بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على مجموعة من الاختبارات، من بينها اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل PCR. أصبحت هذه الاختبارات شائعة ويخضع لها الملايين من الناس حول العالم للتأكد من عدم إصابتهم بعدوى فيروس كورونا بشكل يومي!

يكشف اختبار PCR عن المادة الوراثية لفيروس كوفيد-19 حيث يجمع الممرض عينة سائلة عن طريق:

  • إدخال مسحة طويلة في فتحة الأنف وأخذ سائل من الجزء الخلفي من الأنف (المسحة الأنفية البلعومية).
  • إدخال مسحة أنفية قصيرة لأخذ العينة (مسحة منتصف المحارة الأنفية). 
  • إدخال مسحة طويلة في الجزء الخلفي من الحلق (المسحة الفموية البلعومية).
  • البصق في أنبوب لجمع عينة لعابية. 

تقرير.. مسحة PCR كانت السبب في حالة تسرب سائل النخاع من الدماغ!

حسب تقرير نشر في مجلة JAMA Otolaryngology – Head & Neck Surgery، أصيب رجل سليم الجمجمة في الأربعينيات من عمره يعيش في التشيك، بعد خضوعه لاختبار PCR بسيلان في أنفه من الفتحة اليمنى، لتستمر هذه الأعراض التي اعتقد المريض خطأً أنها ناتجة عن الحساسية، لعدة أشهر قبل ذهابه إلى الطبيب للتأكد من سبب السيلان الأنفي الذي أصابه.

لكن تبين أن سيلان الأنف المستمر الذي أصاب الرجل بعد اختبار كوفيد-19 لم يكن بسبب الحساسية كما كان يشتبه فيه، بل كان السبب هو تسرب السائل النخاعي من دماغه!

كيف تم الكشف عن تسرب السائل الدماغي في هذه الحالة؟

أظهر التصوير المقطعي لجمجمة الرجل المصاب، بأن الإصابة كانت في الصفيحة المصفوية، وهي عظم إسفنجي يفصل بين الأنف والدماغ. 

تم تشخيص حالته على أنها تسرب السائل النخاعي (CSF)، وهي حالة نادرة وخطيرة! وعادة، يحدث التسرب من جانب واحد فقط من الأنف.

تعتبر تسربات السائل الدماغي النخاعي خطيرة لأنها قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب السحايا، وهي عدوى تصيب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي. 

ومع ذلك، يمكن أن يعاني المرضى من تسرب السائل النخاعي لسنوات قبل أن يصابوا بمشاكل خطيرة.

ما هي أسباب تسرب السائل الدماغي الشوكي (CSF)؟ وما هو السبب الحقيقي في هذه الحالة؟

وفقا لجامعة جونز هوبكينز، السائل الدماغي النخاعي (CSF) هو سائل مائي يدور عبر بطينات الدماغ (تجاويف أو فراغات) وحول سطح الدماغ والحبل الشوكي. 

تسرب السائل الدماغي النخاعي هو حالة تحدث عندما يتسرب السائل الدماغي النخاعي نتيجة خلل في الجافية أو الجمجمة ويخرج عبر الأنف أو الأذن.

ينتج تسرب السائل الدماغي النخاعي عن ثقب أو تمزق في الجافية، الطبقة الخارجية من السحايا. يمكن أن تشمل أسباب الثقب أو التمزق: 

  • إصابة في الرأس.
  • جراحة في المخ أو الجيوب الأنفية. 
  • الخضوع للبزل القطني. 
  • وقد تكون تلقائية بدون سبب معروف.

في حالة الرجل الأربعيني، كان تسرب السائل الدماغي النخاعي من ضمن المضاعفات النادرة الناجمة عن اختبار كوفيد-19. 

من المعروف أن مثل هذه الاختبارات غير مريحة، ويشار إليها باسم “كاشطات الدماغ”. وعلى الرغم من أن هذه الاختبارات قد تبدو غريبة وتؤدي إلى أعراض مثل سيلان العيون، فلا يفترض أن تكون مؤلمة، وفقًا لوزارة الصحة في فرجينيا.

على الرغم من أن اختبار البلعوم الأنفي كان طريقة الاختبار الرئيسية المستخدمة في وقت مبكر من الوباء، فقد أصبحت مثل هذه الاختبارات أقل شيوعًا بعد تطوير الاختبارات الأخرى التي يمكنها اكتشاف كوفيد-19 باستخدام عينات يتم جمعها من الجزء الأمامي من الأنف، وفقًا لمجلة The Conversation.

أعراض تسرب السائل الدماغي (CSF):

عند حدوث تسرب في السائل الدماغي النخاعي، قد تظهر على الشخص المصاب إحدى الأعراض التالية أو جميعها:

ليس هناك داع للقلق من إجراء اختبارات كوفيد-19، وذلك لأن:

حسب نفس التقرير، تم الإبلاغ عن حالتين سيلان السائل الدماغي المرتبطة باختبار كوفيد ـ19! وكانتا لأشخاص لديهم عيوب في قاعدة الجمجمة، مما زاد من خطر حدوث هذه المضاعفات. 

في إحدى تلك الحالات، التي تم ذكرها في عدد أبريل 2021 من مجلة علم الأعصاب السريري the Journal of Clinical Neuroscience، يعتقد المؤلفون أن مسحة الأنف قد “أُدخلت بزاوية غير صحيحة”!

مما يوضح أن حالة التعرض لسيلان السائل الدماغي ليست مرتبطة بالأساس باختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل PCR. 

هل تسببت حالة سيلان السائل الدماغي للرجل أي مضاعفات غير مرغوب بها؟

حسب موقع لايف ساينس live science احتاج الرجل إلى:

  • عملية جراحية لإغلاق إصابة الصفيحة المصفوية. 
  • وصفة طبية للمضادات الحيوية لمنع العدوى. 

ليتم تعافيه بشكل جيد دون مضاعفات من الجراحة، لكن في موعد متابعة بعد ثلاثة أسابيع، أفاد أنه لا يستطيع شم الرائحة من خلال ثقب أنفه الأيمن!