وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يصاب البالغون مرتين أو ثلاث نزلات برد في السنة، ويمكن أن تسبب العديد من الفيروسات نزلات البرد، وتعتبر فيروسات الأنف هي السبب الأكثر شيوعا وهي المسؤولة عن أكثر من نصف جميع نزلات البرد والأمراض الشبيهة بالبرد. 

فيروسات الأنف ونزلات البرد

حسب دراسة نشرت في المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI)، تتكاثر فيروسات الأنف بكثرة في درجات حرارة أقل من 37 درجة مئوية، وهو متوسط ​​درجة حرارة الجسم، حيث تبلغ درجة الحرارة داخل تجويف الأنف حوالي 33 درجة مئوية، مما قد يجعلها أرضا خصبة لتكاثر فيروسات الأنف. 

وللتأكد من ذلك، أجريت دراسة لمعرفة دور درجة الحرارة في الإصابة بنزلات البرد، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن خطر الإصابة بفيروسات الأنف ارتبط بانخفاض في درجة الحرارة والرطوبة خلال الأيام الثلاثة السابقة للعدوى.

تشير هذه الأبحاث إلى أن هذه الفيروسات قد تعيش وتتكاثر بشكل أكثر فعالية في درجات الحرارة الباردة، مما يسهل عليها الانتشار وإصابة المزيد من الناس بالعدوى، كما قد يقلل الطقس البارد أيضًا من الاستجابة المناعية ويجعل من الصعب على الجسم محاربة الجراثيم.

فكيف يؤثر البرد على جهاز المناعة؟

يمكن أن يؤثر التعرض للطقس البارد يمكن أن يؤثر سلبًا على الاستجابة المناعية للشخص، مما يجعل من الصعب على الجسم مقاومة العدوى، وتشمل الأسباب المؤثرة على الاستجابة المناعية:

  • انخفاض مستويات فيتامين (د): خلال فصل الشتاء، تقل مستويات الحصول على فيتامين (د)  نتيجة قلة التعرض لأشعة الشمس، لما له من دور في الحفاظ على جهاز المناعة. 
  • قضاء الوقت أكثر في الأماكن المغلقة: يمكن أن يسبب قضاء المزيد من الوقت في مكان مغلق خلال أشهر الشتاء انتشار الفيروسات أكثر، خاصة عند قرب الناس من بعضهم البعض.
  • تضيق الأوعية الدموية: يتسبب استنشاق الهواء البارد والجاف في تضييق الأوعية الدموية في الجهاز التنفسي العلوي للحفاظ على الحرارة. قد يمنع هذا خلايا الدم البيضاء من الوصول إلى الغشاء المخاطي، مما يجعل من الصعب على الجسم محاربة الجراثيم بعد تكاثرها.
  • قلة ممارسة التمارين الرياضية: يميل الناس إلى أن يكونوا أقل نشاطا في الطقس البارد، في حين أن للتمارين الرياضية دورا مهما في:
  • تحسين الدورة الدموية، مما يسمح لخلايا الدم البيضاء باكتشاف العدوى ومكافحتها بشكل أسرع.
  • زيادة درجة حرارة الجسم أثناء وبعد التمرين مباشرة مما يساعد على منع نمو البكتيريا.
  • التخلص من البكتيريا من الرئتين والمسالك الهوائية، مما يقلل من احتمال الإصابة بالمرض.

كيف يمكن الحماية من الزكام إذن؟ 

خلال موسم البرد والإنفلونزا من المهم الحماية من الجراثيم المسببة للمرض، وذلك من خلال: 

  • غسل اليدين كثيرا أو استخدام معقم يدين يحتوي على الكحول.
  • تجنب لمس الوجه قدر الإمكان، لأن هذه هي الطريقة التي تدخل بها معظم جراثيم الجهاز التنفسي إلى الجسم.
  • الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي. 
  • الاعتناء بالجسم عن طريق تناول الأطعمة المغذية، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كاف من النوم ليلا.
  • تناول مكملات فيتامين (د) أو تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين د، مثل الأسماك الدهنية والبيض.

تكون احتمالات الإصابة بنزلات البرد أو الأنفلونزا أعلى في فصلي الخريف والشتاء، لكن الطقس ليس مسؤولا بشكل مباشر عن الإصابة بالعدوى، وإنما الفيروسات المسببة لنزلات البرد التي تنتشر بسهولة أكبر في درجات الحرارة المنخفضة، بالإضافة إلى التعرض للهواء البارد والجاف المسبب لعوامل نقص المناعة في الجسم.