الجهاز المناعي .. جنود القلعة

جسمك هو قلعتك الخاصّة التي يجب أن تبقى مُحصّنة من أي هجوم خارجي، وأيضاً من الأعداء الداخليين. وغالبا فإن جهازك المناعي هو جيشك الذي يسهر على حماية القلعة، باستنفار كل جنوده.

هذا الجهاز هو خط الدفاع الطبيعي في الجسم ضدّ الكائنات المعدية والجراثيم والكائنات الدقيقة الأخرى المسببة للأمراض، من خلال سلسلة خطوات، تُسمّى بالاستجابة المناعية، وبالتالي الحفاظ على صحة الجسم ومنع العدوى.

ويتكون الجهاز المناعي من شبكةٍ من الخلايا الخاصة والأنسجة والأعضاء، مثل: كريات الدم البيضاء، والغدة الزعترية، والطحال، والغدد اللمفاوية، والخلايا الجذعية، والأجسام المضادة، التي تعمل بتنسيق مُحكم لتحقيق الحماية اللازمة من الفيروسات والجراثيم، وحتى من بعض خلايا الجسم التي تتحول إلى خلايا خطيرة. (قد تتساءل، كيف لخلايا الجسم أن تتحول إلى خلايا خطيرة؟ هل أجسادُنا تُنشئ أجساماً معادية لها؟ نعم هذا صحيح، فالخلايا السرطانية، على سبيل المثال، تنشأ داخل الجسم وليس خارجه)

 إذن، كيف يتعرف الجهاز المناعي على هذه الخلايا الغريبة عنه ويميّزها عن خلاياه؟

يوجد على سطح خلايا الإنسان مُسْتَقْبِلٌ مركب اسمه “جلايكوبروتين”، وهناك قرابة الـ600 نوع من هذه المستقبِلات، والتي تعدّ بمثابة هويات تُعرّف بها خلايا الجسم. ومنْذ الولادة يتعرّف الجهاز المناعي على خلايا جسم الإنسان وبالتالي لا تقوم بمهاجمتها، في حين يُهاجم كل الخلايا التي لا تحمل تلك المُستقبِلات، لكونها غريبة عن الجسم.

لكن عندما يفشل الجهاز المناعي في التمييز بين العدوّ الخارجي وبين ما هو موجود داخل الجسم بشكل طبيعي، تظهر لدينا أمراض المناعة الذاتية، حيث يُهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم ذاته، ويفشل الجيش، بالتالي، في الدفاع عن القلعة وحمايتها من الغزاة الخارجيين.

أمراض المناعة الذاتية:

بلغ عدد أمراض المناعة الذاتية التي تمّ تشخيصها 81 مرضاً، وهناك ما يُشتبه بأن له خلفية مناعية ذاتية، ومن أشهر هذه الأمراض نذكر: مرض البُهاق “البَرص” -مرض الذئبة- مرض التصلب المتعدد – التهاب المفاصل الروماتيدي – سكري الأطفال (النوع الأول) – داء أديسون.

لماذا يهاجم الجسم نفسه؟

تنجم أمراض المناعة الذاتية عن تداخل عدة عوامل، مثل الميل الوراثي، ضعف/ خلل معين في الجهاز المناعي، منظومة هرمونية، وخاصة الهرمونات الجنسية لدى النساء، والتوتر والاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى العوامل البيئية.

كيفية علاج الأمراض المناعية

يختلف علاج أمراض المناعة الذاتية حسب كل شخص وكل حالة، إذ تتم ملائمته لنوع المرض ولكل مريض على حدة.

ومع ذلك، هناك ميل عام نحو تفضيل المعالجة بمضادات الالتهاب، بالستيرويدات، بالأدوية الكابتة للجهاز المناعي، وكذلك بعلاجات أكثر تركيبا تشمل تنقية الدم.

معالجة أمراض المناعة الذاتية تتم بإشراف أطباء على الأجهزة المختلفة التي طالها الضرر وأصابها من جراء المرض، لكن معظم هذه العلاجات تظل ضمن مجال تخصص أطباء الجهاز المناعي (Clinical Immunology) أو أطباء الأمراض المفصلية والروماتيزم (Rheumatology).

رأيك يهمنا:

هل تعاني من أحد هذه الأمراض التي تم ذكرها بالموضوع أو تعرف شخصا ما يعاني منها؟ هل تعتقد أنه ينبغي إضافة معلومات أكثر إلى هذا الموضوع؟ هل لديك أي إحصائيات جديدة حول الموضوع أو رأي مخالف؟ ساعدنا على تحسين هذا الموضوع عبر التعليقات في الأسفل أو مراسلتنا من خلال هذه الصفحة.

 

المحرر: ريمان خالد محمد ماضي

تدقيق المحتوى العلمي: د. نعيمة زماد