هل سيكون التوصل بلقاح الكوفيد-19 سببا كافيا لتخلص الناس من الكمامة والتباعد الاجتماعي، وتعقيم اليدين باستمرار؟ أم أن هذه الإجراءات ستظل مطلوبة لبعض الوقت بعد تلقي اللقاح؟

في البداية على الأقل، لن يحصل عدد كاف من الناس على اللقاح لتحقيق مناعة جماعية ضد الفيروس، أو ما يسمى بمناعة القطيع التي تتحقق عندما تكون عتبة المناعة للعدوى عند أكثر من 70% من السكان. 

إلاّ أنه إلى الآن، لا تُعرف عتبة مناعة كوفيد-19 لتحقيق مناعة القطيع، فلا تزال مجموعة من الأسئلة من دون إجابات مؤكدة، وتشمل الأسئلة كيفية استجابة الجسم للقاح ضد الفيروس، ومدى استجابة الفئات المجتمعية له، بالإضافة إلى مستوى الحماية من العدوى الذي سيوفره هذا اللقاح.

ولتتحقق هذه المناعة الجماعية، سيستغرق الحصول على جرعات كافية لعدد كاف من الناس بعض الوقت، حتى بعد أن يصبح اللقاح متاحا، وذلك لعدة أسباب.

أسباب الالتزام بالإجراءات الوقائية بعد تلقي اللقاح:

  • الإمدادات الضيقة للقاح

عندما ستتم الموافقة على اللقاحات ضد كوفيد-19، ستكون الإمدادات ضيقة في بداية الأمر. حيث ستعطى أولوية تلقي اللقاح للأشخاص الذين هم في أشد الحاجة إليه، وهم موزعون على أربع فئات:

    • العاملون في الصفوف الأمامية، في مجال الرعاية الصحية، والسلطات العمومية وقوات الأمن والعاملين بقطاع التربية الوطنية.
    • الأشخاص المعرضون لخطر الوفاة جراء إصابتهم بالعدوى.
    • كبار السن الذين يعيشون في منازل جماعية.
    • العمال الأساسيون المعرضون لخطر العدوى.
  •  إقناع المترددين بتلقي اللقاح

لا يُرجح أن يوافق الجميع على أخذ اللقاح، حيث تظهر بعض استطلاعات الرأي تردد فئة من الناس في الحصول على اللقاح بمجرد توفره، والهدف من إقناع هاته الفئة هو توفير مناعة لأكبر فئة من الناس لكي يصعب على الفيروس الانتشار وإصابة أشخاص جدد بالعدوى.

  • مدى نجاعة اللقاح

من بين المسائل التي لا زالت تحتاج إلى البحث والدراسة بعد توفر اللقاح هو مدى حدوث الإصابة مرة أخرى، مما يعني أن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى جرعة معززة من اللقاح قبل أن يكونوا محميين تماما من الفيروس. وهذا سبب آخر قد يستغرق بعض الوقت لتحقيق مناعة جماعية ضد الفيروس.

حسب إدارة الغذاء والدواء (FDA) فإن اللقاح يجب أن يكون فعّالاً بنسبة 50% على الأقل لكي يستعمل على نطاق واسع 

وحسب مجلة (science) فإن هناك العديد من السيناريوهات المحتملة بخصوص مدى نجاعة اللقاحات : 

  • سيناريوهات محتملة

السيناريو الأول:

يمكن أن ينتج اللقاح استجابة مناعية لا تمنع الفيروس تمامًا ولكنها تضعفه فلا تظهر الأعراض الكثيرة على المريض التي تزيد هي أيضاً من الانتشار الفيروسي كالسعال والعطس، أو كلاهما معا.

السيناريو الثاني: 

أن يقلل اللقاح من الأمراض لدى البالغين الأصغر سناً ولكنه لا يمكن أن يوفر حماية مباشرة أو غير مباشرة لكبار السن المعرضون للخطر، مما سيجعل هذه الفئة عرضة للخطر. 

وبالرغم من توفر اللقاح، كيفما كانت فعّاليته، ستستمر المنظومات الصحية في اختبار عدد كاف من المصابين بأعراض كوفيد-19 بحثا عن الفيروس، وستستمر بفحص المخالطين، وعزل المصابين بالعدوى لإبقاء الوباء تحت السيطرة ريثما تتحقق ما يسمى بمناعة القطيع. 

وبناءً على هذه الأسباب، سيكون من الضروري الإبقاء على الإجراءات الوقائية بعد تلقي اللقاح، من تباعد اجتماعي، وارتداء للكمامات، واليقظة مع نظافة اليدين لحماية نفسك والآخرين.

الكمامة والتباعد والتعقيم