ما هو البلغم؟ 

يتم إنتاج البلغم في الرئتين والجهاز التنفسي، وهو مخاط ينتجه الجسم لحماية الشعب الهوائية من الجفاف، والوقاية من الفيروسات والبكتيريا نتيجة تشكيله لبطانة وقاية للجسم في حالة مرض الشخص وحتى عندما يكون بصحة جيدة.

عادة ما يكون البلغم خفيفا وشفافا، لكنه يتراكم بمجرد إصابة الشخص بالعدوى أو بنزلة برد أو الحساسية، ويمكن ملاحظة ذلك بتغير لونه وبتراكم كمياته.

أسباب البلغم 

يتكون المخاط في مؤخرة الحلق سواء كنت مريضا أو بصحة جيدة، إلا أن سمكه ولونه يكونا مختلفين حسب حالتك الصحية بحيث يكون سميكا ولزجا في حالة المرض وخفيفا وشفافا في الحالات العادية. تصنع الأغشية المخاطية البلغم أو المخاط لحماية الجهاز التنفسي من مسببات الأمراض و العدوى كالفيروسات والبكتيريا، ويمنع وصول الغبار والمواد المسببة للحساسية للفم والأنف والحلقوم والجيوب الأنفية والرئتين.

ألوان البلغم 

يشير لون البلغم إلى العدوى والالتهابات المرتبطة بالرئتين وأعضاء الجهاز التنفسي الأخرى، إليك أهم دلالات ألوان البلغم والأمراض المحتملة لكل لون على حدة.

1. اللون الصافي 

ينتجه الشخص بشكل يومي، ويتم إفرازه من الجهاز التنفسي إلى أسفل الحلق ليتخلص منه الشخص، ويتكون عادة من الماء والأملاح والأجسام المضادة التي تعمل على تليين الجهاز التنفسي وحمايته من الجفاف. وتشير المستويات غير العادية للبلغم الصافي إلى بعض أنواع الالتهابات، كالتهاب الأنف التحسسي الناتج عن أحد أنواع الحساسية كحمى القش أو حبوب اللقاح، وقد ينتج أيضا عن التهاب القصبات الهوائية الفيروسي أو الالتهاب الرئوي الفيروسي.

2. اللون أبيض 

يشير البلغم الأبيض إلى احتقان تجاويف الأنف والتهاب وتورم أنسجته، وهو ما يتسبب في إبطاء عملية مرور البلغم عبر الجهاز التنفسي إلى أسفل الحلق، يؤدي هذا إلى جعل البلغم أكثر سمكا وأبيضا. يمكن أن يشير البلغم الأبيض إلى الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن والتهاب القصبات الهوائية الفيروسي أو فشل القلب الاحتقاني نتيجة عدم قدرة القلب على ضخ ما يكفي من الدم لأعضاء الجسم الأخرى.

3. اللونين الأخضر والأصفر 

يشير لونا البلغم الأصفر والبني إلى الاستجابة المناعية التي يحدثها الجسم تجاه حالات الالتهابات التي يتعرض لها الجسم، وحالات العدوى البكتيرية أو الفيروسية. ويتشكل اللون الأصفر أو البني للبلغم نتيجة المزيج الذي تحدثه خلايا الدم البيضاء والجراثيم والبروتينات التي ينتجها الجسم للقضاء على العدوى. وتشمل الأمراض المحتمل الإصابة بها عند ظهور هذين اللونين التهاب الشعب الهوائية، والالتهابات الرئوية، والتهابات الجيوب الأنفية، ومرض التليف الكيسي الناتج عن تراكم المخاط في الرئتين.

4. اللونين الأحمر والوردي 

يمكن أن يكون اللون الوردي علامة على وجود سائل وتورم في الرئتين، كما يمكن أن يدل بالإضافة إلى اللون الأحمر على وجود الدم الذي يحدث عادة نتيجة تورم الممرات الأنفية المؤدية إلى نزيف في الأنف، أو إلى كسر الأوعية الدموية في الرئتين أو الممرات الهوائية ونزيفها بسبب السعال الشديد. وفي حالات أخرى، يمكن أن يشير الدم في البلغم إلى الالتهابات الرئوية، فشل القلب الاحتقاني، الانسداد الرئوي وسرطان الرئة.

5. اللون البني 

ينتج البلغم البني الذي يحمل لون الصدأ عادة عن نزيف محتمل أو عن نزيف سابق، ويكون عادة علامة على التهاب رئوي جرثومي، أو التهاب القصبات الهوائي الجرثومي، أو التليف الكيسي الناتج عن أمراض الرئة المزمنة، ثم تنكس الرئة الذي ينتج عادة عن الاستنشاق المستمر للغبار كالفحم.

6. اللون الأسود 

يكون البلغم الأسود علامة على التدخين المستمر للسجائر والمخدرات أو الاستنشاق المتكرر لمواد مثل أبخرة الفحم، في حين قد يكون مرتبطا بحالات صحية أخرى مثل تنكس الرئة الذي يصيب عادة عمال الفحم، أو الإصابة بعدوى فطرية تطال عادة الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي.

على ماذا يدل تغير كثافة البلغم؟

عادة ما يكون البلغم مائيا رقيقا ولزجا وهو ما يدل على صحة الجهاز التنفسي، لكن، يمكن أن يتغير سمك وكثافة البلغم عند الإصابة بالعدوى نتيجة تراكم الخلايا المناعية والجراثيم والفيروسات والبروتينات، أو نتيجة الإحساس بالجفاف أو في حالة النوم، كون البلغم يمر بشكل أبطأ عبر الجهاز التنفسي مما يجعله سميكا أكثر من المعتاد. 

طرق علاج البلغم  

للمساعدة علاج البلغم أو التخلص منه يمكنك الاستعانة بطرق العلاج المنزلية التالية:

1. الحصول على الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية 

يمكن الحصول على مضادات الاحتقان لتقلل المخاط المتدفق من الأنف، والذي قد يؤدي إلى احتقان الصدر والتهاب الحلق، يمكن لمضادات الاحتقان أن تقلل التورم في الأنف بالإضافة إلى فتح الممرات الأنفية.

2. استخدام بخاخ المحلول المحلي 

إذا لم ترغب في غرغرة المياه المالحة، فيمكنك استخدام وسيلة أخرى أسهل وهي بخاخ المحلول الملحي، وهو عبارة عن محلول من المياه المالحة الذي يستخدم كرذاذ للأنف، ويعتبر وسيلة طبيعية وشائعة أيضا لتنظيف الممرات الأنفية وإزالة المواد المسببة للحساسية من الأنف والجيوب الأنفية. يمكن الحصول عليه باختيار البخاخات المعقمة التي تحتوي على كلوريد الصوديوم.

3. استخدام جهاز الترطيب 

يؤدي التعرض المستمر للهواء الجاف إلى تهيج الأنف والحلق، وهو من أسباب تراكم المخاط، ويمكن أن يساعد وضع جهاز ترطيب الهواء بالرذاذ البارد (Humidifier) في الحفاظ على صحة الجهاز التنفسي ومنع التهاب الحلق من خلال تليين البلغم وتسهيل عملية التنفس والسعال، وتسهيل مرور البلغم العالق في الصدر.

يمكن استخدام جهاز ترطيب الهواء بالرذاذ البارد بأمان شرط الحرص على تغيير الماء المستخدم به كل يوم وتنظيف جهاز الترطيب.

4. الغرغرة بالماء المالح 

تعتبر الغرغرة بالماء المالح لتنظيف الممرات الأنفية طريقة شائعة لإزالة البلغم العالق في الصدر، سواء كان البلغم ناتجا عن الحساسية أو التهاب الجيوب الأنفية أو عدوى، ويمكن للغرغرة بالماء المالح أن تساعد على تهدئة الحلق وتليين البلغم العالق في الصدر للتخلص منه من أسفل الحلق. 

ولاستخدام الماء المالح في العلاج يمكنك إذابة ربع ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ وغرغرة الماء لمدة 30 إلى 60 ثانية ثم بصق الماء مع تكرار المحاولة.

5. شرب السوائل بكثرة 

تساعد رطوبة الجسم في علاج البلغم من خلال الحفاظ على رطوبة البلغم، لهذا يلجأ الأشخاص المصابون بنزلة البرد أو بالحساسية الموسمية إلى شرب السوائل الدافئة لتقليل الاحتقان وتخفيف تراكم البلغم وتخفيف التهاب الجيوب الأنفية. لذلك، يساعد شرب السوائل، الدافئة على وجه الخصوص في التخلص من البلغم، وتشمل هذه السوائل، الماء والعصائر والحساء الدافئ، ثم الشاي الخالي من الكافيين وعصير الليمون الخالص.

6. الحفاظ على دفء الجسم 

إذا كان البلغم ناتجا عن الإصابة بنزلات البرد فإن الحفاظ على حرارة الجسم يعتبر وسيلة فعالة لتهدئة الجهاز التنفسي، من خلال ارتداء ملابس أكثر دفئا لتفادي انخفاض درجة حرارة الجسم، وتشمل الطرق الأخرى للحفاظ على دفء حرارة الجسم أخذ حمام أو دش ساخن، إذ يساعد استنشاق البخار الدافئ على تسهيل مرور البلغم من الأنف والحلق بالإضافة إلى تنظيف الممرات الأنفية وتخفيف الضغط على الجيوب الأنفية.

كما يمكن استخدام منشفة مبللة دافئة ووضعها على الوجه لتخفيف التهاب الجيوب الأنفية وترطيب الأنف والحلق.

7. استخدام زيت الأوكالبتوس أو زيت النعناع 

يعمل هذان النوعان من الزيوت العطرية الأساسية على تخفيف وتليين البلغم في الصدر للتمكن من السعال بسهولة والتخفيف من حدة السعال الجاف وتحسين عملية التنفس. ويستخدم عادة من خلال تدليك الصدر بالقليل من الزيت الأساسي، لكن، يُنصح بعدم وضع الزيت الأساسي مباشرة على الصدر لتفادي أي تهيج قد تحدثه للجلد، بل يمكن تخفيف الزيوت الأساسية بالقليل من زيت جوز الهند أو زيت اللوز قبل وضع على الصدر. كما يلجأ البعض إلى استنشاق بخار الزيت لتحرير الممرات الأنفية وتحسين عملية التنفس.

يُنصح دائما باستشارة مختص قبل استخدام الزيوت الأساسية والتأكد من جودتها. 

8. الزنجبيل 

يساعد الحصول على الزنجبيل في تخفيف حدة السعال والتهاب الحلق، وبالتالي تليين البلغم المتراكم في الصدر، ويمكن استخامه بإضافة شرائح من الزنجبيل الطازج إلى الماء الساخن أو مع الليمون، كما يمكن مضع بعض القطع منه أو إضافته للمأكولات والعصائر.

9. العسل 

يحتوي العسل على العديد من الخصائص المضادة للفيروسات والبكتيريا، ويمكن أن يساعد في التخلص من البلغم من خلال الحصول على مزيج العسل مع الليمون للتخفيف من حدة السعال والتخفيف من آلام والتهابات الحلق.

10. الثوم 

لا يساعد الثوم على تخفيف أعراض السعال الناتجة عن نزلات البرد وحسب، وإنما يساعد على الوقاية من الإصابة بنزلات البرد أيضا، وذلك لاحتوائه على مركبات ذات خصائص مكافحة للفيروسات والبكتيريا، من ذلك مركب الأليسين. ويمكن الاستفادة من خصائص الثوم من خلال إضافته إلى النظام الغذائي اليومي، لتخفيف أعراض شدة البرد وتليين البلغم وتسهيل مروره عبر الحلق.

متى تزور الطبيب؟ 

لا يعتبر علاج البلغم الزائد أو السميك مدعاة للقلق، قد يكون مرتبطا بالجفاف أو بالحساسية الموسمية، لكن، إذا أحسست أن البلغم يسبب لك عدم الارتياح أو بعض الأعراض التالية فننصحك بزيارة الطبيب.

  • عند السعال بالدم.
  • استمرار المخاط الأبيض أو الأصفر أو الأخضر لعدة أيام.
  • عند ملاحظة بلغم أحمر أو بني أو أسود سميك.
  • عند المعاناة من صعوبة في التنفس وألم في الصدر.
  • عند المعاناة من حالات صحية كالحساسية أو الربو أو التهاب الشعب الهوائية.