ما هو الضوء الأزرق؟
الضوء الأزرق جزء من الطيف المرئي ذو طول موجي قصير (حوالي 400–500 نانومتر) وطاقة عالية. تعد الشمس المصدر الطبيعي الرئيسي لهذا الضوء (حيث يشكل الضوء الأزرق نحو 24–30% من ضوء النهار)، بينما تشتمل المصادر الاصطناعية الحديثة مصابيح LED والشاشات الإلكترونية، كمية الضوء الناتجة عنها أقل بكثير مقارنة بضوء الشمس.
تأثير الضوء الأزرق على العين والصحة العامة
العلاقة بين الضوء الأزرق و إجهاد العين الرقمي
تشير الدراسات إلى أن إجهاد العين الناتج عن استخدام الشاشات لا يعود أساسًا للضوء الأزرق، بل لقلة الرمش والتركيز المستمر على مسافات قريبة. إذ ينخفض معدل الرمش من نحو 18 رمشة في الدقيقة إلى 4 رمشات فقط أثناء العمل الطويل أمام الشاشات، مما يسبب الجفاف والاحمرار.
كما لم تجد الأبحاث دليلًا قويًا على أن النظارات المصفّية للضوء الأزرق تخفف أعراض الإجهاد البصري. فتطبيق قاعدة “20-20-20”: كل 20 دقيقة من العمل أمام الشاشة، انظر إلى نقطة تبعد 20 قدمًا (6 أمتار) لمدة 20 ثانية، بالإضافة إلى تحسين الإضاءة والوضعية، أكثر فعالية في التعامل مع الإجهاد.
تأثيره على جودة النوم وإفراز الميلاتونين
يلعب الضوء الأزرق دورًا مهمًا في ضبط الساعة الحيوية للجسم. فالتعرض له، خصوصًا ضمن أطوال الموجة 450–500 نانومتر، يقلل من إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن النعاس. خلال النهار يكون هذا التأثير مفيدًا لزيادة اليقظة. لكن التعرض له ليلاً قد يؤخر النوم ويخفض جودته. وقد أثبتت تجارب سريرية أن ارتداء نظارات حجب الأزرق في المساء يساعد على النوم عبر زيادة الميلاتونين.
هل يؤثر على الشبكية على المدى الطويل؟
في دراسة أُجريت على الحيوانات، تبيّن أن التعرض لجرعات عالية جدًا من الضوء الأزرق عالي الطاقة (380–450 نانومتر) قد يسبب ضررًا لخلايا الشبكية. لكن حتى الآن، لا توجد أدلة علمية تؤكد أن هذا الخطر ينطبق على شبكية الإنسان، خاصة في ظروف الاستخدام اليومي للشاشات أو الإضاءات المنزلية. إضافة إلى ذلك، فإن شدة إضاءة الأجهزة الإلكترونية أقل بحوالي 100 مرة من مستويات الإضاءة العالية التي سببت الضرر في تلك التجارب، مما يجعل استخدامها اليومي أكثر أمانًا.
كيف تعمل نظارات الحماية من الضوء الأزرق؟
تعتمد هذه النظارات على عدسات مزوّدة بطبقة أو صبغة تمتص أو تعكس جزءًا من الأطوال الموجية الزرقاء (440–500 نانومتر). وبهذا يمر الضوء الطبيعي بينما تُحجب كمية من الأزرق عالي الطاقة، مما يساعد خصوصًا ليلًا، على تعزيز إفراز الميلاتونين.
أنواع العدسات وتقنية الفلترة
العدسات الشفافة
تبدو كالنظارات العادية، وتمنع نحو 10–25% من الضوء الأزرق. تأثيرها على الألوان محدود، وهي مناسبة للاستخدام اليومي لكنها أقل فعالية في حجب الأزرق.
العدسات الصفراء (الكهرمانية)
تحتوي على صبغة كثيفة تمتص نسبة عالية من الضوء الأزرق قد تصل إلى 80–90%. وهي الأكثر فاعلية في تقليل الأزرق ليلًا، لكنها تغيّر الألوان نحو الدفء وقد لا تكون مناسبة طوال اليوم.
فوائد استخدام نظارات الحماية من الضوء الأزرق
-
تقليل إجهاد العين
رغم التسويق الواسع لها، إلا أن الأدلة العلمية تشير إلى أن تأثيرها محدود في تخفيف الإجهاد البصري، لأن المشكلة الأساسية ليست الضوء الأزرق، بل طول استخدام الشاشات وقلة الرمش.
-
تحسين النوم
هذه هي الفائدة الأقوى علميًا. فارتداء هذه النظارات في المساء يقلل الضوء الأزرق الذي يثبط الميلاتونين، مما يساعد على النوم بشكل أسرع ويزيد جودة النوم، خاصة لدى من يعانون من اضطرابات النوم.
-
تقليل الصداع المرتبط بالشاشات
لا توجد أدلة قاطعة على دورها في علاج الصداع، لكن بعض الأشخاص قد يشعرون براحة خفيفة عند تقليل التعرض للضوء القوي.
هل فعلاً نظارات الضوء الأزرق فعالة علميًا؟
آراء الأطباء والدراسات الحديثة
نظارات حجب الضوء الأزرق غير ضرورية في الاستخدام اليومي، خاصة عندما تكون الإضاءة معتدلة ومناسبة. لكن ان كنت ممن يتعرض للضوء الأزرق ليلا باستمرار، قد تكون مفيدة لك، خاصة إن كنت تعاني من الأرق وصعوبة في النوم.
متى تُنصح باستخدامها؟
- عند وجود أرق أو اضطرابات واضحة في النوم
- أثناء العمل الليلي
- لدى الأشخاص شديدي الحساسية للضوء
- في حالات السفر وتغير المناطق الزمنية
متى لا تكون ضرورية؟
- عند استخدام الشاشات نهارًا فقط دون مشاكل في النوم
- عند التعرض الطبيعي للضوء الخارجي
- في الحالات التي يمكن علاجها بالراحة وتنظيم الإضاءة
نصائح لحماية العين دون نظارات
- تطبيق قاعدة 20-20-20 بانتظام:
كل 20 دقيقة من العمل أمام الشاشة، انظر إلى نقطة تبعد 20 قدمًا (6 أمتار) لمدة 20 ثانية.
- الجلوس على مسافة 60–65 سم من الشاشة وتعديل الإضاءة
- ترطيب العين وتجنب العدسات اللاصقة لساعات طويلة
- تقليل استخدام الشاشات قبل النوم
- استخدام وضعيات تصفية الضوء الأزرق في الهاتف والكمبيوتر
أسئلة شائعة قد تهمك
هل يمكن استخدامها ليلًا فقط؟
نعم، بل إن فائدتها الأكبر تظهر عند ارتدائها ليلًا لتقليل تثبيط الميلاتونين وتحسين النوم. أما نهارًا، فالضوء الأزرق ضروري لتنظيم اليقظة.
ما الفرق بين نظارات الحماية العادية ونظارات الضوء الأزرق؟
نظارات الحماية العادية (مثل النظارات الشمسية) تحجب عادة الأشعة فوق البنفسجية (UV) وغيرها من الأشعة الضارة، لكنها ليست مصممة خصيصاً لحجب الطيف الأزرق المرئي. أما نظارات الضوء الأزرق فلها طبقات خاصة تمتص أو تعكس الأطوال الزرقاء (400–500 نانومتر) فقط.
الضوء الأزرق عنصر طبيعي يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية خلال النهار، لكن التعرض المفرط له ليلًا قد يؤثر في جودة النوم. يمكن أن تفيد النظارات المفلترة للضوء الأزرق الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في النوم، لكنها ليست حلًا لإجهاد العين، ولا يحتاج معظم الناس لاستخدامها خلال النهار. وفي النهاية، تبقى حماية العين مرتبطة أساسًا بعادات الاستخدام الصحيّة للشاشات، وتنظيم الإضاءة، وأخذ فترات راحة منتظمة، خطوات بسيطة لكنها الأكثر فعالية على المدى الطويل.