يشير حنف القدم إلى حالة تظهر فيها قدمي الرضيع مستديرة إلى الداخل عند الكاحل، حيث يتقابل أسفل القدمين مع بعضهما البعض! وفي 50% من الحالات تتأثر كلا القدمين. ويحدث لأن وتر العرقوب (الوتر الكبير في مؤخرة الكاحل) يكون قصيرا للغاية، وهي حالة غير مؤلمة للأطفال، لكنها قد تصبح مؤلمة فيما بعد وتجعل المشي صعبًا إذا لم يتم علاجها.

وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، يولد 1 من كل 1000 طفل رضيع مصابًا بحنف القدم clubfoot. وحسب مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي، من المرجَّح أن يلاحظ الطبيب حنف القدم بعد وقت قصير من ولادة الطفل، بناءً على شكلها. 

أعراض حنف القدم:

إذا تُرك الطفل دون علاج، فقد يبدو وكأنه يمشي على كاحله أو جانبي قدمه! فيما يلي ما قد يبدو عليه المرض:

  • يكون طرف القدم الأمامي ملتويًا إلى الأسفل وإلى الداخل، مما يَزيد من تقوُّس والتفاف كعب القدم إلى الداخل.
  • تلتف القدم بدرجة حادة تبدو معها كما لو أنها مقلوبةٌ رأسًا على عقب.
  • تكون الساق أو القدم المصابة أقصر قليلًا.
  • تكون عضلات الساق في الساق المصابة بالحنف ناقصة النمو.
  • ألم مزمن وتيبس في مفصل (مفاصل) الكاحل.
  • نطاق محدود للحركة أو نطاق حركة غير طبيعي في مفصل الكاحل.
  • صعوبة المشي.

عوامل خطر الإصابة به:

تشمل عوامل خطر الإصابة به ما يلي:

  • الجنس: تزيد احتمالية ولادة الذكور مع حنف القدم بمقدار الضعف عن الإناث.
  • الوراثة: إذا ولد أحد الوالدين مع حنف القدم، فإن أطفالهم لديهم فرصة أكبر في إنجاب طفل بنفس الحالة، ويكون الخطر أعلى إذا كان كلا الوالدين مصابًا بهذه الحالة.

قام باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في الولايات المتحدة بإرجاع هذه الحالة إلى طفرة في جين حاسم للتطور المبكر للأطراف السفلية يسمى PITX1.

أسباب حنف القدم:

يعتبر حنف القدم مجهول السبب، مما يعني أن السبب غير معروف! لكن، يُعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا رئيسيًا في ذلك، حيث ارتبطت بعض التغييرات الجينية المحددة بهذه الحالة. فيما يلي بعض الأسباب المحتملة:

1. لا ينتج حنف القدم عن وضع الجنين في الرحم.

2. في بعض الأحيان قد يكون مرتبطًا بخلل في الهيكل العظمي، مثل: 

  • السنسنة المشقوقة cystica،.
  • حالة الورك التنموية المعروفة باسم خلل التنسج الوركي.
  • خلل التنسج التنموي للورك (DHH).

3. قد يكون بسبب اضطراب في المسار العصبي العضلي، ربما في الدماغ أو النخاع الشوكي أو العصب أو العضلات.

4. قد تلعب العوامل البيئية دورًا: وجدت الأبحاث وجود صلة بين حدوث حنف القدم وسن الأم، وكذلك ما إذا كانت الأم تدخن السجائر، وما إذا كانت مصابة بداء السكري.

تشخيص حنف القدم:

تظهر حالة حنف القدم على الفور عند الولادة. ويمكن أيضًا اكتشافها قبل الولادة عن طريق الفحص الروتيني بالموجات فوق الصوتية الذي يتم إجراؤه بين 18 و 21 أسبوعًا، خاصةً إذا تأثرت كلا القدمين، لكن لا يمكن العلاج إلا بعد ولادة الطفل.

سواء تم اكتشاف الحالة أثناء الحمل أو بعد الولادة، سيوصي الأطباء بإجراء المزيد من الفحوصات للتحقق من وجود مشاكل صحية أخرى، مثل السنسنة المشقوقة والحثل العضلي.

كما قد تساعد الأشعة السينية في ملاحظة التشوه بشكل أفضل.

اقرأ أيضا: تشوهات جنينية والسبب تناول هذا الطبق المغربي أثناء الحمل!

طرق العلاج:

لن تتحسن حنف القدم بدون علاج! يؤدي ترك القدم دون علاج إلى زيادة خطر حدوث مضاعفات أخرى لاحقًا.

يحدث العلاج خلال الأسابيع التالية للولادة، والهدف هو جعل القدم وظيفية وخالية من الألم.

  • طريقة بونسيتي Ponseti:

الطريقة الأساسية للعلاج هي طريقة بونسيتي، حيث يعالج الأخصائيين قدم الطفل بأيديهم، من خلال تصحيح الانحناء في القدم، ثم وضع الجبس من أصابع القدم إلى الفخذ لتثبيت القدم في مكانها.

عادة ما تكون هناك جلسة واحدة في الأسبوع، يتم هذا التصحيح بلطف شديد حيث لا يشعر المريض بأي ألم. في كل جلسة، يتم تغيير قالب الجبس، وفي كل مرة يتم تصحيح القدم أكثر قليلاً. يمكن أن تتم العملية برمتها من 4 إلى 10 مرات، باستخدام 4 إلى 10 قوالب جديدة.

قد تتبع طريقة بونسيتي العلاجية عملية جراحية بسيطة، إذا لزم الأمر، من أجل تحرير وتر العرقوب. بعد تصحيح القدم، يحتاج المريض إلى ارتداء أحذية خاصة متصلة بدعامة لتثبيت القدم أو القدمين في أفضل وضع، وذلك من أجل منع الانتكاس. يتم ارتداء الأحذية لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر 23 ساعة في اليوم. بعد ذلك، يتم ارتداؤها فقط في الليل وأثناء قيلولة النهار، وذلك إلى حدود سن الرابعة تقريبًا.

لكي تكون طريقة بونستي فعالة، يجب القيام بها في وقت مبكر جدًا، ويجب على الآباء التأكد من ارتداء الأحذية وفقًا للتعليمات. إذا لم يتم اتباع التعليمات بدقة، فقد تعود القدم إلى وضعها الأصلي، ويجب أن يبدأ العلاج من جديد. خلال ارتداء الرضيع للجبيرة، يجب على الوالدين مراقبة التغيرات في لون الجلد أو درجة الحرارة، لأن هذا قد يعني أن الجبيرة ضيقة جدًا.

  • الطريقة الفرنسية:

تتكون الطريقة الفرنسية الوظيفية من الشد اليومي والتمارين والتدليك وتثبيت القدم بشريط غير مرن. الهدف هو تحريك القدم ببطء إلى الموضع الصحيح.

خلال الأشهر الثلاثة الأولى، يتم إجراء جلسات العلاج هذه بشكل أساسي بواسطة معالج فيزيائي. ثم يتلقى الآباء تدريبًا خلال هذا الوقت، حتى يتمكنوا من إجراء بعض العلاجات في المنزل. يستمر لصق الجبيرة والشريط اللاصق حتى يبلغ الطفل سنتين من العمر. وإذا كانت حنف القدم هي المشكلة الوحيدة التي يعاني منها الرضيع، فعادة ما يكون العلاج ناجحًا تمامًا.

  • الجراحة:

يمكن استخدام الجراحة إذا لم تنجح الطرق الأخرى! وتهدف الجراحة إلى ضبط الأوتار والأربطة والمفاصل في القدم والكاحل، على سبيل المثال، عن طريق تحرير وتر العرقوب أو عن طريق تحريك الوتر الذي يمتد من مقدمة الكاحل إلى داخل القدم.

تُطلق الجراحة الأكثر توغلاً تراكيب الأنسجة الرخوة في القدم. ثم يقوم الجراح بتثبيت القدم باستخدام دبابيس وجبيرة. قد تؤدي الجراحة إلى التصحيح المفرط والتصلب والألم. كما تم ربطه أيضًا مع التهاب المفاصل في وقت لاحق من الحياة.

قد يشعر آباء الأطفال الذين يعانون من حنف القدم بالقلق، لكن مع العلاج المناسب، سيتمكن الطفل في الوقت المناسب من استخدام قدمه دون صعوبة كبيرة.