ينتج عن العدوى البكتيرية في الأسنان تجمع القيح في الفم، وذلك نتيجة تسوس الأسنان أو تعرض الأسنان لإصابات غير معالجة، وهو ما يسبب ألما وتورما وحساسية قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات صحية على مستوى الفك والدماغ إذا لم يتم علاجها. وعادة ما يصف الطبيب المضاد الحيوي المناسب لك للقضاء على البكتيريا المسببة لعدوى الأسنان.

ما هو المضاد الحيوي للأسنان؟

يوصف المضاد الحيوي للأسنان للقضاء على البكتيريا المسببة للعدوى التي تؤدي إلى تكون القيح في الفم بسبب نمو البكتيريا المفرط في الفم، والذي يسبب التورم والألم والحساسية. ويعمل المضاد الحيوي على علاج التهاب الأسنان ومنع العدوى من الانتشار في الدماغ والفك.

أنواع التهابات الأسنان

يؤدي التهاب الأسنان الناتج عن العدوى البكتيرية إلى خراج الأسنان وهو تجمع القيح في اللثة أو في العظم المثبت للأسنان أو داخل الأسنان. وتشمل أنواع التهابات الأسنان المؤدي إلى تكوُّن القيح في الفم:

1. خراج اللثة

يمكن أن يتكون القيح الناتج عن العدوى في اللثة، إلا أنه لا يضر بصحة الأسنان أو الهياكل الداعمة.

2. الخراج الذروي

يتكون الخراج الذروي في طرف جذر السن، نتيجة تسوس أو تكسر إحدى الأسنان. حيث تدخل البكتيريا عبر السن المنكسر لتنتشر في لب الأسنان المتضمن للأعصاب والأوعية الدموية. يؤدي انتقال البكتيريا في لب الأسنان إلى انتشارها في طرف جذر السن والعظام المحيطة.

3. خراج دواعم السن

تنتشر العدوى في هذا النوع من التهابات الأسنان في العظام والأنسجة التي تدعم السن، حيث يتكون خراج الأسنان نتيجة الإصابة بأمراض اللثة.

اقرأ أيضا: 6 أفضل علاجات منزلية فعالة للتخلص من التهابات اللثة

المضادات الحيوية الشائعة المستخدمة في التهابات الأسنان

تختلف أنواع المضادات الحيوية التي يمكن للطبيب وصفها باختلاف الالتهاب الذي يصيب الأسنان ونوع البكتيريا المسببة للعدوى، أو بالنظر إلى ضرورة وصف المضاد الحيوي للأسنان، إذ لا تتطلب بعض التهابات الأسنان العلاج بالمضاد الحيوي، بل يمكن لطبيب الأسنان علاج الالتهابات من خلال تصريف القيح أو إزالة السن المصاب أو تركيب قناة للجذر.

وعادة ما يمكن وصف المضاد الحيوي للأسنان عند انتشار العدوى في اللثة والأسنان، أو عند المعاناة من ضعف في الجهاز المناعي أو إذا كان الالتهاب شديدا. وتشمل أنواع المضادات الحيوية الشائعة التي توصف للقضاء على العدوى ومنع البكتيريا من النمو والتكاثر:

  • البنسلين 

توصف المضادات الحيوية من نوع البنسلين لعلاج عدوى الأسنان. ويمكن للطبيب مزج هذا النوع من المضادات الحيوية مع دواء آخر للقضاء على البكتيريا المقاومة للأدوية.

  • الكليندامايسين

وهو نوع من المضادات الحيوية التي تعالج الالتهابات وتمنع نمو و تكاثر البكتيريا، ويمكن وصفه لعلاج التهابات الأسنان والقضاء على البكتيريا التي قد تكون مقاومة بشكل أقل من المضادات الحيوية من فئة البنسلين.

  • أزيثروميسين

يعمل المضاد الحيوي للأسنان من نوع أزيثروميسين على القضاء على العديد من البكتيريا وإيقاف نموها، و يعتبر فعالا في علاج التهابات الأسنان لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية البنسلين أو لا يستجيبون للمضادات الحيوية الأخرى.

  • ميترونيدازول

يصف الأطباء المضاد الحيوي من نوع الميترونيدازول لعلاج التهابات الأسنان، ونظرا إلى أنه قد لا يناسب جميع المرضى فيمكن لطبيب الأسنان أن يختار أدوية أخرى بدلا منه.

المخاطر والآثار الجانبية للمضادات الحيوية لالتهابات الأسنان   

رغم دور المضاد الحيوي للأسنان الفعال في التخلص من العدوى والقضاء على البكتيريا ومنع تكاثرها، إلا أن هذه المضادات يمكن أن تتسبب في بعض الآثار الجانبية المتوسطة الشدة كالدوخة والغثيان والإسهال، كما قد تتسبب في آثار جانبية شديدة كالعدوى الفطرية. ويُنصح باستشارة الطبيب المعالج عن استمرار حدوث هذه الأعراض لتلقي العلاج المناسب لها.

اقرأ أيضا: هل أمراض اللثة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب؟

ردود الفعل التحسسية

من ضمن الآثار الجانبية الشديدة أيضا ردود الفعل التحسسية التي قد تكون مهددة لحياة الشخص. لذلك، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه أنواع معينة من المضادات الحيوية إخبار الطبيب لتلقي العلاجات الأخرى المناسبة. 

خيارات العلاج البديلة لالتهابات الأسنان

إلى جانب المضاد الحيوي للأسنان، يمكن أن يختار طبيب الأسنان علاجات أخرى:

1. علاج الأسنان واللثة

يمكن اللجوء إلى خيارات علاجية أخرى لالتهابات الأسنان بناء على درجة تغلغل العدوى في اللثة أو في جذر السن، حيث يمكن للطبيب علاج التهابات الأسنان من خلال تجفيف القيح المتجمع في اللثة أو السن، أو ملء التجاويف لتقليل خطر انتقال البكتيريا إلى جذر السن أو تركيب قناة الجذر أو إزالة السن بالكامل.

2. العلاجات الطبيعية

لا بد من زيارة الطبيب في حالة الإصابة بعدوى على مستوى الأسنان، وذلك لتفادي المضاعفات الصحية التي قد تضر بصحة الفك والفم والدماغ. ذلك أن العلاجات الطبيعية قد تساعد في تخفيف الأعراض وحسب ولن تعالج العدوى، وتشمل هذه العلاجات الطبيعية:

  • شطف الفم برفق بمزيج من الملح والماء الدافئ.
  • تنظيف الأسنان المجاورة للسن المصاب بفرشاة أسنان ناعمة.
  • تجنب تناول الأطعمة والمشروبات شديدة السخونة أو البرودة لتفادي الحساسية.
  • المضغ على الجانب غير المصاب لتقليل الآلام والتورم في الجانب المصاب.
  • تجنب تناول الأطعمة الصلبة التي يصعب مضغها والتي قد تؤدي إلى الإحساس بألم مضاعف.

الوقاية من التهابات الأسنان ومكافحتها

يمكن الوقاية من التهابات الأسنان ومكافحتها أو تقليل خطر تكون القيح في الأسنان من خلال الحرص على تنظيف الأسنان بشكل منتظم، وإجراء فحوصات طبية روتينية عند طبيب الأسنان، مع ضرورة عدم التماطل أو التساهل عند الإحساس بخلخلة إحدى أسنانك أو حدوث تشقق فيها، لتلقي العلاج المناسب قبل الإصابة بعدوى وانتقال البكتيريا المسببة للعدوى إلى جذر السن.

أسئلة شائعة قد تهمك

ما الذي يبطل مفعول المضاد الحيوي؟

يمكن أن يبطل مفعول المضاد الحيوي للأسنان نتيجة العديد من الأسباب، ومن أهمها استخدام المضادات الحيوية بكثرة أو عند عدم الحاجة إليها، أو عدم اتباع توصيات الطبيب عند استخدامها كتناول جرعات كثيرة أو عدم إتمام الجرعات الموصى بها.

يمكن أن تؤدي هذه الأسباب إلى إبطال مفعول المضاد الحيوي للأسنان، ومن نتائجه مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، بحيث تتغير باستمرار لتفادي مفعول المضادات الحيوية، وهو ما يتسبب في استغراق وقت أطول للشفاء، أو تفاقم العدوى وتسببها في العديد من المضاعفات الصحية.

هل الماء والملح يعالج التهاب اللثة؟

للماء الدافئ المالح خصائص علاجية تعمل على التخفيف من أعراض التهاب اللثة، بحيث يعمل على إزالة البلاك والبكتيريا من الأسنان واللثة، والتقليل من التورم لمساعدة اللثة على الالتئام. إلا أنه لا يمكن الاكتفاء بالماء والملح كعلاج لوحدهما، لأن الماء المالح الدافئ يعمل على تخفيف الأعراض وحسب ولا يعالج أمراض اللثة، ولا يقضي على البكتيريا المسببة لالتهابات اللثة.

هل المضاد الحيوي يقلل من ألم الأسنان؟

يصف الأطباء المضاد الحيوي للأسنان لمنع انتشار البكتيريا خارج تجويف الفم، أو لعلاج الالتهابات التي أصابت تجويف الفم. ويقتصر دورها على القضاء على البكتيريا ولا تقلل من ألم الأسنان إذ لا تحتوي على مسكنات للآلام. لكن، يبدأ الشخص في الإحساس بقلة الآلام والأوجاع بعد تناول المضاد الحيوي للأسنان في غضون يومين أو ثلاثة أيام من تناوله. لذلك، يوصى بتناول الجرعات الموصى بها من قبل طبيب الأسنان للتسريع من عملية الشفاء.

متى يكون المضاد الحيوي خطيرا؟

يمكن أن يسبب المضاد الحيوي للأسنان آثار جانبية كالإحساس بالتعب أو الانتفاخ وعسر الهضم أو الإسهال، أو المعاناة من ردود فعل تحسسية تجاه نوع من أنواع المضادات الحيوية، وهو ما قد يستعدي تدخلا طبيا طارئا. لذلك، ينصح بزيارة الطبيب في حالة ملاحظة الأعراض التالية:

  • الإصابة بطفح جلدي مسبب للحكة والتورم وتقشر الجلد.
  • الإحساس بضيق في الصدر أو الحلق. 
  • عدم القدرة على التنفس أو التحدث.
  • تورم الوجه أو الفم أو الشفتين أو اللسان أو الحلق.

يمكن لبعض المضادات الحيوية ألا تكون مناسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية أو حالات صحية مزمنة، كما يمكن أن تكون غير مناسبة للنساء الحوامل أو المرضعات. لذلك، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض أو من حالات صحية مزمنة أو النساء الحوامل والمرضعات إخبار طبيب الأسنان لكي يصف العلاج الطبي المناسب في حالة الإصابة بالتهابات الأسنان.

إلى كم من الوقت ينبغي تناول المضاد الحيوي للأسنان؟

في حالة الحصول على المضادات الحيوية لعلاج التهابات الأسنان، فعادة ما ينبغي تناولها لمدة أسبوع تقريبا، ويمكن أن تختلف الجرعة الموصى بها يوما باختلاف المضاد الحيوي الذي وصفه لك الطبيب. لذلك، ينبغي الحصول على معلومات مفصلة حول الجرعات التي ينبغي تناولها بشكل يومي والمدة التي ينبغي التوقف فيها عن تناول المضاد الحيوي للأسنان.

ينبغي عدم خلط الأدوية مع المضادات الحيوية وإتمام تناول الجرعات الموصى بها حتى مع بدء اختفاء الأعراض المصاحبة لالتهابات الأسنان، لأن التوقف عن تناول المضاد الحيوي يمكن أن يؤدي إلى عدم القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى ويحفز عودتها من جديد، وهو ما سيجعل عملية الشفاء أبطأ وأكثر تعقيدا. 

يمكن أن يساعد الحرص على نظافة فمك في وقاية اللثة والأسنان من نمو وتكاثر البكتريا المسببة للعدوى، وذلك من خلال تنظيف الأسنان بشكل يومي مع استخدام الخيط لإزالة بقايا الطعام العالقة بين الأسنان. مع ضرورة إجراء فحوصات روتينية في حالة ملاحظة تغيرات على مستوى اللثة أو الأسنان للوقاية من التهابات الأسنان والمضاعفات الصحية المرتبطة بها.