ما هو التبرع بالدم ؟

يلجأ إلى التبرع بالدم في حالة انخفاض مستويات الدم لدى الأشخاص نتيجة الإصابة بمرض أو التعرض لحادث، ويتم التبرع بالدم ومشتقاته لإمداد الجسم بما يكفي من الأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على صحته ووظائف أعضائه.

وتتم هذه العملية من خلال تلقي حوالي نصف لتر من الدم من الأشخاص المتبرعين به ثم فصل مكوناته عن بعضها البعض، وتحديدا الصفائح الدموية، والبلازما والخلايا الحمراء، لنقلها للأشخاص التي تدهورت حالتهم الصحية بسبب فقدان الدم.

وحسب منظمة الصحة العالمية، تمثل الفئات التي تحتاج إلى الدم، النساء في حالة كن عرضة للمضاعفات الصحية خلال فترتي الحمل والولادة، ثم الأطفال المصابون بفقر الدم الحاد، أو ضحايا الحوادث أو مرضى السرطان أو الأشخاص بحاجة إلى عملية جراحية كعملية الزرع أو جراحة القلب والأوعية الدموية أو جراحة العظام أو نتيجة النزيف الداخلي أو الخارجي.

أنواع التبرعات بالدم

تختلف أنواع التبرع بالدم بحسب مكونات ومشتقات الدم الذي يحتوي عادة على الخلايا الحمراء الحاملة للأكسجين، والتي تعزز قدرة الدم على حمل الأكسجين، ثم الصفائح الدموية الضرورية في المساعدة على تخثر الدم ووقف النزيف، ثم البلازما المساعدة في حماية الأشخاص من الإصابة بالأمراض. ويتم تقسيم أنواع التبرعات بالدم كالآتي: 

1. التبرع بالدم بالكامل

يُقصد بالتبرع بالدم بالكامل أي الحصول على الدم لنقله في شكل الكامل المتضمن للبلازما وخلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية والأجسام والمضادة، أو استخدامه بعد فصله عن هذه المكونات. ويتم نقل هذا الدم للمرضى بعد التعرض للإصابات أو الأشخاص الذين بحاجة إلى عملية جراحية.

2. التبرع بالصفائح الدموية

خلال عملية التبرع بالدم يتم فصل الصفائح الدموية وبعض البلازما عن الدم، ثم تتم إعادة خلايا الدم الحمراء والبلازما الأخرى إلى الشخص المتبرع، وتستخدم لعلاج أمراض السرطان وحالات زرع الأعضاء ثم بعض العمليات الجراحية حسب الحاجة إليها.

3. التبرع بالبلازما

يمكن نقل البلازما بعد التبرع بالدم بغض النظر عن فصيلة دم المتبرع للأشخاص في حالة طارئة أو الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث سير للمساعدة على وقف النزيف. ويتم الحصول على البلازما عند التبرع بالدم من خلال فصلها عن خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية التي تتم إعادته إلى الشخص المتبرع.

4. التبرع بـخلايا الدم الحمراء المزدوجة

يتم الاحتفاظ بخلايا الدم الحمراء بعد التبرع بالدم من خلال فصلها عن الصفائح الدموية والبلازما التي تتم إعادتها إلى الشخص المتبرع، ويتم نقل خلايا الدم الحمراء لضحايا الحوادث أو حديثو الولادة أو الأشخاص المصابون بفقر الدم. 

5. التبرع الذاتي

يُقصد بالتبرعات الذاتية تبرع الشخص بالدم قبل خضوعه لعملية جراحية ليتم نقله أثناء العملية الجراحية أو بعض الخضوع للعملية. لكن، يشترط في هذه الحالة أن يكون الشخص في حالة صحية جيدا غير مصاب بإحدى أمراض القلب أو بعدوى. 

شروط التبرع بالدم

يتم خلال عملية التبرع بالدم الحصول على حوالي نصف لتر من الدم وهو ما يمثل 8% من متوسط حجم الدم لدى البالغين. ويعمل الجسم على تعويض هذه النسبة بين 24 و48 ساعة. 

ويمكن للبالغين الأصحاء التبرع بالدم على الأقل مرتين في السنة. ويمكن أن تختلف المدة الزمنية بين فترات التبرع بالدم حسب النوع الذي تم التبرع به، حيث ينبغي الانتظار لمدة 8 أسابيع على الأقل في حالة التبرع بالدم كاملا، والانتظار لمدة 16 أسبوعا في حالة التبرع بخلايا الدم الحمراء المزدوجة، و7 أيام في حالة التبرع بالصفائح الدموية، و28 يوما في حالة التبرع بالبلازما.

1. متطلبات العمر والوزن

ينبغي أن يتراوح عمر المتبرع بالدم بين 18 سنة و75 سنة، كما ينبغي ألا يقل وزنه عن 50 كجم. 

2. المتطلبات الصحية ومعايير الاستبعاد 

ينبغي ألا تضر عملية التبرع بالدم بالمتبرع نفسه، لذلك، لا ينصح بالتبرع بالدم في الحالات التالية

  • الإحساس بتوعك.
  • المعاناة من فقر الدم.
  • فترة الحمل أو الرضاعة.
  • الإصابة بحالة طبية تمنع من التبرع.
  • الحصول على بعض الأدوية.

3. القيود المفروضة على الأدوية 

ينبغي أن يكون المتبرع في حالة صحية جيدة، ويُمنع عليه التبرع بالدم في حالة تناوله لبعض الأدوية كالمضادات الحيوية نتيجة الإصابة بنزلة برد أو الأنفلونزا، أو أي أدوية أخرى تؤخذ لعلاج حالة صحية.

4. فحص الدم 

عادة ما ينبغي الإشارة إلى خلو الدم من أي عدوى مهددة للحياة، لذلك، لا ينبغي على الأشخاص التبرع بالدم في الحالات التالية:

  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو أحد الأمراض المنقولة جنسيا.
  • التعرض لخطر الإصابة بعدوى جنسية.
  • حقن العقاقير والمخدرات.
  • الحصول على وشم أو ممارسة الجنس مع شخص حصل عليه.
  • ثقب الأذن أو الجسم أو ممارسة الجنس مع شخص حصل عليه.

فوائد التبرع بالدم

يمكن أن يساعد التبرع المنتظم في الحفاظ على صحة الأشخاص ووقايتهم من الأمراض، حيث أثبتت دراسة أن التبرع السنوي يمكن أن يقلل من العوامل المسببة للوفاة بنسبة 7.5%. وتشمل فوائد التبرع بالدم الأخرى ما يلي:

  • الخضوع لفصح الدم

يمكّن التبرع بالدم من إجراء اختبار للدم، وهو ما يساعد في الكشف عن الأمراض أو الحالات الصحية التي لم يُكشف عنها من قبل، مثل ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، أو فقر الدم من خلال الكشف عن ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم ومعدل دقات القلب ومستويات الحديد في الدم. كما يمكّن من الكشف عن التهابات الكبد ثم الأمراض المنقولة جنسيا كفيروس نقص المناعة البشرية ومرض الزهري.

  • تقليل مستويات الحديد لمرضى ترسب الأصبغة الدموية

تؤدي الإصابة بترسب الأصبغة الدموية إلى امتصاص الجسم لمستويات عالية من الحديد وتخزينه في الكبد والقلب والبنكرياس، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى التأثير في وظائف هذه الأعضاء والإصابة بأمراض الكبد والقلب والسكري. ويمكن أن يساعد التبرع بالدم في تقليل مستويات الحديد لدى مرضى ترسب الأصبغة الدموية لتقليل خطر الإصابة بالأمراض.

  • الوقاية من أمراض القلب

أثبتت دراسة أن التبرع المنتظم بالدم يمكن أن يساعد على الوقاية من أمراض القلب، وأن يحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، كما أنه يمكن أن يقلل من ارتفاع ضغط الدم المسبب للأمراض. 

المخاطر وردود الفعل السلبية المرتبطة بالتبرع بالدم

تعتبر عملية التبرع بالدم آمنة ما دامت المراكز المخصصة للتبرع بالدم تتبع الإرشادات الطبية الموصى بها، وأكثر ما يمكن أن يشعر به الشخص بعد ذلك هو النزيف أو الكدمة في موقع الإبرة. لكن، يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من بعض الآثار الجانبية بعد تبرعهم بالدم، وغالبا نتيجة صغر سنهم أو ضعف وزنهم أو تبرعهم، وتشمل الآثار الجانبية التي ينبغي معها زيارة الطبيب:

  • الإحساس المستمر بالدوار والغثيان حتى بعد الأكل والشرب والراحة.
  • استمرار النزيف في موضع الإبرة.
  • الإحساس بالألم أو الوخز أو التنميل في الذراع.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • تقلص وتشنج العضلات.
  • إيجاد صعوبة في التنفس.
  • الإغماء والتقيؤ.

أسئلة شائعة قد تهمك

ماذا يحدث في الجسم بعد التبرع بالدم؟

يتمتع الجسم بالقدرة على تعويض الخلايا والسوائل التي فقدها بعد التبرع بحوالي نصف لتر من الدم. وخلال عملية التبرع، يفقد الجسم خلايا الدم الحمراء وينخفض مستوى الأكسجين في الدم، حينها يتم إفراز بروتين إرثروبويتين الذي يمر عبر مجرى الدم حتى يصل إلى نخاع العظم الذي يحفز إنتاج الخلايا البيضاء والصفائح الدموية وخلايا الدم الحمراء بنسبة أكثر، إلى أن تعود هذه الخلايا إلى مستوياتها الطبيعية بعد أيام قليلة من عملية التبرع.

كيف تعوض الدم بعد التبرع؟

تتدخل العديد من العوامل في تعويض نسبة الدم التي تم التبرع بها، أهمها شرب ما يكفي من السوائل مباشرة بعد التبرع بالدم وذلك لتعويض السوائل لإعادة نسبة الدم إلى طبيعتها. ويساهم في هذا، وظيفة الكلي التي تعمل على تنظيم مستويات الصوديوم والماء في الجسم.

وينبغي الحرص على تناول وجبات صحية ومتوازنة طوال 24 إلى 48 ساعة بعد عملية التبرع، من خلال تضمين هذه الوجبات مختلف الأطعمة الغنية بالحديد، اللحم الأحمر والسبانخ والعصائر والحبوب المدعمة.