أسئلة شائعة قد تهمك

ما هي مدة حضانة الفطر الأسود؟

يمكن أن تختلف مدة حضانة أو بقاء الفطر الأسود في جسم الشخص المصاب حسب النوع الذي أصابه وحسب تطور حالته الصحية، وقد أشارت دراسة تم الكشف فيها عن عدد الأيام التي استغرقها المرضى للتعافي من المرض بعض خضوعهم للعلاج بالأدوية المضادة للفطريات عن طريق الوريد وعن طريق الفم، حيث استغرق بعض المرضى مدة 102 يوما بعد إصابتهم بداء الغشاء المخاطي الأولي، في حين استغرق المرضى الذين لم يتحملوا العلاج بالأدوية المضادة للفطريات مدة 85 يوما، في حين بلغت مدة علاج المرضى الذين يعانون من داء الغشاء المخاطي المقاوم للعلاج 33 يوما.

هل الفطر الأسود يظهر على اللسان؟

كشفت إحدى الدراسات أن الفطر الأسود يمكن أن يظهر على اللسان، وتحديدا لدى مرضى السكري، باعتباره من أعراض عدوى الفطريات المخاطية الخطيرة والنادرة التي تصيب عادة المرضى الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، إلى جانب الأعراض الشائعة كالألم وتوم الوجه والحمى والصداع وظهور الآفات السوداء حول الفم.