تكمن خطورته في سرعة الانتشار ومضاعفاته المحتملة مثل الالتهاب الرئوي وتلف الدماغ، ما يجعله من أكثر الأمراض المعدية التي تستدعي الوقاية والتدخل المبكر. في هذا المقال، نستعرض كل ما تحتاج معرفته عن أعراض بوحمرون عند الأطفال، وكذا أسباب الإصابة، طرق الوقاية ومتى يجب زيارة الطبيب.
ما هو مرض بوحمرون؟
التعريف الطبي والأسماء الشائعة
بوحمرون هو الاسم الشائع لمرض الحصبة، وهو مرض فيروسي معدٍ يصيب الأطفال غالبًا، ويُعد من أمراض الطفولة التقليدية رغم توفر لقاح فعال له. يعرف عالميًا باسم الحصبة أو “Measles” ويتميز بظهور طفح جلدي أحمر وحمى شديدة وأعراض تنفسية.
الفيروس المسبب وطرق انتقاله بين الأطفال
المُسبب الرئيسي لمرض بوحمرون هو فيروس الحصبة (Measles virus)، وهو ينتمي إلى فصيلة الفيروسات المخاطانية. هذا الفيروس لا يحتاج إلى اتصال مباشر لينتقل، بل يكفي أن ينتشر مع الرذاذ المتناثر من أنف أو فم الطفل المصاب عند السعال أو العطس، ليستقر في الهواء أو على الأسطح ويبقى نشطًا لعدة ساعات. وتُعدّ الحصبة أكثر الأمراض المعدية، حيث إن معامل العدوى (R0) قد يصل إلى 18، ما يعني أن الشخص المصاب يمكن أن ينقل العدوى إلى 18 شخصًا آخر في بيئة غير محصنة. وتكمن خطورته في سهولة وسرعة انتقاله، خاصة بين الأطفال في الأماكن المزدحمة مثل المدارس (خصوصًا إذا لم يتلقّوا اللقاح المضاد). تشمل طرق انتقال العدوى الأكثر شيوعًا:
- استنشاق نفس الهواء الذي تنفسه طفل مصاب
- لمس الأسطح الملوثة بالفيروس
- مشاركة الأدوات والأغراض الشخصية
لذلك، من الضروري الحرص على التلقيح المبكر، وتجنب مشاركة الأدوات، وتعقيم الأسطح باستمرار، خاصة في الأماكن التي يكثر فيها اختلاط الأطفال.
التسلسل الزمني لأعراض الحصبة
تتراوح فترة الحضانة عادةً ما بين 11 إلى 12 يومًا من لحظة التعرض للفيروس وحتى ظهور الأعراض الأولية، يتكاثر فيها الفيروس داخل الجسم. يظهر الطفح الجلدي بعد مرور 2 إلى 4 أيام من بداية هذه الأعراض، ويستمر غالبًا لمدة 5 إلى 6 أيام. وتجدر الإشارة إلى أن المصاب يكون ناقلًا للعدوى قبل ظهور الطفح بأربعة أيام، ويظل معديًا حتى أربعة أيام بعد ظهوره.
أعراض بوحمرون عند الأطفال
تبدأ أعراض بوحمرون عند الأطفال بشكل تدريجي، وتشبه أحيانًا بعض أنواع الحمى الأخرى، لكن هناك علامات خاصة يجب الانتباه لها لتمييز المرض في مراحله الأولى.
ارتفاع درجة الحرارة
أولى علامات بوحمرون. تبدأ الحمى عادة بشكل مفاجئ، وقد تصل إلى 40 درجة مئوية,وتستمر لعدة أيام.
السعال الجاف
يظهر كعرض مبكر يرافق الحمى.
سيلان الأنف
مشابه لنزلات البرد، ولكنه أشد.
احمرار العين
يعاني الطفل من احمرار ودموع شديدة مع حساسية للضوء.
ظهور بقع “كوپليك” داخل الفم
علامة مميزة للمرض، وهي بقع بيضاء صغيرة تظهر على البطانة الداخلية للخد، وتظهر قبل الطفح الجلدي.
الطفح الجلدي
يبدأ على الوجه خلف الأذنين ثم ينتشر تدريجيًا إلى باقي الجسم. يظهر بعد 3–5 أيام من بدء الأعراض.
مراحل تطور أعراض بوحمرون عند الأطفال
لفهم تطور المرض، من المهم متابعة أعراض بوحمرون عند الأطفال يومًا بعد يوم، حيث تمر هذه الاخيرة بمراحل مختلفة.
اليوم الأول إلى الثالث
تظهر الحمى، السعال، سيلان الأنف، احمرار العينين، وبقع كوپليك.
اليوم الرابع إلى السادس
يبدأ الطفح الجلدي في الظهور ويصاحبه تدهور عام في حالة الطفل.
مرحلة التعافي
تبدأ الحرارة بالانخفاض، ويتلاشى الطفح تدريجيًا، ولكن مناعة الطفل تظل ضعيفة لبضعة أسابيع.
الفرق بين بوحمرون وأمراض الطفح الجلدي الأخرى
ليست كل حالات الطفح الجلدي عند الأطفال تعني الإصابة ببوحمرون. لذلك، من المهم التمييز بينه وبين أمراض أخرى لها أعراض متشابهة.
الحصبة الألمانية
الحصبة الألمانية فتظهر بعد 2–3 أسابيع بحمى خفيفة (≤ 38.9 °C)، تضخم غدد لمفية، وطفحٍ وردي خفيف، وهي أقل عدوى وأقل شدة من الحصبة.

الجدري المائي
يختلف نمط الطفح في جدري الماء عن بوحمرون، إذ يتميّز بظهور طفح جلدي حويصلي مائي يبدأ ببقع ونتوءات ويتطور إلى فقاعات تتقشّر بعد عدّة أيام، وغالبًا ما يرافقه ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.

حساسية الجلد
حساسية الجلد (التهاب الجلد التماسي) هي استجابة موضعية غير معدية تظهر على شكل طفح جاف أو متقشر, بعد ملامسة مادة مهيجة أو مسببة للحساسية دون أية أعراض جهازية كالحمى أو السعال.
متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟
رغم أن بوحمرون قد يزول دون مضاعفات خطيرة، إلا أن هناك أعراضًا تستدعي التوجه إلى الطبيب بشكل عاجل, لحماية الطفل من أي خطر محتمل.
الحمى الشديدة
إذا تجاوزت درجة الحرارة 40 درجة مئوية ولم تنخفض.
صعوبة في التنفس
قد يشير إلى التهاب رئوي، وهو أحد مضاعفات الحصبة.
الجفاف الشديد
إذا ظهرت علامات مثل جفاف الفم، وقلة التبول، أو النعاس الزائد.
اقرأ أيضا : الحصبة الألمانية: الأعراض، العلاج وطرق الوقاية
الوقاية وطرق حماية الأطفال
للوقاية من الإصابة ببوحمرون، هناك إجراءات بسيطة لكنها فعالة بشكل كبير. في هذا القسم، نتحدث عن أهم هذه الوسائل.
أهمية اللقاح (MMR)
لقاح الحصبة-النكاف-الحصبة الألمانية (MMR) هو الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية، ويوصى بإعطائه على جرعتين:
- الجرعة الأولى: في عمر 12–15 شهرًا
- الجرعة الثانية: بين 4–6 سنوات (يمكن إعطاؤها أيضا بعد 3 أشهر من الجرعة الأولى)
تجنب الاختلاط خلال فترة العدوى
يجب عزل الطفل المصاب عن الآخرين لمدة 4 أيام بعد بدء الطفح لتقليل الانتشار.
بوحمرون (الحصبة) هو مرض فيروسي شديد العدوى، ويُعد من أبرز أسباب الطفح الجلدي عند الأطفال. ورغم أن أعراضه قد تبدأ بشكل خفيف، إلا أن تجاهلها قد يؤدي إلى مضاعفات لا يُستهان بها، خاصة عند الأطفال غير الملقحين. الوقاية تبقى الخيار الأفضل، خصوصًا من خلال لقاح MMR، لكن من المهم أيضًا متابعة أي علامات مثل الحمى الفيروسية أو الطفح الجلدي بعناية، الانتباه لأعراض بوحمرون عند الاطفال في وقت مبكر يساعد على التعامل معها بشكل أفضل، ويجنب تطور الحالة إلى مضاعفات أكثر خطورة.