ما هو تصلب الشرايين؟ 

يحدث تصلب الشرايين (Arteriosclerosis) بسبب تراكم البلاك (مادة لزجة تتكون من الدهون والكوليسترول والكالسيوم ومواد أخرى موجودة في الدم) داخل الشرايين، مما يحد من تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى الجسم، ويسبب مشاكل في الدورة الدموية، ويزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم التي يمكن أن تمنع تدفق الدم إلى الدماغ أو القلب.

أسباب تصلب الشرايين

يبدأ تصلب الشرايين بسبب تراكم اللويحات في الشرايين مما يتسبب في صعوبة تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى أعضاء الجسم الحيوية.

وعلى الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق وراء الإصابة بتصلب الشراييِن، إلا أنه يعتبر مرضا بطيئا ومعقدا، يبدأ في مرحلة الطفولة ويتطور بشكل أسرع مع التقدم في العمر. ويمكن الإصابة بتصلب الشرايين بسبب العوامل التالية:

1. ارتفاع ضغط الدم  

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إتلاف جدران الشراييِن، مما يسمح بتراكم البلاك داخلها.

2. السمنة   

تَرفع السمنة من ضغط الدم ومستوى السكر في الدم، كما تزيد من مستويات الكولسترول مما يؤدي إلى انسداد الشرايين أو تصلبها.

3. متلازمة الأيض 

يؤدي ارتفاع مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم إلى خطر الإصابة بتصلب الشراييِن.

4. قلة النشاط البدني

يساعد النشاط الرياضي في خفض مستويات الكوليسترول وضغط الدم، والمساعدة على إنقاص الوزن وتقليل مقاومة الأنسولين.

5. داء السكري أو مقاومة الأنسولين 

يعد مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين، حيث يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع نسبة الأحماض الدهنية أيضاً إلى زيادة الترسبات داخل جدران الأوعية الدموية.

6. الوراثة 

تلعب الاضطرابات الوراثة دوراً مهماً في تطور تصلب الشرايين، فإذا كان أحد أفراد عائلتك مصابون بتصلب الشراييِن تزيد احتمالية إصابتك بالمرض كذلك .       

7. السن

مع التقدم في السن يعمل القلب والأوعية الدموية على بدل جهد أكبر لضخ الدم وتلقيه، مما قد يجعل الشرايين أقل مرونة وأكثر قابلية وعرضة لتراكم الترسبات. 

8. الالتهابات 

قد تؤدي الإصابة بالبكتيريا أو الفيروسات إلى التهاب البطانة الداخلية للشراييِن وتهيج الأوعية الدموية، مما يتسبب في تصلب الشرايين.

9. التدخين 

يزيد استهلاك منتجات التبغ أو استنشاقها بشكل متكرر إلى الإصابة بالمرض، إذ يعمل النيكوتين الموجود في دخان السجائر على تقليل نسبة الأكسجين في القلب، وإلحاق الضرر بخلايا جدران الشرايين التاجية (‏شراييِن الدورة الدموية التاجية التي تنقل الدم إلى عضلة القلب، وتتكون من الشريان التاجي الأيسر والشريان التاجي الأيمن) والأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى تصلب الشرايين وحدوث أمراض القلب.

أعراض تصلب الشرايين

لا تظهر أعراض تصلب الشرايين حتى يضيق الشريان أو ينسد على نحو لا يستطيع معه إمداد الأعضاء والأنسجة بالدم الكافي، وتشمل الأعراض الشائعة المرتبطة بالتصلب المتوسط إلى  الحاد ما يلي: 

  • ضيق التنفس. 
  • ألم الصدر.
  • ألم في الذراع أو الكتف.
  • صداع. 
  • سعال. 
  • ألم الساق. 
  • مشاكل في الرؤية. 
  • صعوبة في الكلام. 
  • ارتفاع ضغط الدم. 

أنواع تصلب الشرايين

تتعدد أنواع تصلب الشرايين بما فيها:

1. تصلب الشرايين غير الورمي 

يسبب تصلب الشرايين غير الورمي سماكة داخلية وتعطيل للصفائح المرنة، وضمور طبقة العضلات الملساء (الوسائط)، مما يؤدي إلى اتساع تجويف الشريان المصاب.

عادة ما يكون تصلب الشراييِن غير الورمي بدون أعراض حتى تتطور مضاعفاته، وقد يتم تشخيصه عن طريق إجراء اختبارات التصوير.

2. تصلب الشرايين المفرط التنسج

يحدث تصلب الشرايين المفرط التنسج (Hyperplastic arteriolosclerosis) نتيجة اعتلال الشريان المرتبط بعمليات تقويم الشراييِن أو عمليات زراعة الأعضاء وخاصة زراعة الكلى.

3. تصلب الشرايين الهيالين

عادةً ما يحدث هذا النوع من التصلب بفعل التقدم بالعمر أو نتيجة مضاعفات مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

4. تصلب الشرايين مونكبيرج 

هو شكل من أشكال تصلب الشرايين يحدث بسبب وجود رواسب الكالسيوم في الطبقة الوسطى العضلية من جدران الشراييِن.

اقرأ أيضا: ما هي أعراض ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال؟ وما هي طرق علاجه؟

تشخيص تصلب الشرايين

يتم تشخيص تصلب الشرايين عن طريق الفحص البدني الذي يتم من خلال نتائجه اعتماد الفحوصات الآتية:

  • فحوصات الدم 

يتم إجراء فحوصات الدم للتحقق من مستويات السكر والكوليسترول في الدم، يمكن أيضاً إجراء تحليل البروتين المتفاعل C للتحقق من وجود البروتين المرتبط بالتهاب الشرايين.

  • مخطط صدى القلب 

يعمل هذا الفحص على استخدام الموجات الصوتية لإظهار تدفق الدم عبر القلب. 

  • مؤشر الضغط الكاحلي العضدي

يجرى هذا الاختبار للتحقق من وجود تصلب في شرايين الساقين والقدمين، وقد يكون الاختلاف بين قياسات الكاحل والذراع نتيجة الإصابة بمرض الأوعية الدموية الطرفية، والذي ينتج عادة عن تصلب الشراييِن.

  • مخطط كهربية القلب (EKG)  

يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي للقلب عن طريق إلصاق مستشعرات كهربائية على الصدر أو الذراعين أو الساقين، وتتصل هذه المستشعرات عبر أسلاك بجهاز يعرض نتائج الفحص على شاشة أو يطبعها، ويمكن أن يساعد تخطيط كهربية القلب على تحديد ما إذا كان تدفق الدم إلى القلب ضعيفاً أم لا.

  • الاختبارات التصويرية الأخرى

يمكن استخدم تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني القلبي (PET) لدراسة حالة الشراييِن، حيث تظهر هذه الاختبارات وجود تضيق في الشراييِن أو الإصابة بتمدد الأوعية الدموية.

  • اختبار مؤشر الكاحل (ABI)

يقارن هذا الاختبار ضغط الدم في الكاحل والذراع باستخدام أداة ضغط الدم وجهاز الموجات فوق الصوتية.

  • مسح الكالسيوم التاجي

هو فحص بالأشعة المقطعية للقلب يعمل على قياس كمية الكالسيوم في جدران الشراييِن التاجية، في حالة وجود تراكم الكالسيوم، أو التكلسات، فهذا يدل على الإصابة بتصَلب الشراييِن وأمراض القلب التاجية.

علاج تصلب الشرايين

يهدف علاج تصلب الشراييِن على إبطاء تطور المرض ومنع حدوث جلطات الدم وتخفيف الأعراض وتشمل طرق العلاج ما يلي:

1. علاج تصلب الشرايين بالأدوية

يرتكز هذا النوع من العلاج على اعتماد أدوية خافضة للكوليسترول وغيرها من الأدوية التي تبطيء تكون الترسبات الدهنية في الشراييِن، وغالباً ما توصف الأدوية الخافضة للكوليسترول لتحسين صحة الشراييِن والوقاية من تَصلب الشراييِن، كما يتم الاعتماد على أدوية التحكم في ضغط الدم.

2. علاج تصلب الشرايين بالجراحة 

 تستدعي بعض حالات تصَلب الشراييِن التدخل الجراحي باستئصال بطانة الشريان للحالات التي تستدعي إزالة اللويحات من جدران الشريان الضيق، ويسمى هذا الإجراء عند تنفيذه في شراييِن الرقبة (الشراييِن السباتية) باستئصال بطانة الشريان السباتي.

يتم كذلك إجراء جراحة الشريان التاجي، بأخذ دم سليم من جزء آخر من الجسم لإنشاء مسار جديد للدم في القلب، لتمكين الدم من الانتقال حول الشريان التاجي الضيق. 

هل يمكن علاج تصلب الشرايين نهائيا؟

لا يمكن علاج تصلب الشراييِن بصفة نهائية، لكن قد تساعد بعض الطرق العلاجية في السيطرة على الحالة الصحية للمريض، بإبطاء أو إيقاف تقدم تصلب الشراييِن، والتقليل من حدة أعراضه ومضاعفاته.

طرق الوقاية من تصلب الشرايين

يمكن الوقاية من المرض عن طريق اتباع نظام غذائي صحي منخفض الدهون والصوديوم (الملح) والسكر، مع الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين، وإجراء الفحوصات للتحقق من مستويات الكوليسترول وسكر الدم. 

اقرأ أيضاً: التليُّف الرئوي.. هل من علاج؟

متى تزور الطبيب؟

يجب التوجه إلى الطبيب فور ظهور أي علامات تدل على وجود تصلب الشراييِن أو نوبة قلبية أو سكتة دماغية.