حسب منظمة الصحة العالمية يعتبر السرطان ثاني سبب للوفيات حول العالم، وبناء على إحصائيات المنظمة فقد حصد سرطان الرئة بمفرده 1.69 مليون وفاة سنة 2015 فقط!

وحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية، عادة لا تظهر علامات أو أعراض خلال المراحل المبكرة من سرطان الرئة. ومن بين الأعراض التي تظهر لدى العديد من الأشخاص المصابين في نهاية المطاف:

  • سعال مستمر.
  • سعال الدم.
  • ضيق التنفس المستمر.
  • التعب وفقدان الوزن غير المبرر.
  • وجع أو ألم عند التنفس أو السعال.

يسمى السرطان الذي يبدأ في الرئتين بسرطان الرئة الأولي primary lung cancer؛ ويُعرف السرطان الذي ينتشر إلى الرئتين من مكان آخر في الجسم باسم سرطان الرئة الثانوي secondary lung cancer.

وهناك نوعان رئيسيان من سرطان الرئة الأولي، يتم تصنيفهما حسب نوع الخلايا التي يبدأ فيها السرطان بالنمو، وهما:

  • سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة non-small-cell lung cancer، وهو الشكل الأكثر شيوعًا، ويمثل أكثر من 87% من الحالات. وهو مقسم إلى ثلاثة أنواع: سرطان الخلايا الحرشفية squamous cell carcinoma، سرطان غدي adenocarcinoma وسرطان الخلايا الكبيرة  large-cell carcinoma.
  • سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة small-cell lung cancer، وهو شكل أقل شيوعًا ينتشر عادةً أسرع من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة.

علاج سرطان الرئة:

محاولات علاج سرطان الرئة بالجراحة من شأنه إزالة الورم مع بعض أنسجة الرئة المحيطة، وتعتبر إزالة الورم بالجراحة الخيار الأفضل عندما يكون السرطان موضعيًا وليس من المحتمل انتشاره، وهذا يشمل سرطانات الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة non-small cell lung cancer والأورام السرطانية في المراحل المبكرة. 

تعتمد الجراحة على إزالة جزء من الفص أو الفص الكامل أو الرئة بأكملها بناءً على حجم الورم وموقعه ومدى انتشاره.

يجب الإشارة إلى أن جراحة سرطان الرئة هي عملية جراحية كبيرة بما أنها تجرى على عضو حيوي قد يعقبها الألم والضعف والتعب وضيق التنفس، كما قد يعاني معظم من يخضع إلى هذه الجراحة الصدرية من مشاكل في الحركة والسعال والتنفس بعمق، ويمكن أن تكون فترة التعافي عدة أسابيع إلى بضعة أشهر.

عادةً ما تكون الجراحة خيارًا مناسبا عندما:

  • يتمركز السرطان في الرئة ولا يظهر أي انتشار أو انتشار ضئيل إلى العقد الليمفاوية القريبة.
  • رئتان قويتان بدرجة كافية بحيث لا يتأثر تنفس المريض إذا تمت إزالة جزء من رئتيه.
  • مريض بصحة عامة جيدة بما يكفي للخضوع لهذا الإجراء الجراحي. 

هناك طريقتان شائعتان لإزالة أجزاء من الرئة حسب مكان وحجم ومرحلة ورم الرئة وخبرة الجراح:

شق الصدر: Thoracotomy

تتم هذه العملية من خلال شق ظهر وجانب الصدر وتتبع منحنى الضلوع، وعادة ما تنطوي على قطع بعض عضلات جدار الصدر بين ضلعين لتمكين الجراح من الوصول إلى الرئة، وفي الأخير يتم إصلاح العضلات عند إغلاق الشق.

جراحات طفيفة التوغل: Minimally invasive surgery

يستخدم الأطباء في الجراحات طفيفة التوغل العديد من الأساليب لإجراء الجراحات بتلف أقل للجسم من الذي تتسبب به الجراحات المفتوحة. 

تتضمن هذه الطريقة عادةً من 1 إلى 4 شقوق صغيرة للوصول إلى داخل الصدر، يستخدم الجراح كاميرا لتصوير الرئة وأدوات خاصة لإجراء الجراحة. 

يُعرف هذا باسم تنظير الصدر thoracoscopy أو جراحة تنظير الصدر بمساعدة الفيديوvideo-assisted thoracoscopic surgery  (VATS) ويمكن إجراؤه أيضًا بمساعدة روبوت جراحي surgical robot.

أنواع جراحة الرئة:

تختلف أنواع العمليات التي يوصي بها طبيبك باختلاف حجم الورم وموقعه وعلى مدى كفاءة عمل رئتيك؛ وغالبًا ما يفضل الأطباء إجراء عمليات أكثر شمولاً (على سبيل المثال: استئصال الفص بدلاً من استئصال القطعة) إذا كانت رئتا الشخص تتمتعان بصحة جيدة بما يكفي، حيث قد يوفر ذلك فرصة أفضل لعلاج السرطان.

بشكل عام، يحتاج المريض إلى قضاء 5 إلى 7 أيام في المستشفى بعد الجراحة.

فيما يلي أنواع جراحة سرطان الرئة حسب الحالة وحجم الورم:

  • الجراحة البردية: cryosurgery

تستخدم أحيانًا في سرطانات الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة NSCLC. في الجراحة البردية يتم تجميد الورم مما يؤدي إلى تدميره، هذا العلاج مخصص بشكل أساسي للمرضى الذين لا يستطيعون تحمل الجراحة التقليدية.

  • استئصال الفص: Lobectomy

تنقسم الرئة اليمنى إلى ثلاثة فصوص، والرئة اليسرى إلى فصين، وتعتبر هذه الجراحة الأكثر شيوعًا، ويتم إجراؤها فقط لأورام الرئة اليمنى.

  • استئصال الفص الكمي: sleeve lobectomy

يتم إجراء جراحة استئصال الفص الكمي a sleeve lobectomy، عندما يشمل الورم فصًا واحدًا بالإضافة إلى القصبة الهوائية الرئيسية لتلك الرئة. بحيث يُستأصل الفص وجزء من القصبات الهوائية الرئيسية للرئة، ثم يتم ربط الطرف المتبقي من القصبة الهوائية مع القصبة الهوائية لأي فص غير متأثرة. 

  • استئصال جزء من الرئة: Segmentectomy

يتكون كل فص رئوي من ثلاثة إلى خمسة أجزاء، ويمكن للجراحين إزالة جزء إلى أربعة أجزاء من فصوص معينة وحفظ الأنسجة غير المتأثرة.

  • استئصال الوتد: Wedge Resection

استئصال الوتد هو إزالة جزء صغير من أنسجة الرئة المحيطة بالورم السرطاني، وغالبًا ما يكون استئصال الوتد هو الإجراء الأولي لتقييم الكتل الصغيرة.

  • استئصال الرئة بأكملها: Pneumonectomy

في هذه الحالة يتم إزالة الرئة المصابة بالسرطان بالكامل، وعادة ما يتم إجراء هذه الجراحة الخاصة بسرطان الرئة إذا تعذر إزالة السرطان بالكامل باستئصال الفص أو إذا كان تموقع السرطان في موقع مركزي.

حسب مايو كلينيك للتعليم والبحث الطبي، تكون الجراحة الخيار الأنسب في حال كان السرطان محصورًا في الرئتين. أما في حال كان حجم الورم السرطاني في الرئة كبيرًا، فقد يوصي الطبيب بالخضوع للعلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، قبل الخضوع للجراحة لتقليل حجم الورم السرطاني. 

إذا كان هناك خطر يتمثل في عدم التخلص من جميع الخلايا السرطانية بواسطة الجراحة أو معاودة ظهورها مرة أخرى، فقد يوصي الطبيب بالعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي بعد الجراحة.

أخيرا، بعد قراءتك للمقال، شاركه مع أصدقائك وشاركنا تجربة أحد معارفك مع عملية سرطان الرئة!