حسب القاعدة العامة للشيب يفقد  نصف الناس لون حوالي 50% من شعرهم بحلول سن الخمسين، وعند اختبار الباحثين لهذه القاعدة، وجدوا أن 74% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45-65 كان الشيب لديهم بمتوسط كثافة 27%.

ومع وجود العديد من الخلايا المتخصصة المشاركة في بنية بصيلات الشعر ووظيفتها، تعتبر بيولوجيا نمو الشعر معقدة إلى حد ما، مما يدفع العلماء إلى مواصلة العمل لكشف عملية نمو شعر الإنسان وتصبغه.

التركيبة المسؤولة عن لون الشعر:

ينتج لون الشعر عن طريق خلايا تُعرف باسم الخلايا الصباغية، التي تهاجر إلى بصلة الشعرة خلال تطور البُصيلات في الرحم.

ويعتمد لون الشعر على وجود نسبة مجموعتين من صباغ الميلانين: 

  • الأول هو (eumelanins) المسؤول عن الصباغين البني والسود
  • الثاني هو (pheomelanins) المسؤول عن الصباغين الأحمر والأصفر

يمكن أن ينتج عن الاختلاف في نسبتهما عدد كبير من الألوان، فيصبح الشعر رماديا عندما تتوقف الخلايا المُنتجة للون عن إنتاج الصباغ، والشيب، بحد ذاته، لا يعني أن لديك مشكلة صحية إلا في حالات نادرة. 

وخلافا لما هو شائع، لم يثبت وجود أي علاقة للضغوطات النفسية، والنظام الغذائي ونمط الحياة بالشيب. لكن من المؤكد أنه للجينات دورا كبيرا في ذلك، حيث أن التوائم الحقيقية تشيب في الوقت نفسه!

دراسة.. عامل الخلية الجذعية المسؤول الأول عن تصبغ الشعر!

إن الآليات الدقيقة المتحكمة في التصبغ غير واضحة بعد، ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الخلايا الأولية للشعر، تطلق بروتينًا يسمى عامل الخلايا الجذعية، وقد أظهر الباحثون، في دراسات تمت على الفئران، أن غياب هذا البروتين يسبب فقدان لون الشعر.

وتخضع بصيلات الشعر لتغييرات هيكلية جذرية، بمجرد توقف الشعر عن النمو، وتدخل فترة راحة، وخلال هذه العملية، تموت الخلايا الميلانية بشكل طبيعي. ومع ذلك، فإن الخلايا الجذعية الخاصة بالخلايا الميلانية في بصيلات الشعر تنتج عادة مجموعة جديدة من الخلايا الميلانية في بداية دورة نمو الشعر الموالية.

وبمجرد أن يبدأ الشعر الجديد في النمو، تضمن هذه الخلايا الميلانية مرة أخرى توفر الصبغة. ولكن عندما تتلف الخلايا الميلانية أو تكون غائبة ، فإن الشعر الناتج يفتقر إلى اللون ويمكن أن يبدو رماديًا أو أبيضا.

الحالات الطبية لشيب الشعر:

اقترحت بعض الأبحاث وجود صلة بين الشيب المبكر وانخفاض كثافة العظام، لكن نفت دراسة أُجريت في كاليفورنيا عام 2007 على عينة شملت 1200 شخص من الرجال والنساء أي شيء من هذا القبيل، حيث أن مستوى كثافة العظام لا علاقة له بالشعر ولا بالسيطرة على لونه، بل يرتبط بـ:

  • مستوى النشاط
  • الوزن والطول

على خلاف بعض أمراض المناعة الذاتية، التي يمكنها أن تُسبّب تلف الخلايا الصباغية وتنتج الشيب، مثل:

  • البهاق 
  • الثعلبة 

مع ذلك هذه الحالات غير شائعة بشكل كبير ولا تفسر إلا نسبة ضئيلة من الشيب.

وللكالسيوم دورا مهما في إنتاج صباغ الميلانين، حيث تمّت دراسة مستويات كل من الكالسيوم وفيتامين D3 وعلاقتهما بالشيب، وخلصت النتائج إلى أن مستويات الكالسيوم وفيتامين D3 كانت أقل بكثير عند المرضى الذين يعانون من الشيب.