متى يكون طفلي جاهز لاستعمال الحمام؟ ما هي العلامات الدالة على جاهزيته؟ كيف يمكنني التعامل معه في هذه المرحلة؟ ما هي الأخطاء التي يجب علي تجنبها؟ كيف أساعد طفلي في حال لم يستطع التخلي عن الحفاضة؟ كلها أسئلة ستجدين أجوبتها في هذا المقال!

يكتسب الأطفال مهارة استعمال الحمام بعد نزع الحفاظات في الفترة العمرية الممتدة بين السنتين والأربع سنوات، وهي عملية فسيولوجية طبيعية تحدث مع تطور ونمو الطفل، يصير خلالها قادرا ومسؤولا على التحكم في الإخراج toilet learning.

 طبقًا لبحث أجراه طبيب الأطفال بيري بريزلتون Berry Brazelton على 1170 طفلًا وجد أن متوسط العمر الذي يستطيع فيه الأطفال التحكم في إخراجهم هو 28 شهرًا أي ما يقارب عامين ونصف، وتعتبر الفترة الممتدة بين السنتين والأربع سنوات فترة مناسبة للبدء مع الطفل هذا التعلم إذ تظهر علامات فسيولوجية ونفسية محددة تنبئ باستعداده وجاهزيته لبدء التجربة.

علامات جاهزية الطفل للتخلي عن الحفاظة:

هناك مجموعة من العلامات الفسيولوجية والنفسية التي يمكن أن تساعد الأم على اتخاذ قرار بداية نزع الحفاظات، وهي علامات استرشادية ليس بالضرورة أن تتحقق بأكملها، ولكن عند تحقق معظمها يكون الوقت مناسبًا لبدء التجربة.

العلامات الفسيولوجية:

  • النضج العصبي والعضلي بالقدر الذي يمكن الطفل من التحكم في عضلاته مثل المشي بثبات، والجلوس باستقامة وصعود السلالم.
  • أن تبقى حفاظته جافة لساعتين أو أكثر، وهذا يعني أن مثانته نضجت بشكل كاف لتعلم التحكم في البول.
  • أن يستطيع الطفل الجلوس لدقائق متتالية والانشغال بعمل ما. 
  • أن يكون براز الطفل متماسكًا و تكون عملية الإخراج وفق وتيرة متكررة وشبه منتظمة.
  • أن يستطيع الطفل النوم مع البقاء على حفاظته جافة في معظم الأوقات.

العلامات النفسية:

  • أن يظهر لدى الطفل رغبة ملحة في الاستقلالية والاعتماد على نفسه.
  • أن يبدي الطفل تعبيرًا على وجهه أو إشارة ما عند رغبته في الإخراج.
  • ألا يكون خائفًا من قاعدة الحمام إذا جلس عليها أو من حوض الصغار.
  • أن يرغب الطفل في محاكاة تصرفات البالغين وأن يصبح مثلهم في كل شيء.
  • أن يبدي الطفل  الرغبة في إسعاد أمه وأبيه بتصرفاته اليومية.
  • أن يكون الطفل قادرا على فهم واستيعاب تعليمات الوالدين.
  • أن يكون الطفل قادرا على التعبير لغويا عن حاجاته ورغباته.

مراحل تخلي الطفل عن الحفاضة:

بعد تحقق معظم علامات جاهزية الطفل لتعلم استعمال الحمام ونزع الحفاضات، تبدأ العملية أولا بالإعداد، ثم تليها مرحلة التعلم، التي قد تصطدم بفترة انتكاسة عند بعض الأطفال، وتجدر الإشارة أن دور الأب والأم هو الإشراف على العملية وليس تلقين الطفل، فتعلم النظافة أمر يتحكم به الطفل وحده، لكنه يحتاج دعم وإشراف الأبوين. 

مرحلة الإعداد:

  • لا يقتصر الإعداد على الطفل فقط، ولكنه يشمل القائم على رعايته أيضا وذلك بإنقاص التوقعات العالية أو مقارنة الطفل بطفل آخر في نفس عمره.
  • إزالة كل ما يمكن أن يثير غضب الوالدين في محيط الطفل إذا أصابه الاتساخ جراء الأخطاء الوارد حدوثها عند تعلم الطفل من زرابي ومفروشات وغيرها.
  • إثارة انتباه الطفل لدخول أفراد الأسرة للحمام مع تسمية التبول و التبرز بالمصطلحات الواضحة والمتداولة بالبيت.
  • اقتناء مقعد خاص بالإخراج موافق لحجم الطفل يستطيع الجلوس عليه لوحده دون الحاجة لمساعدة.
  • من المهم أن تكون رجلا الطفل مثبتتان على الأرض خلال جلوسه بالمقعد الخاص به، لأنه بذلك لا يخش فقد التوازن والسقوط، كما يحصل حين يوضع الطفل بمقعد الحمام الخاص بالكبار، ويسيطر عليه الخوف مما يجعله رافضا كليا لفكرة تعلم نزع الحفاظ.
  • استخدام دمية الطفل أو أحد شخصيات لعبه لوضعها فوق المقعد الصغير ومحادثتها عن عملية تعلم الإخراج و تشجيعها حين تنجح وإذا أخطأت تخبرها الأم أنها ستحاول بالمرة القادمة!
  • تعليم الطفل عن طريق الكتب والرسومات يفيده في الفهم واستيعاب الفكرة والقدرة على إسقاطها على نفسه.

مرحلة التعلم:

بعد قضاء وقت كاف في مرحلة الإعداد قد يبادر الطفل برغبته في التعلم بنفسه، وإن لم يفعل فيمكن عرض الأمر عليه، حتى إذا أبدى موافقته نبدأ في هذه المرحلة مع بعض الإجراءات:

  • ارتداء ملابس سهلة الخلع ويفضل أن تكون طبقة واحدة، حتى لا يبلل الطفل نفسه إذا انشغل بخلعها.
  • تشجيع الطفل بعبارات مثل (أنت تكبر) (لقد نجحت هذه المرة) والابتعاد عن الحوافز المادية وما يماثلها من عبارات مدح مبالغ فيها.
  • وضع الطفل بشكل دوري ومنتظم فوق المقعد وإشغاله بلعبة أو كتاب.
  • تقبل الحوادث وخطأ الطفل المتكرر الذي حتمًا سيحدث في بداية تعلمه والتعامل مع هذه الأخطاء بهدوء، دون لوم أو زجر.
  • التركيز على الجانب الإيجابي والمحاولات الناجحة ولو كانت قليلة بدلًا من التركيز على المحاولات الفاشلة.
  • إذا أراد الطفل التراجع فلا مانع من ذلك لفترة من الزمن ثم نعاود الكرة لاحقًا.

الانتكاسة خلال مرحلة التعلم:

قد يتعرض الطفل خلال مرحلة التعلم لانتكاسة، وهي ظاهرة عامة قد تصاحب تعلم مختلف المهارات الجديدة، إذ يشعر الطفل في بداية التعلم بحماس ورغبة ملحة لاكتساب تلك المهارة، ولكن بعد ذلك ينتابه فتور وتراجع.

هذه الانتكاسة قد تحدث أثناء تعليم الطفل التحكم في الإخراج أيضا، فبعد أن كان حريصًا أشد الحرص على استخدام المقعد، يصبح الطفل يأخذ راحته بكل مكان إلا المقعد الخاص به، بل أحيانًا قد يتعمد الطفل الخطأ لاختبار حدود والديه ومدى تقبلهم أخطائه، هنا وجب الصبر وتقبل الطفل وتفهمه وعدم لومه بعبارات جارحة.

ما يجب فعله في حال فشلت عملية التعلم؟

  • إذا فشلت المحاولة الأولى رغم احترام فترة الإعداد فهذا يدل على أن الطفل غير جاهز.
  • إذا رفض الطفل الجلوس فوق المقعد الخاص به و صار متوترا كلما طلبت منه الأم استخدامه فيجب حينها تأجيل الموضوع لشهر أو ثلاث أشهر.

أخطاء شائعة يجب اجتنابها:

  • عدم اختيار السن المناسب للبدء بالتدريب كأن نبدأ مبكرا فيكون الطفل غير جاهز أو نبدأ بسن متأخر قد تصاب فيه عضلة الفرج  بنوع من الكسل وهو ما يؤدي إلى تأخر التحكم فى التبول والتبرز.
  • تعنيف الطفل جسديا أو لفظيا بعد تراكم المحاولات الفاشلة.
  • تردد الأم في إزالة الحفاظ تارة وإرجاعه تارة أخرى.
  • عدم التنسيق مع القيمين على الطفل كالروضة أو المربية أو الجدة والجد وعدم إشراكهم بهته العملية.

وأخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركينا عزيزتي المتابعة الإشكالات التي واجهتك أو تواجهك خلال تعليم طفلك استعمال الحمام بدل الحفاضة! وشاركي المقال مع صديقتك التي لديها أطفال!

اقرأ أيضاً: غيرة الطفل من المولود الجديد.. تعرفي على طرق التعامل معها!