ارتفاع ضغط الدم هو أحد أكثر الأمراض شيوعًا في جميع أنحاء العالم، ويعتبر عامل خطر رئيسي للجلطات القلبية والدماغية، وقصور عضلة القلب، والأمراض الكلوية.

وفقًا لـجمعية القلب الأمريكية (AHA)، يتأثر حوالي 43 مليون شخص في الولايات المتحدة من ارتفاع ضغط الدم أو يتناولون الأدوية الخافضة للضغط، وهو ما يمثل 24% من السكان البالغين، والذي يُعرَّف بالأرقام التالية: ارتفاع ضغط الدم الانقباضي (الرقم العلوي) الذي يبلغ 140 ملم زئبق أو أكثر و (أو) ضغط الدم الانبساطي (الرقم السفلي) بمقدار 90 ملم زئبق أو أكثر.

ينقسم ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين:

  • ارتفاع ضغط الدم الأولي (95% من الأشخاص المصابين بضغط الدم)
  • ارتفاع ضغط الدم الثانوي (5%)

ارتفاع ضغط الدم الأولي:

على الرغم من البحث المكثف على مدى العقود العديدة الماضية، لا تزال مسببات ارتفاع ضغط الدم الأولي غير معروفة، لكن ترتبط آليات عديدة بالتحكم في ضغط الدم، وهي كالتالي:

  • عوامل وراثية.
  • النظام الغذائي.
  • زيادة تناول الملح (كلوريد الصوديوم).
  • السمنة.
  • الكحول.
  • الشيخوخة.
  • التوتر.
  • نمط الحياة الخامل.

يتحدد الضغط على جدران الأوعية الدموية بصبيب القلب والمقاومة المحيطية للشرايين، أي يرتفع ضغط الدم كلما ازدادت كمية الدم المتدفق من القلب وأيضا كلما تضيق قطر الشرايين.

يؤدي الضغط المتزايد لتدفق الدم على جدار الشريان إلى حدوث ضرر، مما يؤدي إلى تكوين لويحات تصلب الشرايين التي تتطور تدريجيًا نحو اختناق الشرايين المسؤولة عن الجلطات القلبية والدماغية وتلف الأوعية الدموية الدقيقة المرتبطة بالكلي أو العين.

علامات وأعراض ارتفاع ضغط الدم الأولي:

معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يكون لديهم أي علامات أو أعراض، حتى لو كان مستوى قراءات ضغط الدم عالية الخطورة؛ لكن قد يعاني البعض من: 

  • صداع. 
  • ضيق في التنفس.
  • نزيف في الأنف.

لكن هذه العلامات والأعراض ليست محددة وعادة لا تحدث حتى يصل ضغط الدم المرتفع إلى مرحلة خطيرة أو مهددة للحياة. 

ارتفاع ضغط الدم الثانوي:

يمكن أن يتسبب عدد من الحالات المرضية الأخرى في ارتفاع ضغط الدم الثانوي. ويشمل ذلك:

  • اضطرابات الكلى (مثل التهاب الحويضة والكلية المزمن).
  • اضطرابات الأوعية الدموية (مثل تضيق الأبهر).
  • اضطرابات  الغدد (مثل فرط الألدوستيرونية الأولية المتعلق بالغدة الكضرية, اضطرابات الغدة الدرقية والغدة النخامية).
  • مضاعفات مرض السكري (اعتلال الكلى السكري). يمكن أن يتسبب مرض السكري في تلف في الكلي، مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
  • المخدرات (مثل الكحول والكوكايين).
  • انقطاع النفس النومي، في هذه الحالة يتوقف التنفس بشكل متكرر، مما يؤدي إلى عدم الحصول على كمية كافية من الأكسجين، ما قد يقلِّل من فعالية الأوعية الدموية في تنظيم ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي انقطاع النفس النومي إلى فرط نشاط جزء من الجهاز العصبي وإفراز بعض المواد الكيميائية التي ترفع ضغط الدم.

علامات وأعراض ارتفاع ضغط الدم الثانوي:

لا يُقترح البحث عن ارتفاع ضغط الدم الثانوي إلا عند ظهور بعض العلامات من خلال الفحص الطبي أو الاختبارات الروتينية التي تشير إلى وجود بعض المؤشرات.

ومن بين أعراض ارتفاع ضغط الدم الثانوي:

  • الصداع.
  • تسارع دقات القلب.
  • ضيق في التنفس.
  • نزيف في الأنف.
  • تسرب البول.
  • دوخة.
  • ألم صدر.
  • تغييرات بصرية.
  • دم في البول.

ما هو الفرق بين ارتفاع ضغط الدم الأولي وارتفاع ضغط الدم الثانوي؟

يجب فحص ضغط الدم لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 16 عامًا كل 5 سنوات لتحديد الأشخاص المعرضين للخطر، وينصح بتكرار الفحص إذا كان ضغط الدم مرتفعًا طبيعيًا (130-139 / 85-89 مم زئبق).

ارتفاع ضغط الدم الثانوي هو ارتفاع ضغط الدم الناتج عن أمراض أخرى مسببة، ولا يعتبر مرضًا مزمنًا؛ لأنه ينتهي بعلاج المرض المسبب. عكس ارتفاع ضغط الدم الأولي الذي يعتبر مرضًا مزمنًا ويستوجب العلاج مدى الحياة.

ومثله مثل ارتفاع ضغط الدم الأولي، لا يحمل ارتفاع ضغط الدم الثانوي علامات أو أعراضًا محددة، ولو بلغ ارتفاع ضغط الدم مستويات مرتفعة خطيرة.

هناك بعض المؤشرات التي تجعل احتمال وجود ارتفاع ضغط الدم الثانوي جد ممكنًا مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم  الحاد الذي لا يستجيب لأدوية علاج ضغط الدم (فرط ضغط الدم المقاوم).
  • ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أكثر من 180 مليمتر من الزئبق.
  • ارتفاع ضغط الدم الانبساطي أكثر من 120 مم/زئبق.
  • ارتفاع ضغط الدم الذي لم يعد يستجيب للأدوية التي كانت تسيطر عليه سابقًا.
  • الإصابة المفاجئة بارتفاع ضغط الدم قبل سن 30 وبعد سن 55 عامًا.
  • لا يوجد تاريخ عائلي للإصابة بضغط الدم المرتفع.