ما هو التهاب المعدة؟

التهاب المعدة هو التهاب في بطانة المعدة، يحدث فجأة (التهاب المعدة الحاد) أو تدريجيًا (التهاب المعدة المزمن).

يختلف التهاب المعدة عن التهاب المعدة والأمعاء، حيث يؤثر التهاب المعدة على المعدة بشكل مباشر فقط، وتشمل الأعراض الغثيان أو القيء. 

التهاب المعدة Gastritis أو التهاب بطانة المعدة  Inflammation of the lining of the stomach، هو التهاب ينتج عن: 

  • الإصابة بالبكتيريا المسببة لمعظم قُرح المعدة.
  • المداومة على تناول بعض مسكنات الألم. 
  • الإفراط في تناول الكحول.

في معظم الحالات، لا يكون التهاب المعدة خطيرًا ويتحسن بسرعة إذا تم علاجه، لكن إذا لم يتم ذلك فقد يستمر لسنوات.

أنواع التهاب المعدة

صنف الخبراء أنواع إلتهاب المعدة حسب أسبابها وأعراضها. قد يكون الالتهاب مزمنا (يتطور ببطء ويدوم لفترة طويلة)، وقد يكون حادا (يتطور فجأة ويستمر لفترة قصيرة)، أو تآكليا (يتلف بطانة المعدة ويسبب تقرحات). 

1. التهاب المعدة الحاد

هو تورم مفاجئ في بطانة المعدة، يسبب ألما شديدا، عادة ما يستمر لفترات قصيرة في كل نوبة.

يحدث التهاب المعدة المزمن بشكل أبطأ ويستمر لفترة أطول، وغالبًا ما يكون مؤقتًا. يمكن أن يحدث التهاب المعدة الحاد بسبب: 

  • الإصابة.
  • البكتيريا.
  • الفيروسات.
  • الإجهاد.
  • تناول المهيجات (الكحول، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، المنشطات، الأطعمة الحارة). 

2. التهاب المعدة المزمن

التهاب المعدة المزمن هو التهاب بطانة المعدة. على عكس التهاب المعدة الحاد، يتطور التهاب المعدة المزمن تدريجياً ويكون التخلص منه أكثر صعوبة.

يتحسن التهاب المعدة المزمن بالعلاج، بالإضافة إلى مراقبة مستمرة. إذا استمر هذا النوع من الالتهاب قد يؤدي إلى التآكل والمزيد من المشكلات الطبية.

3. التهاب المعدة التآكلي

هو نوع أقل شيوعًا من التهاب المعدة، يمكن أن يؤدي إلى نزيف وتقرحات في بطانة المعدة. يعرف هذا النوع أيضًا باسم التهاب المعدة التفاعلي. تشمل أسباب الإصابة بالتهاب المعدة التآكلي: 

  • الكحول والتدخين.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • الكورتيكوستيرويدات.
  • الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية.
  • الإجهاد الناتج عن الأمراض أو الإصابات.

أعراض التهاب المعدة

تختلف أعراض التهاب المعدة من شخص لآخر وحسب نوع الالتهاب. في حالات التهاب المعدة الناجم عن عدوى بكتيرية قد لا تظهر أي أعراض. ومع ذلك، تشمل أعراض التهاب المعدة الأكثر شيوعًا ما يلي:

  • عسر الهضم
  • انتفاخ ووجع البطن.
  • الغثيان أو اضطراب المعدة المتكرر.
  • تقيؤ. 
  • حرقة المعدة بين الوجبات أو في الليل.
  • الشعور بالشبع بعد الأكل.
  • الفواق.
  • فقدان الشهية.
  • براز أسود قطراني.
  • الشعور بالمرض.

أسباب التهاب المعدة 

هناك مجموعة من العوامل المسببة لالتهاب المعدة، من بينها النظام الغذائي ونمط الحياة:

  • تناول الأطعمة الغنية بالتوابل والملح.
  • الإجهاد الشديد.
  • التدخين.
  • شرب الكحول.
  • تناول الأسبرين وأدوية الألم لا تستلزم وصفة طبية لمدة طويلة أو بشكل مفرط.

بالإضافة لبعض المشكلات الصحية التي قد تساهم في حدوث التهاب المعدة:

  • التهابات بسبب البكتيريا والفيروسات.
  • الخضوع لجراحة.
  • الإصابة.
  • الحروق.

كذلك بعض الأمراض يمكنها أن تسبب التهاب المعدة:

  • اضطرابات المناعة الذاتية. 
  • الارتجاع المراري المزمن. 
  • فقر الدم الخبيث (لا تكون معدتك قادرة على هضم فيتامين ب 12).

عوامل الخطر

بالإضافة إلى الأسباب السابقة الذكر، هناك عوامل خطر تزيد من احتمال إصابتك بالتهاب المعدة: 

  • كبر السن: يعتبر البالغون المتقدمين في العمر أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المعدة، وذلك راجع إلى أن بطانة معدتهم تصبح أقل سماكة مع التقدُّم بالعمر، يصبحون أكثر عُرضة للإصابة باضطرابات مناعية ذاتية.
  • التوتر: يمكن أن يقلل الإجهاد أو تجارب الحياة المؤلمة قدرة المعدة على حماية نفسها.
  • بعض الأمراض: مثل فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز، داء كرون، الداء البطني، والعدوى الطفيلية.

المضاعفات

يمكن لجميع أنواع التهاب المعدة أن تتسبب في مضاعفات خطيرة، تعرف عليها حسب ما جاء به المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK): 

  • القرحة الهضمية

يمكن أن يسبب اعتلال المعدة التآكلي الحاد القرحة الهضمية، وهي عبارة عن تقرحات في بطانة المعدة أو الاثني عشر. 

  • فقر دم 

قد تصاب بمشاكل في امتصاص الحديد من الطعام، ولا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة، مما يؤدي إلى فقر الدم الخبيث، وذلك نتيجة مضاعفات التهاب المعدة المناعي الذاتي أو التهاب المعدة بالبكتيريا الحلزونية البوابية. 

  • التهاب المعدة الضموري

التهاب المعدة الضموري هو التهاب مزمن في الغشاء المخاطي للمعدة، مما يؤدي إلى فقدان الخلايا الغُدية في بطانة المعدة، والتي تصنع حمض المعدة والأنزيمات، ثم استبدالها بأنسجة الأمعاء والألياف. 

غالبا ما يؤدي التهاب المعدة بالبكتيريا الحلزونية البوابية، والتهاب المعدة بالمناعة الذاتية إلى التهاب المعدة الضموري.

  • سرطان المعدة

إذا كنت مصابا بالتهاب المعدة بالبكتيريا الحلزونية المزمن، أو التهاب المعدة بالمناعة الذاتية، فأنت أكثر عرضة للإصابة بسرطان الأنسجة الليمفاوية المرتبطة بالغشاء المخاطي، وهو نوع من سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين عند البالغين. 

كيف يتم التشخيص؟

من أجل تشخيص التهاب المعدة، سوف يسألك طبيبك عن أعراضك، وتاريخك الطبي، وما إذا كنت تتناول أي أدوية. وبالإضافة إلى الفحص البدني، قد يطلب منك إجراء إحدى الفحوصات التالية: 

  • التنظير العلوي للجهاز الهضمي

من أجل تشخيص التهاب المعدة أو اعتلال المعدة، وتحديد السبب، وإدارة المضاعفات، يستخدم الأطباء تنظير الجهاز الهضمي العلوي. 

خلال التنظير العلوي للجهاز الهضمي ـ وهو إجراء يستخدم فيه الطبيب منظارًا لرؤية بطانة الجهاز الهضمي العلوي، بما في ذلك المريء والمعدة والاثني عشر ـ يأخذ الطبيب خزعات من أنسجة بطانة المعدة، ليتم فحصها بالمجهر. 

  • تحاليل الدم

يأخذ الطبيب أو الممرض عينة من الدم ويرسلها إلى المختبر من أجل  التحقق من الأسباب الأخرى لالتهاب المعدة أو وجود أي علامات أو مضاعفات. 

  • اختبارات البراز

يتم اللجوء لاختبارات البراز للتحقق من وجود دم في البراز، وهي علامة على وجود نزيف في المعدة.

  • تحليل الزفير باليوريا

من أجل إجراء هذا التحليل، يتم ابتلاع كبسولة، أو سائل، أو حلوى تحتوي على اليوريا، وذلك من أجل الكشف عن إصابتك بعدوى الملوية البوابية. 

بعد تناولك لليوريا، سوف يطلب منك الطبيب التنفس في وعاء، من أجل اختبار أنفاسك. إذا تحولت اليوريا إلى ثاني أكسيد الكربون، فأنت مصاب بـ الحلزونية البوابية، وهي المسؤولة عن تحويل اليوريا.

  • سلسلة تصوير الجهاز الهضمي العلوي بالباريوم

هو إجراء يستخدم فيه الطبيب الأشعة السينية، والسائل الطباشيري المسمى الباريوم، من أدل عرض الجهاز الهضمي العلوي. والهدف هو التحقق من وجود علامات التهاب المعدة. 

علاج التهاب المعدة

يمكن لبعض حالات التهاب المعدة أن تختفي دون علاج، لكن في الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب، يمكن علاج التهاب المعدة من خلال: 

العلاجات الدوائية

  • مضادات الحموضة: من أجل تحييد حمض المعدة، مع جرعة تؤخذ كل 30 دقيقة إذا لزم الأمر.
  • مضادات مستقبلات الهيستامين: تقلل من إنتاج حمض المعدة ويمكن تناولها قبل الأكل بـ 10 إلى 60 دقيقة.
  • مثبطات مضخة البروتون: تمنع إنتاج حمض المعدة. يتم تناولها مرة واحدة كل 24 ساعة، لمدة لا تزيد عن 14 يومًا.
  • المضادات الحيوية: يتم وصفها في حالات العدوى البكتيرية.
  • التوقف عن تناول أي من مضادات التهاب غير ستيروئيدية أو كورتيكوستيرويدات لمعرفة ما إذا كان ذلك يخفف الأعراض. 

العلاجات المنزلية

تشمل العلاجات المنزلية تغييرات في نمط الحياة من أجل تقليل أعراض التهاب المعدة، من بينها: 

  • تجنب الأطعمة الحارة والمالحة والمقلية والحمضية.
  • تناول وجبات صغيرة متكررة.
  • تقليل التوتر.
  • تجنب الأدوية التي يمكن أن تهيج بطانة المعدة.
  • تجنب الكحول.

الوقاية من التهاب المعدة

الخبراء غير متأكدين من إمكانية الوقاية من التهاب المعدة، لكن من الأفضل اتباع الاحترازات التالية: 

  • اتباع عادات النظافة الجيدة، خاصة غسل اليدين، لتجنب الإصابة ببكتيريا الملوية البوابية.
  • الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي قد تهيج بطانة المعدة. 
  • تجنب بعض الأدوية مثل الأسبرين وأدوية الألم والحمى التي لا تستلزم وصفة طبية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

عادة ما تحدث التهابات خفيفة في المعدة، ويتم علاجها خلال فترة قصيرة. لكن، إذا استمر تهيج المعدة لأكثر من أسبوع أو إذا كانت لديك مجموعة من الأعراض الشائعة لالتهاب المعدة، قم بزيارة الطبيب على الفور.  

تشمل الأعراض الأكثر خطورة والتي يتوجب معها زيارة الطبيب ما يلي: 

  • تقيؤ الدم. 
  • تقيؤ يشبه القهوة المطحونة.
  • ألم دائم في المعدة.
  • الإغماء.
  • الارتباك.
  • صعوبة التنفس والبلع.
  • تسارع ضربات القلب.
  • الشعور بالنعاس الشديد.
  • براز أسود.

قد يعرضك استمرار إصابتك بالتهاب المعدة المزمن لخطر النزيف في المعدة والأمعاء الدقيقة.