الدوار عند الوقوف بسرعة أو ما يطلق عليه علميا انخفاض ضغط الدم الانتصابي hypotension، ويسمى أيضًا انخفاض ضغط الدم الوضعي postural hypotension، وهو انخفاض مفاجئ في ضغط الدم يحدث عندما تقف بسرعة.

كيف يحدث انخفاض ضغط  الدم الانتصابي أو الشعور بالدوار عند الوقوف؟

عندما تقف، تسحب الجاذبية الدم إلى ساقيك ويبدأ ضغط الدم في الانخفاض، لتقوم ردود أفعال معينة في جسمك بالتعويض عن هذا التغيير، حيث ينبض قلبك بشكل أسرع لضخ المزيد من الدم، وتنقبض الأوعية الدموية لمنع تجمع الدم في ساقيك.

في بعض الأحيان، قد يستغرق الأمر عدة دقائق لإعادة ضغط الدم إلى طبيعته، وقد تشعر بالدوار، أو الارتباك، أو الغثيان، أو رؤية ضبابية، إلى أن يتكيف جسمك.

كما يمكن لبعض الأدوية أن تؤثر على ردود الفعل الطبيعية، وتؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانتصابي. قد تبدأ ردود الفعل هذه أيضًا مع التقدم في العمر. لهذا السبب، يكون انخفاض ضغط الدم الانتصابي أكثر شيوعًا عند كبار السن.

حسب دراسة لمراجعة بحثية أجريت عام 2021، يتأثر حوالي 28% من عامة السكان من كبار السن بانخفاض ضغط الدم الانتصابي.

غالبًا ما تكون الحالة خفيفة، وتستمر لبضع دقائق فقط بعد الوقوف، ولكن الحالات الأكثر شدة يمكن أن تسبب الإغماء أو فقدان الوعي.

أسباب انخفاض ضغط الدم الانتصابي:

1. الجفاف

عندما تصاب بالجفاف، ينخفض ​​حجم دمك، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وزيادة احتمالية الشعور بالدوخة أو الدوار عند الوقوف.

يمكنك منع الجفاف من خلال معرفة كمية الماء التي يجب شربها كل يوم والتأكد من أنك تحصل على هذا القدر.

إذا كنت تفقد السوائل الزائدة من خلال العرق أو بسبب مرض، فتأكد من تناول شيء يعوض المياه المفقودة والإلكتروليتات، مثل مشروب رياضي. هذا مفيد لأن عدم توازن الكهارل (electrolytes) يمكن أن يؤثر على مدى احتفاظ جسمك بالسوائل التي تشربها.

2. الجلوس أو الاستلقاء لفترة طويلة من الزمن:

يمكن أن يؤثر وضع جسمك على ضغط الدم، مع حدوث تغييرات طفيفة أثناء انتقالك من الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف. والسبب في ذلك هو تجمع الدم مؤقتًا في الجزء السفلي من الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض طفيف في ضغط الدم.

3. ارتفاع درجة الحرارة:

يمكن أن يؤدي التعرض للحرارة إلى التعرق المفرط، وإذا كنت لا تعوض العرق المفقود، فقد يؤدي ذلك إلى الجفاف. يضعف الجفاف قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته ويقلل من حجم الدم، مما قد يخفض ضغط الدم، وهو ما يجعل الدوخة أو الدوار عند الوقوف أكثر احتمالا.

4. الكحول:

 يمكن أن يؤدي شرب الكحول، على المدى القصير، إلى انخفاض ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بهبوط ضغط الدم الانتصابي، وذلك لأنه يضيق الأوعية الدموية و يبطئ تدفق الدم.

5. الحمل:

في الأسابيع الـ 24 الأولى من الحمل، قد تواجهين انخفاضًا في ضغط الدم لأن جسمك يُجري تغييرات الدورة الدموية اللازمة لدعمك أنت وطفلك. يمكن أن يتسبب هذا في الشعور بأعراض انخفاض ضغط الدم الانتصابي بسهولة أكبر.

6. الأدوية التي تتناولها:

يمكن أن تسبب بعض الأدوية انخفاض الشعور بالدوار عند الوقوف بسرعة، بما في ذلك تلك المستخدمة لعلاج:

  • ضغط دم مرتفع.
  • ألم صدر.
  • الاكتئاب.
  • الضعف الجنسي لدى الرجال.

8. ظروف صحية معينة:

تشمل الحالات الصحية التي يمكن أن تسبب انخفاض ضغط الدم الانتصابي ما يلي:

  • مشاكل القلب.
  • مشاكل الغدد الصماء.
  • المشاكل العصبية.

هذا لا يعني أن انخفاض ضغط الدم الانتصابي هو دائمًا علامة على وجود حالة صحية أساسية.

ما يمكنك فعله لتجنب الدوار عند الوقوف:

من أجل الحفاظ على توازنك بعد الجلوس لفترة طويلة، احرص على: 

  • الوقوف ببطء. 
  • تجنب عقد ساقيك عند الجلوس لفترة طويلة. 
  • لا تقف مكتوف الأيدي في مكان واحد. 
  • حرك قدميك وساقيك للمساعدة في الحفاظ على تدفق الدم.

اتصل بطبيبك إذا كان الدوار بعد الوقوف يحدث معك بانتظام أو في كثير من الأحيان، أو إذا كان يجعلك تشعر بالإغماء. 

بعض الناس قد لا يشعرون بالدوار على الفور، حيث يستغرق الأمر أكثر من 3 دقائق بعد الوقوف. يعتبر انخفاض ضغط الدم الانتصابي المتأخر هذا شكلًا أكثر اعتدالًا، لكن دراسة حديثة تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون منه قد تظهر عليهم أعراض أكثر بمرور الوقت.

سيعمل طبيبك معك لمعرفة سبب الدوخة لديك وعلاج أي حالات كامنة. وقد يقوم بتعديل الأدوية الخاصة بك لتقليل الأعراض أو التوصية بتغييرات في عادات الأكل الخاصة بك.