ارتفاع هرمون الحليب وتساقط الشعر عند النساء

البرولاكتين (هرمون الحليب) هو هرمون تفرزه الغدة النخامية الأمامية، وتتمثل وظيفته الرئيسية في تحفيز إنتاج الحليب لدى النساء بعد الولادة، ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات الحديثة أيضًا وجود صلة بين مستويات البرولاكتين المرتفعة وصحة الشعر أو نقصه. ولوحظ أن المستويات المرتفعة من مصل البرولاكتين ترتبط بتساقط الشعر المفرط.

يعتبر ارتفاع هرمون الحليب وتساقط الشعر في فترة الحمل والرضاعة أمرا طبيعيا، لكن عند النساء غير الحوامل قد يكون علامة على المرض، إذ يؤدي ارتفاع هرمون الحليب إلى تساقط الشعر التدريجي بسبب تأثيره على مستويات التستوستيرون في الجسم.

أعراض ارتفاع هرمون الحليب وتساقط الشعر

يعتبر 0.4 ملليجرام/ ملليلتر من هرمون الحليب كافٍ للإضرار بجذع الشعر وعدم نموه وتطوره بشكل طبيعي، إذ يفرز هرمون الحليب من الجلد بصورة تلقائية وهذا ما يضر ببصيلات الشعر ويؤدي إلى تساقطه أو الإصابة بالصلع أو ما يعرف بالثعلبة الأندروجينية، وفي بعض الحالات يظهر عند المصاب حب الشباب. كما تؤثر زيادة إفراز هرمون الحليب على الغدة الدرقية مما يؤدي إلى الإصابة بتساقط الشعر.

ما علاقة ارتفاع هرمون الحليب بتساقط الشعر؟

يؤدي ارتفاع مستوى البرولاكتين في الدم إلى تساقط الشعر التدريجي بسبب تأثيره على مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم، إذ يعمل البرولاكتين عن طريق زيادة مستقبلات الهرمون اللوتيني في خلايا (Leydig) -وهي الخلايا المنتجة لهرمون التستوستيرون الموجودة في خصيتي الرجل ومبيض المرأة- وزيادة إفراز هرمون التستوستيرون مما يؤدي إلى تساقط الشعر لدى بعض الأفراد لأن بصيلات الشعر لديهم أكثر حساسية وراثياً لمستويات الهرمون المرتفعة، مما يؤدي إلى تقلص البصيلات وتساقط الشعر.

أشارت بعض الدراسات الى أن تأثير ارتفاع هرمون الحليب على تساقط الشعر يمكن أن يكون ناتجًا عن ارتفاع مستقبلات هرمون الحليب الموجودة على الجلد وبصيلات فروة الرأس بغض النظر عن ارتفاع هرمون الحليب في الدم.

افرأ أيضا: أعراض ارتفاع هرمون الحليب: هل هو حكر على النساء دون الرجال؟ 

هرمونات أخرى تسبب تساقط الشعر

يُعتبر اختلال الهرمونات في الجسم من بين الأسباب المؤدية لحدوث تساقط الشعر عند كلا الجنسين، ومن أهم الهرمونات المسؤولة عن ذلك:

  • هرمون البروجسترون 

يمكن أن يؤثر البروجسترون على نمو بصيلات الشعر من خلال التأثير المركزي والمحلي، يشار إلى التأثير المركزي على أنه التأثير المسؤول عن إفراز الهرمون اللوتيني، والذي بدوره يؤدي إلى انخفاض في تحفيز الخلايا المسؤولة عن بصيلات الشعر.

  • الكورتيزول 

الكورتيزول هو هرمون ستيرويد تفرزه الغدد الكظرية، يؤدي هذا الأخير دورًا في مجموعة واسعة من العمليات في جسم الإنسان، ومع ذلك فإن وظيفته الرئيسية هي التحكم في استجابة الجسم للضغط.

يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول إلى تدهور الهيالورونان (حمض الهيالورونيك) والبروتيوجليكان (بروتين سكري)؛ وهما عاملان مهمان في وظيفة بصيلات الشعر، مما يؤثر على صحة الشعر ويحفز تساقطه.

  • ارتفاع أو انخفاض هرمون الغدة الدرقية 

يتأثر جلد الإنسان بما في ذلك بصيلات الشعر بالغدة الدرقية، إذ تعمل الغدة الدرقية على تغذية بصيلات الشعر، لذلك فإن أي خلل في وظيفة الغدة الدرقية قد يؤدي إلى تساقط الشعر.

علاج ارتفاع هرمون الحليب في الدم 

يعتمد علاج ارتفاع هرمون الحليب في الدم على

  • الأدوية

تعمل الأدوية على خفض مستوى البرولاكتين في الدم، تعمل معظم الأدوية بشكل جيد مع الأشخاص ويتحملها الجسم. إذا كانت مستويات البرولاكتين العالية ناتجة عن الأدوية الموصوفة، فقد يتم وصف الأدوية البديلة.

يُعالج قصور الغدة الدرقية، الذي يمكن أن يسبب فرط برولاكتين الدم ، بهرمون الغدة الدرقية الاصطناعي ، والذي يجب أن يعيد مستويات البرولاكتين إلى وضعها الطبيعي.

  • الجراحة 

إذا لم تساعد الأدوية في العلاج، فقد يستلزم الأمر إجراء عملية جراحية لإزالة ورم الغدة النخامية، يمكن استخدام نوعين من الجراحة:

1. تُستخدم الجراحة عبر الوريد بشكل شائع لعلاج الورم البرولاكتيني، إذ تتم الجراحة من خلال شق أو قطع في الجزء الخلفي من تجويف الأنف أو تحت الشفة العليا. 

2. نادرًا ما يتم استخدام الجراحة عبر الجمجمة إذا كان الورم كبيرًا أو انتشر إلى مناطق أخرى، ويقوم الجراح بإزالة الورم من خلال فتحة في الجمجمة.

  • العلاج الإشعاعي 

في حالات نادرة، إذا فشلت الأدوية والجراحة في تقليل مستويات البرولاكتين، يمكن استخدام العلاج الإشعاعي.

 يستخدم هذا النوع من العلاج أشعة سينية عالية الطاقة أو موجات جسيمية لقتل الخلايا السرطانية، اعتمادًا على حجم وموقع الورم، إذ يتم إعطاء جرعة الإشعاع الكلية في جلسة واحدة، أو بجرعات أقل على مدار 4 إلى 6 أسابيع.