ما هو ضيق التنفس

يقوم الشخص البالغ الذي يتمتع بصحة جيدة بعملية الشهيق والزفير حتى 20 مرة في الدقيقة، أي ما يعادل 30000 نفس في اليوم. 

هناك مجموعة من العوامل التي قد تؤدي إلى حدوث خلل في هذه العملية من وقت لآخر، مثل التمرين الشاق أو نزلات البرد، لكن لا يجب أن تؤدي أبدا لضيق في التنفس.

يمكنك الإصابة بضيق التنفس بشكل مفاجئ ولفترات قصيرة، كما يمكن لذلك أن يحدث على المدى الطويل، إما لعدة أسابيع أو أكثر.

ضيق التنفس أو dyspnea هو حالة تجعل من الصعب عليك التقاط أنفاسك والحصول على ما يكفي من الهواء في رئتيك، وقد يكون السبب هو مشاكل في الرئتين أو القلب، والتي تحتاج إلى علاج فوري.

أسباب ضيق التنفس

هناك مجموعة من أسباب ضيق التنفس الطبيعية الغير مقلقة والتي يمكن أن تؤدي إلى صعوبة التنفس حتى لدى الأشخاص الأصحاء، مثل: 

  • التمارين الرياضية الشاقة.
  • التغير الشديد في درجة الحرارة.
  • نوعية الهواء السيئة.
  • الارتفاعات العالية.
  • السمنة.
  • التقدم في السن.

كما يمكن لحالات أخرى أن تسبب صعوبات في التنفس لأمد قصير. من بين أسباب ضيق التنفس قصير الأمد نجد:

  • الربو.
  • الاختناق.
  • القلق.
  •  نوبة هلع.
  • الانسداد الرئوي. 
  • الالتهاب الرئوي والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى.
  • السوائل الزائدة حول القلب.
  • الأزمة القلبية.
  • فشل القلب.
  • مشاكل في ضربات القلب.
  • فقر الدم.
  • الحمل.
  • رد فعل تحسسي شديد (الحساسية المفرطة).
  • فقدان الدم المفاجئ.
  • كسور في الأضلاع.

إذا استمرت أعراض ضيق التنفس طوال أربعة أسابيع أو أكثر، يتم اعتبارها مزمنة. 

أعراض ضيق التنفس

يمكن أن يكون ضيق التنفس حادًا أو مزمنًا. وتشمل أعراض ضيق التنفس ما يلي: 

  • ضيق في الصدر.
  • الحاجة للمزيد من الهواء.
  • اللهث.
  • عدم القدرة على التنفس بعمق.
  • الاختناق.

يستمر ضيق التنفس الحاد (المفاجئ) لبضع دقائق أو ساعات. ويمكن أن تصاحبه أعراض إضافية مثل:

  • الحمى. 
  • الطفح الجلدي. 
  • السعال. 

قد تصاب بضيق التنفس المزمن (طويل الأمد) أثناء أداء المهام اليومية، مثل المشي من غرفة إلى غرفة أو الوقوف.

المضاعفات

يمكن أن يؤدي ضيق التنفس إلى عدة مضاعفات، من بينها: 

  • نقص الأكسجة في الدم، أي انخفاض مستويات الأكسجين في الدم. 
  • انخفاض مستويات الوعي.
  • حدوث ضعف إدراكي مؤقت أو دائم، في حال استمر ضيق التنفس الشديد لبعض الوقت. 

كيف يتم التشخيص؟

من أجل البدء في إدارة أعراض وأسباب ضيق التنفس لديك بشكل جيد، من الضروري زيارة الطبيب ليتم تشخيص حالتك. 

سيسألك طبيبك عن أعراضك، وعن طبيعة ضيق التنفس لديك، وكيف تصبح حالتك عندما تسوء، ومدة نوبة ضيق التنفس لديك، بالإضافة إلى تاريخك الطبي. حاول أن تعطيه أكبر قدر ممكن من المعلومات حول حالتك.

بعد الفحص بدني والاستماع إلى قلبك ورئتيك باستخدام السماعة، سوف يطلب منك طبيبك بعض الاختبارات الإضافية، قد تشمل:

  • اختبارات قياس التنفس: تساعد على قياس تدفق الهواء الرئة، وبالتالي يمكن أن يساعد ذلك في تحديد نوع ومدى مشاكل التنفس لدى الفرد.
  • تحاليل الدم.
  • اختبارات وظائف الرئة.
  • فحوصات تصوير الصدر، مثل الأشعة السينية للصدر أو الأشعة المقطعية: من أجل تشخيص أكثر دقة وتقييم صحة القلب والرئتين والأنظمة ذات الصلة.
  • مخطط كهربية القلب (ECG): يساعد على إظهار علامات النوبة القلبية أو مشكلة كهربائية أخرى في القلب.

علاج ضيق التنفس

يقوم الطبيب بوصف طرق علاج ضيق التنفس المناسبة بناء على سبب حالتك. إذا كان السبب هو حالة طبية أصابت رئتيك، فسوف يصف لك دواءً. 

أما إذا كان ذلك بسبب مشكلة صحية كامنة، فسوف يقوم الطبيب بإحالتك على الطبيب المتخصص. 

العلاجات الطبية

تشمل إحدى العلاجات الطبية الأكثر شيوعا التزويد بالأكسجين عن طريق موسع الشعب الهوائية، خاصة لدى المصابين بالربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.

بالنسبة للمصابين بمرض الانسداد الرئوي، هناك خطة علاجية يتم اتباعها من أجل منع النوبات الحادة وإبطاء تقدم المرض بشكل عام.

يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية عندما يكون سبب ضيق التنفس عدوى مثل الالتهاب الرئوي الجرثومي.

أما إذا كان هناك سائل في رئتيك، فقد يحتاج الطبيب إلى تصريفه. 

كما يمكن أن تتحسن مشاكل التنفس الناتجة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن من خلال تقنيات التنفس الخاصة، مثل التنفس مع زم الشفاه، وتمارين تقوية العضلات.

العلاجات المنزلية

بالإضافة إلى ضرورة تجنب النشاط الشاق، وعدم حبس الأنفاس، والتأكد من أن إمداد الأكسجين لديك كافٍ وأن أجهزتك تعمل بشكل صحيح، إذا كنت تستخدم أجهزة التنفس. هناك طرق يمكنك استخدامها كعلاجات منزلية لضيق التنفس: 

1. التنفس مع زم الشفاه

أرخ عضلات رقبتك وكتفيك، وتنفس ببطء من أنفك لمرتين، مع إبقاء فمك مغلقًا كما لو كنت على وشك الصفير، قم بالزفير ببطء وبلطف من خلال شفتيك المزمومتين حتى العد حتى أربعة.

2. التنفس الحجابي

  • اجلس على كرسي مع ثني الركبتين، وجعل الأكتاف والرأس والرقبة في وضعية مريحة.
  • ضع يدك على بطنك (سوف تحس ببطنك يتحرك).
  • تنفس ببطء من خلال أنفك. 
  • أثناء الزفير، قم بشد عضلاتك، حيث يجب أن تشعر بطنك يسقط إلى الداخل. 
  • أخرج الزفير من فمك بشفاه مدببة.
  • استمر في الزفير لفترة أطول من المعتاد قبل الاستنشاق ببطء مرة أخرى.

3. الجلوس إلى الأمام

اجلس على كرسي وضع قدميك على الأرض، ثم قم بإمالة صدرك للأمام. ضع مرفقيك على ركبتيك أو أمسك ذقنك بيديك، وحافظ على استرخاء عضلات رقبتك وكتفيك. يهدف هذا الوضع إلى خلق مساحة أكبر في التجويف الصدري لرئتيك. 

5. الجلوس إلى الأمام بدعم من طاولة

اجلس على كرسي مع وضع قدميك على الأرض، وقم بإمالة صدرك إلى الأمام قليلاً وإراحة ذراعيك على الطاولة. ثم ضع رأسك بين ذراعيك أو على وسادة. يوفر هذا الوضع مساحة أكبر للرئتين في الصدر.

6. الوقوف مع دعم الظهر

يساعد هذا الوضع على استرخاء الجسم والمسالك الهوائية. قف بالقرب من حائط، أرح وركيك على الحائط، وأبقِ قدميك متباعدتين بمقدار عرض كتفيك، ثم ضع يديك على فخذيك.

انحن قليلاً إلى الأمام، مع استرخاء كتفيك، ودلي ذراعيك أمامك.

7. النوم بوضعية استرخاء

يعاني أغلب الأشخاص المصابين بضيق التنفس من تفاقم الحالة خلال التسطح على الظهر، مما يؤدي إلى الاستيقاظ بشكل متكرر، وبالتالي تقليل جودة ومدة النوم. من أجل التسطح مع تجنب هذا المشكل جرب:

  • الاستلقاء على جانبك مع وضع وسادة بين ساقيك
  • رفع رأسك بواسطة الوسائد.
  • الحفاظ على استقامة الظهر. 
  • كما يمكنك الاستلقاء على ظهرك مع رفع رأسك بالوسادة، وثني ركبتيك بوضع وسادة تحتهما.

الوقاية من ضيق التنفس

من أجل الوقاية من ضيق التنفس، يمكنك اتخاذ التدابير التالية لتحسين صحتك العامة ومنح نفسك مساحة أكبر للتنفس: 

  • تجنب مسببات الربو.
  • التوقف عن التدخين.
  • تجنب التدخين السلبي.
  • تجنب الأماكن التي بها أبخرة كيميائية ودخان الخشب.
  • الحرص على عدم اكتساب وزن إضافي لتجنب الضغط على القلب والرئتين. 
  • ممارسة الرياضة لتقوية القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.

متى يجب زيارة الطبيب؟

هناك حالات كثيرة لا يعني فيها ضيق التنفس المؤقت وجود حالة خطيرة تستدعي الرعاية الطبية، لكن في بعض الحالات يكون الوضع خطيرًا ويحتاج إلى زيارة الطبيب: 

  • ضيق متكرر أو مستمر في التنفس.
  • صعوبة التنفس عند النوم أو الاستلقاء.
  • أزيز أو صفير ضيق في الحلق.
  • تحول الشفاه إلى اللون الأزرق.
  • ألم الصدر.
  • الدوخة.
  • السعال.

كما يجب مراجعة الطبيب إذا كان ضيق التنفس مصحوبًا بـ:

  • تورم القدمين والكاحلين.
  • حمى مع قشعريرة.