لا يعد تضخم القلب مرضا، بل يعد مؤشرا لوجود حالة مرضية أخرى، ويجب إجراء فحوصات أخرى لتشخيص الحالة المرضية المسببة للتضخم. قد تتسبب بعض الحالات المرضية في أن تصبح عضلة القلب أكثر سمكا أو تتسبب في تمددها، مما يجعل القلب يصبح بحجم أكبر. وحسب الحالة المرضية، قد يكون مؤقتا أو دائما.

أعراض ومؤشرات تضخم عضلة القلب:

عند بعض الأشخاص لا يتسبب في ظهور أي مؤشرات أو أعراض، كما يمكن أن تتضمن المؤشرات والأعراض مايلي:

  • ضيق التنفس
  • حدوث اضطرابات على مستوى دقات القلب
  • آلام صدرية
  • الإغماء الناتج عن عدم الانتظام في ضربات القلب
  • الموت المفاجىء في بعض الحالات النادرة

أسباب تضخم القلب:

هناك نوعان رئيسان، النوع الأكثر شيوعاً منه يُسمّى باعتلال عضلة القلب التوسعيّ، الذي تتوسّع فيه عضلة القلب بأكملها وتصبح أقل سماكة، كما أنّها تصبح أضعف، وعادةً ما تتبعه الإصابة بقصور عضلة القلب.
أمّا النوع الآخر فيُعرف باعتلال عضلة القلب الضخامي، إذ يتضخّم فيه البطين الأيسر للقلب، المسؤول عن إنجاز أكثر مهام القلب إجهاداً بضخ الدم إلى كافة أجزاء الجسم، وذلك عند تحميل القلب جهداً إضافيّاً، فتتضخم الخلايا العضلية كنتيجة لهذا الجهد الزائد.

وقد يحدث اعتلال عضلة القلب الضخامي بشكل مؤقت ولا يدل على حالات مرضيّة، كالذي يحصل في الحمل أو عند الرياضيين.

ارتفاع ضغط الدم:

يعتبر من الأسباب الأكثر شيوعا ، فقد يتسبب في تضخم البطين الأيسر من القلب والتأثير على عضلة القلب، حيث أن الارتفاع في معدل ضغط الدم يجعل القلب يضطر إلى ضخ الدم بقوة إلى بقية أجزاء الجسم، مما يتسبب في تضخم عضلة القلب ثم ضعف عضلة القلب.

أمراض تتعلق بصمامات القلب:

يحتوي القلب على أربعة صمامات للمحافظة على تدفق الدم في الاتجاه الصحيح. إذا تضررت الصمامات نتيجة حالات مرضية مثل حمى الروماتزم، عيوب خلقية، وبعض الأدوية أو العلاجات الاشعاعية للسرطان، فقد يؤدي ذلك إلى تضخم عضلة القلب.

اعتلال عضلة القلب:

وهو من الأمراض القلبية التي تتسبب في تلف عضلة القلب، مما يقلل من قدرة القلب على ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم ويؤدي إلى الإصابة بفشل وتضخم القلب

ارتفاع ضغط الدم الرئوي:

الذي يسبّب تضخم البطين الأيمن للقلب، فباعتباره مسؤولاً عن إيصال الدم إلى الرئتين، فإنّ ارتفاع ضغط الدم داخلهما يضح حملاً زائداً على البطين الأيمن، فيجبره ذلك على العمل بشكل أكبر مما يسبب تضخمه.

مرض الشريان التاجي:

في هذه الحالة، يؤدي اختناق شرايين القلب إلى اضطراب تدفق الدم عبر أوعية القلب والذي يمكن أن يؤدي إلى النوبة القلبية. وعند قصور جزء من عضلة القلب، قد يجبر ذلك القلب على الانقباض بقوة لضخ الدم الكافي إلى باقي الجسم، مسببا في تضخمه.

فقر الدم:

فقر الدم هي الحالة التي لا يحتوي الدم فيها على خلايا دم حمراء صحية كافية لحمل المقدار الملائم من الأكسجين لأنسجة الجسم. يمكن أن تتسبب حالة فقر الدم غير المعالجة أو المزمنة في تسارع ضربات القلب وعدم انتظامها، ثم في بعض الأحيان إلى التضخم نتيجة إجهاده من أجل ضخ المزيد من الدم لتعويض نقص الأكسجين في الدم.

اضطرابات الغدة الدرقية:

يؤدي كل من قصور وفرط نشاط الغدة الدرقية إلى مشكلات في القلب، وتشمل تضخم عضلة القلب.

الكميات الكبيرة من الحديد في الجسم: وهو اضطراب لا يمتص فيه الجسم الحديد بطريقة صحيحة، متسببا في تراكمه في أعضاء مختلفة، بما في ذلك القلب. ويمكن أن يتسبب ذلك في تضخم البطين الأيسر نتيجة ضعف عضلة القلب.

أسباب وراثية:

توجد فرصة 50% للإصابة بمرض تضخم عضلة القلب في حال كان أحد الأبوين قد أًصيب به، لكن هذا لا يعني بالضرورة حتمية الإصابة به.

مضاعفات تضخم القلب:

تشمل مضاعفاته ما يلي:

  • فشل القلب:

يَزيد تضخم البطين الأيسر، من خطورة فشل القلب. في حالة فشل القلب، تضعف عضلة القلب، ويتوسع البطين الأيسر إلى درجة لا يستطيع عندها القلب ضخ الدم لباقي أنحاء الجسم بكفاءة.

  • الجلطات الدموية:

يمكن أن تجعل إصابة المريض بتضخم عضلة القلب أكثر عرضة لتكوين الجلطات الدموية في بطانة القلب، إذا انتقلت الجلطة من البطين الأيسر إلى مجرى الدم، يمكنها أن تسد تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، وأيضا قد تسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.و الجلطات التي تتكون في الجانب الأيمن من القلب تنتقل إلى الرئتين، وهي حالة خطيرة تسمى الانصمام الرئوي.

  • توقف القلب والموت المفاجئ:

في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات على مستوى ضربات القلب. فقد يؤدي تباطؤ دقات القلب للغاية أو تسارعها للغاية إلى الإغماء، أو في بعض الحالات توقف القلب أو الموت المفاجئ.

طرق الوقاية:

يساعد التحكم في عوامل الخطر لمرض الشريان التاجي كارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكولسترول أو داء السكري، في الحد من خطر الإصابة به ومن فشل القلب عن طريق الحد من خطر النوبة القلبية.

ويمكن المساعدة في الحد من فرصة الإصابة بفشل القلب عن طريق:

  • تناول أطعمة صحية.
  • الحد من استهلاك الكحوليات.
  • تفادي استهلاك العقاقير غير المشروعة.
  • التحكم في ارتفاع ضغط الدم عن طريق النظام الغذائي (التقليل من استهلاك الملح والدهنيات)، التمارين الرياضية، وتناول الأدوية الموصى بها من
  • طرف الطبيب.
  • الإقلاع عن التدخين.

ويجدر الإشارة عن أهمية الكشف المبكر لأمراض الصمامات تفاديا لفشل عضلة القلب، وكذا الكشف المبكّر عن بعض المشاكل والأمراض الأخرى التي قد تؤدي إلى تضخّمه كارتفاع الضغط الدموي؛ فقد يساعد ذلك على العلاج ومنع التطوّر إلى مراحل مرضية متقدمة، خاصة عند وجود تاريخٍ عائليٍّ للإصابة بأحد أمراض تضخم عضلة القلب.

تدقيق علمي:

د. كوثر مجذوب

أخصائية في أمراض القلب والشرايين