يعتبر التوتر اكتشافا حديثا إلى حد ما؛ حيث كان أول تشخيص وتوثيق له أواخر سنة 1950 من قبل أخصائي الغدد الصماء هانز سيلي (Hans Selye)، وقد أدت هذه الاكتشافات إلى إجراء دراسات وأبحاث ساعدت الملايين على التعامل مع التوتر، منها الطرق التي يمكن للإنسان اتباعها بنفسه، ومنها بعض الطرق الأخرى التي تتم عبر مساعدة طبية.
يحدث التوتر حين يواجه الشخص تهديدا أو تحديا كبيرا، والسبب في ذلك صعوبة التعامل مع الأحداث والمتغيرات؛ مما يؤدي إلى ارتفاع في عمل المواد الكيميائية والهرمونات في الجسم.
العوامل المسببة للتوتر:
تتأثر ردود أفعال الأشخاص خلال المواقف بعوامل، مثل:
- الجينات الوراثية: حيث تتحكم في كيفية استجابتنا للضغوط، وتبقينا على مستوى عاطفي معين.
- التجارب الحياتية: تؤثر مواقف التعرض للعنف أو الإهمال في مختلف المراحل العمرية، على ردود أفعال الأشخاص تجاه مختلف ضغوط الحياة.
مضاعفات التوتر:
تؤدي الهرمونات المسؤولة عن التوتر إلى عدد من المضاعفات التي من شأنها تعطيل عمل الجسم، من بين هذه المضاعفات:
- القلق والاكتئاب.
- الصداع ومشاكل النوم.
- مشاكل في الهضم.
- اضطراب وظائف القلب.
- زيادة الوزن.
- صعوبة التذكر والتركيز.
طرق التخفيف من التوتر:
التوتر اللحظي:
- الموسيقى
للموسيقى الهادئة تأثير إيجابي على الدماغ والجسم؛ حيث يمكنها المساهمة في خفض ضغط الدم، والحد من الكورتيزول، وهو هرمون مرتبط بالإجهاد.
إذا كنت تشعر بالتوتر، حاول أخذ قسط من الراحة والاستماع إلى موسيقى هادئة، أو الاستماع إلى أصوات الطبيعة.
- التحدث إلى شخص مقرب
العلاقات الجيدة مع الأصدقاء والأقارب مهمة لتبني نمط حياة صحي. عندما تشعر بتوتر، خذ قسطًا من الراحة واتصل بصديق لك وتحدث معه عن مشاكلك.
- اضحك دائما
يعمل الضحك على إفراز هرمون السعادة (الإندورفين) الذي يحسن المزاج ويقلل مستوى الهرمونات المسببة للتوتر، كالكورتيزول الذي يرفع مستوى السكريات في مجرى الدم، والأدرينالين الذي يزيد من معدل ضربات القلب، ويرفع ضغط الدم.
- الكتابة
يمكن اللجوء إلى الكتابة كوسيلة للتعبير عما يسبب للشخص توترا للاطلاع على تفاصيل ما يخالجه من مشاعر، بعد الانتهاء، يمكن التخلص من الورقة عن طريق تمزيقها أو حرقها للتخلص من التوتر والضغط النفسيين.
التوتر طويل الأمد
- اتباع نظام غذائي صحي
يرتبط مستوى التوتر بشكل كبير بالنظام الغذائي، لأننا نلجأ في فترات التوتر إلى الأطعمة الخفيفة الغنية بالذهنيات والسكريات، وننسى أكل كل ما هو صحي، لهذا، يعتبر أكل الفواكه والخضروات والأسماك الغنية بالأحماض الذهنية والأوميغا 3، وسيلة لتحفيز الدماغ والحد من أعراض التوتر.
- ممارسة الرياضة
لا تعني ممارسة الرياضة بالضرورة تمارين المقاومة ورفع الأثقال أو التدريب لسباق الماراثون، يمكن أن يوفر المشي أو التمدد خلال استراحة العمل التقليل من التوتر والإجهاد.
- النوم بشكل أفضل
يمكن للتوتر أن يتسبب في مشاكل في النوم؛ لأن قلة النوم من الأسباب المباشرة للتوتر التي تؤثر على الجسم والدماغ، يمكنك لتحسين فترات نومك:
-
- إطفاء التلفاز أو الهاتف قبل موعد نومك.
- إطفاء الأضواء.
- امنح نفسك وقتا للاسترخاء قبل النوم.
- اختيار محيط إيجابي
يساعد الابتعاد عن الناس الذين يسببون توترا للشخص في حفظ النفس من كل تأثير سلبي، مقابل إحاطتها بجو إيجابي يجنب الشخص من الضغط والتوتر.
- اليقظة
يشكل الذهن جزءا كبيرا من الأساليب التأملية التي تحفظ الصحة العقلية، والتي اكتسبت شعبية كبيرة في الآونة الأخيرة، منها اليوغا، التي تتضمن تمارين بدنية وعقلية تمنع من تطور مشاكل التوتر.
- أخذ نفس عميق
قد تبدو هذه الطريقة مضحكة، لكنها صحيحة عندما يتعلق الأمر بالتوتر، إذ يمكن التركيز على التنفس الهادئ والعميق من ثلاث إلى خمس دقائق لضخ المزيد من الأوكسيجين في الدم، وبالتالي التخفيف من حدة التوتر والتحكم أكثر في جسمك وعقلك.
- التأمل
يساعد التأمل على الرفع من الوعي الذاتي، من خلال التوصل إلى كيفية التعامل مع التوتر وتجنب المشاعر السلبية واكتساب قدرة على الصبر وتحمل الضغوط.
وأخيرا، بعد تعرفك على التوتر وطرق التخفيف من حدته، ينبغي التنبيه إلى أنه عند فقدان الشخص السيطرة والتغلب على التوتر بطرقه البسيطة، فإنه من الضروري التواصل مع أخصائي أو طبيب نفسي لتجنب تطور التوتر إلى مضاعفات حادة.
تدقيق: د. فيصل الطهاري، أخصائي نفسي إكلينيكي.
التوتر المشاكل الصحية و النفسية