ما هو تليف الرئة؟

يعتبر تليف الرئة أو التليف الرئوي (Pulmonary fibrosis) من أمراض الرئة التي تؤثر على الجهاز التنفسي، ويحدث نتيجة تراكم الأنسجة الرقيقة المتندبة في الرئتين، وتحديدا أنسجة الرئة والأكياس الهوائية في الرئتين.

يؤدي تلف الأنسجة إلى عدم قدرتها على التمدد، لكونها تصبح سميكة وصلبة، وهو ما يتسبب في قلة كفاءتها في إيصال الأكسجين إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى صعوبة توسيع الرئتين وعدم القدرة على التنفس.

اقرأ أيضا: هل يمكن أن تعالج التهابات الرئة بالأعشاب فقط؟

هل هو مرض معد؟

لا يعتبر تلف الرئة مرضا معديا، وعلى الرغم من أنه يُسبب السعال إلا أنه لا يمكن التقاطه أو نقله، وعلى الرغم من أنه قد يبدو على مرضى التليف الرئوي استخدامهم للأقنعة، إلا أنهم يلجؤون لذلك لتجنب محفزات أعراض تلف الرئة لوقاية أنفسهم من نوبات السعال الجافة والحادة.

أعراض تليف الرئة

تشبه أعراض تليف الرئة في بداية الإصابة أعراض نزلات البرد وعدوى الجهاز التنفسي العلوي، والتي تبدو بسيطة إلى أن تبدأ في التطور عند عدم تلقي العلاج المناسب؛ وتشمل الأعراض ضيق التنفس، والسعال الجاف الذي تصعب السيطرة عليه، والإحساس الدائم بالتعب وآلام المفاصل والعضلات، ثم فقدان الشهية وخسارة الوزن غير المبررة.

مع تقدم أعراض المرض خاصة عند تأخر العلاج، يمكن أن يعاني بعض المرضى من انتفاخ وتقوس في أصابع اليدين والقدمين، بالإضافة إلى زرقة الجلد لدى ذوي البشرة الفاتحة، أو تغير لون الجلد لدى ذوي البشرة الداكنة حول الفم أو العينين إلى اللون الأبيض أو الرمادي، ويحدث تغير اللون نتيجة نقص مستويات الأكسجين في الدم.

أسباب تليف الرئة 

تشير العديد من حالات الإصابة بتليف الرئة إلى التليف الرئوي مجهول السبب، حيث يكون السبب الدقيق للإصابة به غير معروف. في حين يمكن أن يكون للعامل الوراثي دورا في الإصابة خاصة لدى وجود فرد من العائلة مصاب به. وتشمل أسباب الإصابة بالتليف الرئوي معروف السبب: 

1. أمراض المناعة الذاتية 

يمكن أن يحدث الالتهاب الرئوي نتيجة الأمراض والالتهابات الناتجة عن مهاجمة الجهاز المناعي للجسم عن طريق الخطأ، وتشمل؛ التهاب المفصل الروماتويدي والتهاب الجلد والعضلات والتهاب الأوعية الدموية ثم تصلب الجلد.

2. الالتهابات البكتيرية والفيروسية 

يمكن أن يكون تليف الرئة من المضاعفات الناتجة عن الالتهابات البكتيرية كالتهاب الكبد الوبائي ج، أو نتيجة الالتهابات الفيروسية كالفيروسات الغدية، وفيروس الهربس.

3. التلوث البيئي

يمكن أن يؤدي استنشاق المواد الملوثة في البيئة أو في مكان العمل إلى الإصابة بالتليف الرئوي، وتشمل هذه المواد دخان السجائر، والغبار والبخار السام والمواد الكيميائية الضارة.

4. العلاجات والأدوية 

يمكن أن ترفع بعض الأدوية والعلاجات من احتمال الإصابة بالتليف الرئوي، كالعلاج الإشعاعي والكيميائي، ثم الأدوية التي تؤخذ بشكل منتظم كأدوية القلب والمضادات الحيوية والأدوية المضادة للالتهابات.

مضاعفات تليف الرئة 

يمكن أن تتسبب قلة توصيل الأكسين إلى الدم وأعضاء الجسم في إحداث مخاطر صحية على مستوى القلب والرئتين، وتشمل مضاعفات تليف الرئة

1. فشل الجهاز التنفسي

يمكن أن يؤدي التليف الرئوي إلى فشل الجهاز التنفسي نتيجة اضطراب وظيفة الرئتين التي يصبح من الصعب إيصال الأوكسجين الكافي لهما، وقد ينتج عنها الإصابة بمرض الرئة المزمن.

2. ارتفاع ضغط الدم الرئوي 

يؤدي تندب أنسجة الرئة إلى صعوبة توصيل الأوكسجين وهو ما يؤثر على صجة الشرايين والأوردة والأوعية الدموية. يؤدي هذا إلى تعطيل تدفق الدم في الرئتين، وهو ما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم في الشرايين وفي البطين الأيمنن وهو ما قد ينتج عنه قصور في القلب.

3. فشل القلب بالجانب الأيمن 

يدفع التليف الرئوي البطين الأيمن إلى ضخ الدم بقوة مضاعفة لنقل الدم عبر الشرايين الرئوية المتضررة، وهو ما قد يؤدي إلى فشل البطين عند عدم تلقي العلاج.

4. سرطان الرئة 

إلى جانب تجلط الدم في الرئتين أو العدوى التي قد تصيب الرئتين، يمكن أن يحفز التليف الرئوي خطر الإصابة بسرطان الرئة إذا لم يتم علاجه. 

اقرأ أيضا: سرطان الرئة: السبب الأول للوفيات بالسرطان، أعراضه وطرق علاجه

تشخيص تليف الرئة

لتشخيص الإصابة بتليف الرئة، يلجأ الأخصائي إلى: 

1. تحاليل الدم 

يمكن إجراء تحاليل واختبارات الدم للتأكد من احتمال إصابة الشخص بأمراض تؤدي إلى ظهور الأعراض المميزة للتليف الرئوي.

2. اختبارات التصوير

لنفس غرض إجراء تحاليل الدم، يُلجأ إلى اختبارات التصوير بالأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب لاستبعاد احتمال الإصابة بأمراض أخرى تصيب الرئة، لأن التصوير يُمَكِّن من إلقاء نظرة أكثر وضوحا عن صحة الرئة والندبات التي يُحتمل تواجدها فيها.

3. اختبارات التنفس 

تساعد اختبارات التنفس على التأكد من صحة وظائف الرئة، من خلال قياس سعتها وقياس مستويات الأكسجين في الدم.

4. خزعة الرئة 

يأخذ الطبيب الجراح عينة صغيرة من أنسجة الرئة تحت من خلال إحداث شق صغير في الأضلع تحت التخدير العام لفحص الأنسجة.

5. تنظير الرئة 

يتم تنظير الرئة من خلال إدخال أنبوب عبر الأنف أو الفم إلى الرئتين، لرؤية الرئتين وما يحيط بهما، وأخذ الخلايا لتحليلها.

علاج تليف الرئة 

يهدف علاج تليف الرئة إلى تخفيف أعراض الآلام المصاحبة للتليف الرئوي، وتشمل طرقه: 

  • الأدوية 

يمكن أن يساعد تناول الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب في الحفاظ على وظائف الرئة من خلال إبطاء علامات التندب والتليف الذي يصيب الرئة بعد تشخيص الإصابة بالتليف الرئوي، ثم تقليل الالتهابات.

  • العلاج بالأكسجين

يمكن أن يوصي بعض الأطباء باستخدام البخاخات لتجربة العلاج بالأكسجين، والذي يعمل على تسهيل عملية التنفس لتزويد الجسم بالأكسجين الذي يحتاجه الجسم ليحصل الشخص على الطاقة والقوة الكافيتين لأداء مهامه.

  • إعادة التأهيل الرئوي 

تعتبر إعادة التأهيل الرئوي بمثابة برنامج يشتمل على تمارين ونصائح لتعلم القدرة على التحكم في ضيق التنفس وفقا لتعليمات ونصائح أخصائي في العلاج الطبيعي.

  • زرع الرئة

يمكن للطبيب أو الأخصائي أن يلجأ إلى عملية زرع الرئة في حالة كانت إحدى الرئتين أو كليهما متضررتين ولا يمكن للأدوية أن تعالجهما، وتتم عملية الزرع من شخص سليم لاستعادة الشخص لقدرته على التنفس والحفاظ على صحة جهازه التنفسي.

اقرأ أيضا: سرطان الرئة.. متى يكون العلاج جراحياً؟

كيف يمكن الوقاية من التليف الرئوي؟ 

يعتبر من الصعب الوقاية من التليف الرئوي، إلا إذا كانت أسباب الإصابة به مرتبطة بالمخاطر البيئة، لذلك، لتفادي الإصابة بتلف الرئة الناتج عن العوامل البيئية، يُنصح بتجنب التدخين لتفادي استنشاق المواد الكيميائية السامة والضارة، بالإضافة إلى تجنب التدخين السلبي بالابتعاد عن الأشخاص المدخنين، كما يمكن للأشخاص الذين يشتغلون في بيئة تضم العديد من المواد الكيميائية الضارة ارتداء الأقنعة أو أجهزة التنفس لحماية أنفسهم من أي ضرر محتمل.