يعتبر العلاج بأشعة الليزر من أهم المنجزات التكنولوجية التي عرفها الميدان الطبي، فبفضلها تمكن الأطباء من علاج العديد من الأمراض التي تعذر علاجها بالإمكانيات التقليدية الأخرى. وبفضلها كذلك تمكن الجراحون من التخلص من بعض الأورام دون الحاجة الى الجراحة. وكان لميدان الأمراض الجلدية والتجميل الحظَّ الأوفر في توظيف هذه التقنية.

أنواع علاجات أشعة الليزر:

توجد أنواع متعددة لأشعة الليزر، ولها استعمالات مختلفة ومتنوعة حسب الطول المَوْجي لكل نوع، وعموماً هناك ثلاثة أنواع رئيسية:

  • أشعة تتفاعل مع الدم: تُستخدم في علاج الشعيرات الدموية.
  • أشعة تتفاعل مع الماء: تُستخدم لعلاج التجاعيد والخدوش وآثار الجروح.
  • أشعة مُوَجّهَة لصبغة الميلانين: تُستخدم لعلاج الشعر الزائد وبعض الأمراض الصبغية الحميدة. لمعرفة المزيد حول المرض الذي يسبب فقدان صبغة الميلانين، يمكنك قراءة المقال التالي: “البهاق.. مرض صبغي قد لا يستهدف جميع أنواع البشرة!

إذا كنت ستُجري عملية جراحية أو تجميلية باستخدام تقنيات الليزر، فما يجب عليك معرفته أنه كما لهذه الأشعة منافع كثيرة، فإن لها أيضاً أضرار وأعراض جانبية، بعضها له علاقة مباشرة بالمريض، والبعض الآخر قد يكون خطأً من الطبيب.

كيف تعمل أشعّة الليزر في الجراحة؟

يقوم الطبيب المُعالج، خلال العملية، بتسليط أشعة الليزر على المنطقة المُرادُ علاجها، من أجل رفع درجة حرارتها، وللحفاظ على النسيج المجاور للمنطقة المصابة، يضَخّ هواءً بارداً موازياً لتلك الأشعة. 

غالبية الأجهزة الطبية المُستخدمة لهذا الغرض، مزودة بمخرج للهواء البارد، إلى جانب مصدر أشعة الليزر، ضماناً لنجاح العملية، وتقليل المضاعفات الناجمة عن هذه الأشعة. لكن الأمور لا تسير دائماً على نحو جيد.

أَضرار العلاج بالليزر ومخاطره:

أكثر المشاكل شيوعاً التي قد تنتج عن العلاج بالليزر، هي الحروق الجلدية. كيفما كان نوع الليزر المُستخدم، فإن المريض معرّض للحروق بدرجات مختلفة، لأسباب متعددة، من بينها عدم اختيار الخصائص المضبوطة المتوافقة مع كل مريض، أو توجيه أشعة الليزر فوق جلد المريض (حساسية أو جرح…)، وهذه أسباب يتحمّل الطبيب المعالج وفريقه المسؤولية فيها.

ومن أجل تفادي الحروق، يُمنع استعمال التخدير (البنج)، خلال حصة العلاج، لأن ذلك يخفض درجة إحساس المريض بالألم، وبالتالي خفض حدة الأشعة. كما أن الأطباء المختصون في هذا المجال، ينصحون بعدم استعمال الليزر في فصل الصيف.

كذلك العيون تتأذى بأشعة الليزر، لذلك، قبل بداية كل حصة علاج بهذه الأشعة، من المفروض أن يضع المريض نظارات، تكون غالبا من الحديد لحماية الأعين، وكذلك الطبيب يستعمل نظارات خاصة به لحماية عينيه، لأن أضرار الليزر خطيرة على العيون (هذا النوع من الليزر يختلف كليا عن الليزر الخاص بالعيون) حيث يمكن أن يُحدث قروحاً داخل العين أو التهاب القرنية أو الشبكة.

أما أغرب الأضرار الجانبية لأشعة الليزر، فهي أن بعض النساء يلاحظن، بعد مدّة من إجراء العملية، ظهور شعر زائد في بعض مناطق الجسم لم يكن فيها شعر قبلَ بداية العلاج. وغالبا ما تُلاحَظ هذه الحالة عند وجود اضطرابات هرمونية لدى بعض السيدات. أما علاجها فلا يكون إلا باستخدام الليزر أيضاً.

بالنسبة للنساء الحوامل فمن الأفضل عدم الخضوع للعلاج بالليزر، على الرغم من أن الدراسات لم تُثبت تضرر الجنين من الأشعة، فكل تشوه لدى الجنين قد يُعزى إلى الليزر حتى وإن لم يكن السبب.

 

الكاتب:  د. منير السباعي