الارتجاع المعدي المريئي GERD هو انتقال العصارة الهضمية المعدية (الحمضية) المسؤولة عن هضم الطعام من المعدة إلى المريء، وغالبا ما يحدث ذلك عند الأشخاص الذين يتناولون وجبة دسمة أو الذين يستلقون مباشرة بعد تناول الطعام. وقد يكون أيضا ناتجا عن عيوب في الصمام الذي يربط المريء بالمعدة أو بسبب حالة تسمى فتق الحجاب الحاجز hiatal hernia، وهو عندما يندفع الجزء العلوي من المعدة للأعلى عبر الحجاب الحاجز إلى الصدر.

ارتجاع المريء شائع جدا، ومعظم الأشخاص المصابون به لا يصابون بسرطان المريء، إلاّ أنه يُعد من عوامل خطورة هذا السرطان ويجب علاجه أو على الأقل مراقبة تطوره!

حرقة المعدة وسرطان المريء.. أية علاقة؟

المريء هو الأنبوب الطويل الذي ينقل الطعام من حلقك إلى معدتك؛ وعندما تعاني من ارتجاع المريء GERD، يصعد حمض المعدة إلى المريء، ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إتلاف أنسجة المريء وزيادة خطر الإصابة بسرطان المريء.

يجب الإشارة إلى أن هناك نوعين رئيسيين من سرطان المريء: سرطان غدي Adenocarcinoma وسرطان الخلايا الحرشفية squamous cell carcinoma وحسب الجمعية الأمريكية للسرطان، فالأشخاص المصابون بالارتجاع المعدي المريئي GERD أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء الغدي بينما يصاب المدخنّون والمدمنون على الكحول بسرطان الخلايا الحرشفية. 

كما يجب الإشارة أيضا إلى أن المعدة تحتوي على بطانة تحميها من العصارة المعدية الحمضية، بينما لا يحتوي المرئ على هذه البطانة التي تحميه من هذه العصارة التي تُتلف أنسجته وتُغيّر من طبيعة خلاياها تدريجيا؛ وهذا الخطر يكون أعلى لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض متكررة لـ GERD.

في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي تلف الأنسجة في المريء الناتج عن الارتجاع المعدي المريئي إلى حالة تسمى مريء باريت Barrett’s esophagus وهو حينما تستبدل أنسجة المريء بأنسجة مشابهة لتلك الموجودة في بطانة الأمعاء، وفي بعض الأحيان تتطور هذه الخلايا إلى خلايا سرطانية!

مريء باريت هي طريقة يدافع بها المريء عن نفسه، حيث تبدأ الخلايا في بطانة المريء في التغير لأنها تعرضت للحمض لسنوات عديدة!

عوامل خطر الإصابة بسرطان المريء.. الارتجاع المعدي المريئي أبرزها!

شهد الدكتور مارك أورينجر Mark Orringer، أستاذ جراحة الصدر بجامعة ميتشيغان University of Michigan، والرائد في جراحة المريء، تنوعا على مدى العقود الثلاثة الماضية في العوامل المؤدية لسرطان المريء لدى مرضاه:

  • وجد في المقام الأول الكحول والتدخين بإفراط،
  •  ثم ظهر بأعداد أكبر عند أولئك الذين يعانون من السمنة، 
  • إلى جانب الارتجاع المعدي المريئي GERD!

بالإضافة إلى عوامل خطر أخرى، وهي كالتالي:

  • وجود تغيرات قبل سرطانية في الخلايا المريئية (مريء باريت).
  • وجود ارتجاع صفراوي.
  • العمر: أكثر شيوعا عند الأفراد الذين يبلغون 55 سنة وما فوق.
  • الجنس: 3 مرات أعلى عند الرجال.
  • التدخين: الشخص الذي يدخن علبة سجائر في اليوم أو أكثر تكون لديه فرصة مضاعفة للإصابة بسرطان المريء من غير المدخن، ولا يزول الخطر إذا توقف عن استخدام التبغ.
  • الإفراط في الأكل: اتباع نظام غذائي غني باللحوم المصنعة قد يزيد من فرصة الإصابة بسرطان المريء.
  • عدم أكل قدر كاف من الفواكه والخضروات.
  • الخضوع لعلاج إشعاعي على الصدر أو أعلى البطن.
  • وجود عادة ثابتة لشرب السوائل شديدة السخونة: 65 درجة مئوية.
  • وجود صعوبة في البلع بسبب العضلة العاصرة المريئية التي لا تنبسط (تعذر الارتخاء المريئي Achalasia).
  • عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): حسب الجمعية الأمريكية للسرطان تم العثور على علامات الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري في ما يصل إلى ثلث سرطانات المريء من مرضى في أجزاء من آسيا وجنوب إفريقيا. 

ما هي أعراض سرطان المريء؟

أكثر أعراض سرطان المريء شيوعا هي صعوبة البلع difficulty swallowing، والتي تُعرف أيضا باسم عسر البلع dysphagia. وتتفاقم صعوبة البلع عندما تمر كتلة الطعام من الورم، أو عندما ينمو الورم ويسد المريء أكثر!

يمكن أن تؤدي صعوبة البلع إلى فقدان الوزن بشكل غير مقصود، نظرا لصعوبة تناول الطعام، لكن بعض الناس يلاحظون أيضا: 

  • انخفاضا في الشهية. 
  • زيادة في التمثيل الغذائي.

تشمل الأعراض المحتملة الأخرى لسرطان المريء ما يلي:

  • بحة في الصوت.
  • سعال مزمن.
  • نزيف في المريء.
  • زيادة عسر الهضم. 
  • الحموضة المعوية أو حرقة المعدة.

عادة لا يسبب سرطان المريء أي أعراض في مراحله المبكرة، وبالتالي لا يلاحظ الأشخاص الأعراض حتى وصول السرطان إلى مرحلة أكثر تقدما!

كيف يتم تشخيص سرطان المريء؟

إذا ظهرت عليك أعراض قد تكون ناجمة عن سرطان المريء، فسيقوم طبيبك بإجراء فحص بدني ويسألك عن تاريخك الطبي. إذا اشتبه في إصابتك بسرطان المريء، فمن المحتمل أن تخضع لبعض الاختبارات التالي:

  • التنظير الداخلي endoscopy: وهو اختبار يقوم فيه طبيبك بإدخال أنبوب طويل مع ملحق كاميرا أسفل حلقك لفحص أنسجة المريء للكشف عن السرطان أو مناطق التهيج.
  • أخذ عينة من النسيج لتحليلها biopsy: قد يأخذ طبيبك خزعة من الأنسجة لإرسالها إلى المختبر للكشف عن الخلايا السرطانية.
  • ابتلاع الباريوم A barium swallow: هو اختبار آخر قد يستخدمه طبيبك لتحديد ما إذا كنت مصابا بسرطان المريء، سيُطلب منك شرب سائل طباشيري يبطن المريء، ثم سيقوم طبيبك بعد ذلك بأخذ صورة بالأشعة السينية لمريئك. (هذا الاختبار أصبح أقل استعمالا مع تطور وسائل التشخيص المتاحة حاليا).

إذا وجد طبيبك أنسجة سرطانية، فقد يرغب أيضا في إجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT) لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر في أي مكان آخر في الجسم.

علاج سرطان المريء:

يعتمد نوع العلاج جزئيا على مرحلة السرطان، وتعتبر العلاجات الرئيسية لسرطان المريء هي الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، أو مزيج منها:

  • جراحة Surgery: في المراحل المبكرة من السرطان، يمكن للجراح إزالة الورم تمامًا. 
  • العلاج الإشعاعي Radiation: العلاج الإشعاعي هو استخدام أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية! يمكن توجيه الإشعاع إلى المنطقة السرطانية من خارج جسمك أو يمكن إعطاؤه من داخل جسمك. كما يمكن استخدام الإشعاع قبل الجراحة أو بعدها، وهو الأكثر شيوعا مع العلاج الكيميائي للأشخاص المصابين بسرطان المريء.
  • العلاج الكيميائي Chemotherapy: العلاج الكيميائي هو استخدام العلاج الدوائي لقتل الخلايا السرطانية، غالبا ما يتم إعطاؤه إما قبل الجراحة أو بعدها أو بالاشتراك مع الإشعاع.

الوقاية من الإصابة بسرطان المريء:

حسب مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي، يمكن للخطوات التالية التقليل من خطر الإصابة بسرطان المريء:

  • الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية: إذا كنت مدخنا، فاستشر الطبيب حول طرق الإقلاع عن التدخين، وإذا لم تكن تتعاطى التبغ، فلا تفكِّر في ذلكَ من الأساس.
  • في نظامك الغذائي ركز على الكثير من الفواكه والخضراوات الملونة!
  • حافِظ على وزن صحي: إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة، فاجعل هدفك هو فقدان الوزن ببطء وثبات بمقدار نصف كيلوغرام أو كيلوغرام كل أسبوع.

حرقة المعدة و بسرطان المريء

حرقة المعدة و بسرطان المريء