يؤثر الكحول على جسمك بعدة طرق، بعض التأثيرات فورية وتستمر لفترة قصيرة فقط، وبعضها يتراكم مع مرور الوقت ويؤثر بشكل كبير على صحتك الجسدية والعقلية ونوعية حياتك!

ويعتمد مقدار الضرر الذي يسببه الكحول لجسمك على مقدار ما تشربه، ونمط الشرب الخاص بك، وحتى جودة الكحول الذي تشربه! كما يلعب كل من بنية جسمك وتكوينه، وعمرك، وعلم الوراثة، والحالة الغذائية، والتمثيل الغذائي metabolism دورًا أيضًا.

30 ثانية من أول رشفة.. مباشرة إلى الدماغ!

بعد ثلاثين ثانية من أول رشفة يندفع الكحول إلى دماغك، ليبطئ المواد الكيميائية والمسارات التي تستخدمها خلايا دماغك لإرسال الرسائل إلى باقي أعضاء جسمك، هذا يغير مزاجك ويبطئ ردود أفعالك ويقضي على توازنك! ويمنعك من التفكير بشكل صحيح، وتصبح غير قادر على تذكر ما حدث لاحقًا، لأنك ستواجه صعوبة في تخزين الأشياء في الذاكرة طويلة المدى.

إذا كنت تشرب بكثرة لفترة طويلة، يمكن أن يؤثر الخمر على شكل عقلك وعمله، حيث تبدأ خلاياه في التغيير حتى تصبح أصغر، مما يؤدي إلى تقلص دماغك! وسيكون لذلك تأثيرات كبيرة على قدرتك على التفكير والتعلم وتذكر الأشياء. يمكنه كذلك أن يصبح من الصعب الحفاظ على درجة حرارة ثابتة للجسم والتحكم في تحركاتك.

بعد 30-90 دقيقة..كيف ينتشر الكحول في جميع أعضاء جسمك؟!

يُمتص الكحول بسرعة في الدم (20% عبر المعدة و 80% عبر الأمعاء الدقيقة)، مع الشعور بالتأثيرات في غضون 5 إلى 10 دقائق بعد الشرب! عادة ما يصل إلى ذروته في الدم بعد 30-90 دقيقة ويتم حمله عبر جميع أعضاء الجسم!

يجب الإشارة إلى أن إرتفاع تركيز الكحول في الدم (BAC : Blood alcohol content)، والشعور بالسُكر يحدث عندما يُشرب الكحول بشكل أسرع من قدرة الكبد على تحطيمه. 

يتأثر مستوى تركيز الكحول في الدم ورد فعل كل فرد على الكحول بـ:

  • قدرة الكبد على استقلاب الكحول (والتي تختلف بسبب الاختلافات الجينية في إنزيمات الكبد التي تكسر الكحول).
  • وجود أو عدم وجود طعام في المعدة (يخفف الطعام من الكحول ويبطئ امتصاصه في مجرى الدم بشكل كبير عن طريق منعه من المرور بسرعة إلى الأمعاء الدقيقة).
  • تركيز الكحول في المشروبات.

هكذا يؤثر الكحول على كبدك!

يتم توزيع الكحول في جميع أماكن الماء في جسمك، بحيث تتعرض معظم الأنسجة مثل القلب والدماغ والعضلات لنفس تركيز الكحول مثل الدم. الاستثناء هو الكبد، حيث يكون التعرض أكبر لأن الدم يتم استقباله مباشرة من المعدة والأمعاء الدقيقة عبر الوريد البابي the portal vein.

ينتشر الكحول ببطء إلى حد ما، إلاّ في الأعضاء التي تحتوي على إمدادات دم غنية مثل الدماغ والرئتين.

عادة ما يتخلص الكبد من أكثر من 90% من الكحول الذي تشربه! خلال هذه العملية، يتعامل الكبد مع الكثير من السموم، وبمرور الوقت، يؤدي الإفراط في تناول المشروبات الكحولية إلى زيادة دهون الأعضاء وتكوين الأنسجة الليفية السميكة. مما يحد من تدفق الدم، لذلك لا تحصل خلايا الكبد على ما تحتاجه للبقاء على قيد الحياة. وعندما تموت هذه الخلايا، يصاب الكبد بندبات ويتوقف عن العمل، وهذا ما يسمى بـ “تليف الكبد cirrhosis”.

جرعات كبيرة.. قد تكون مميتة!

الكحول مهدئ ومخدر خفيف، يُنشّط مراكز المتعة أو المكافأة في الدماغ عن طريق تحفيز إطلاق الناقلات العصبية مثل الدوبامين dopamine والسيروتونين serotonin. 

تترافق هذه المشاعر مع تغيرات فسيولوجية مثل الاحمرار والتعرق وعدم انتظام دقات القلب وزيادة ضغط الدم، ربما بسبب تحفيز منطقة ما تحت المهاد Hypothalamus وزيادة إفراز الأمينات الودي sympathomimetic amines وهرمونات الغدة النخامية والكظرية pituitary-adrenal hormones. 

تُقرِز الكلى المزيد من البول، ليس فقط بسبب شرب السوائل ولكن أيضًا بسبب التأثير التناضحي للكحول the osmotic effect of alcohol وتثبيط إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول.

تؤدي زيادة الاستهلاك إلى حالة من التسمم، لكنها تحدث حسب كمية السكر في الدم، وخبرة الشخص في الشرب. حتى عند وجود تركيز منخفض من الكحول في الدم يبلغ حوالي  (30 ملجم / 100 مل)، فإن خطر الإصابة غير المقصودة أعلى منه في حالة عدم وجود الكحول. 

يصبح الناس ثرثارين مبتهجين أوعدوانيين بتركيزات أعلى من الكحول بمقدار (100 ملجم / 100 مل) ثم قد يتوقفون عن الشرب مع استمرار النعاس. بعض الآثار تشمل الأرق، والتبول الليلي، والتعب، والغثيان، والصداع.

إذا استمر الشرب، فمن المحتمل أن يصبح الكلام غير مستقر مع فقدان القدرة على الثبات عند بلوغ كمية الشرب (200 مجم / 100 مل)، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الوعي. 

عادةً ما تكون التركيزات التي تزيد عن (400 ملجم / 100 مل) مميتة نتيجة الرجفان البطيني ventricular fibrillation أو فشل الجهاز التنفسي respiratory failure.

مراحل تأثير الكحول

مراحل تأثير الكحول