اعتبارًا من 18 أبريل 2020، انتشر فيروس SARS-CoV-2 الجديد في جميع القارات السبع وأثر على 213 دولة وإقليم، وتسبب في معدل وفيات بنسبة 6.7%. 

وأصبحنا جميعا نعلم كيف بدأ جائحة COVID-19! من خفافيش بالقرب من ووهان تحمل مزيجًا من سلالات الفيروس التاجي، بعد أن تركت إحدى سلالاتها في شخص ما كان طليقا ويتنقل بين الناس، في وقت ما من خريف 2019، ليصبح مصير العالم ما هو عليه الآن! 

لكن ما لا يعرفه أحد لحدود الساعة هو: كيف سينتهي الوباء؟! هذا الفيروس التاجي غير مسبوق نظرا لسهولة انتقاله،  و لظهور مجموعة من الأعراض التي تتحول من لا شيء على الإطلاق إلى أعراض مميتة، و لمدى تسببه في اضطراب حول العالم. تقول عالمة الأوبئة وعالمة الأحياء التطورية سارا كوبي Sarah Cobey من جامعة شيكاغو: “هذا وضع متميز وجديد جدًا”.

الأوبئة التي شهدها العالم من قبل تقدم تلميحات عن المستقبل! 

في حين أنه لا يوجد مثال تاريخي واحد يمكن اتباعه، فقد مرت البشرية بالعديد من الأوبئة الكبيرة في المائة عام الماضية أو نحو ذلك، والتي توقفت في النهاية عن تدمير المجتمعات، تقدم الطرق التي توقفت بها إرشادات عن طرق لاستعادة الصحة وبعض الإحساس بالحياة الطبيعية. تقول كوبي وخبراء آخرون إن تلك التجارب تشير إلى أن ما يحدث يعتمد على كل من:

  • تطور العامل الممرض. 
  • الاستجابة البشرية للعامل الممرض، سواء:
    •  البيولوجية.
    • الاجتماعية.

1. مناعة جماعية.. لكن ستسود الفوضى!

تتطور الفيروسات التي تسبب الأوبئة باستمرار، وتكون لديها ما يكفي من القدرة على تجديد نفسها بحيث لا يتعرف عليها جهاز المناعة البشري. إنها تجبر الجسم على إنشاء دفاع جديد يتضمن أجسامًا مضادة جديدة ومكونات جهاز المناعة الأخرى التي يمكن أن تتفاعل مع العدو وتهاجمه. 

تمرض أعداد كبيرة من الناس على المدى القصير، ويمكن أن تؤدي العوامل الاجتماعية مثل الازدحام وعدم توفر الأدوية إلى زيادة هذه الأرقام. 

في نهاية المطاف، وفي معظم الحالات تبقى الأجسام المضادة التي طورها الجهاز المناعي لمحاربة الفيروس عند عدد كافٍ من السكان المصابين لمنح مناعة طويلة المدى والحد من انتقال الفيروس من شخص لآخر. لكن هذا قد يستغرق عدة سنوات، وقبل أن يحدث، تسود الفوضى!

2. تعلم التعايش مع المرض!

أشهر مثال على هذه الديناميكية في التاريخ الحديث كان تفشي إنفلونزا H1N1 في الفترة ما بين 1918-1919. كان لدى الأطباء ومسؤولي الصحة العامة أسلحة أقل بكثير مما لديهم اليوم، وكانت قد اعتمدت فعالية تدابير الرقابة مثل إغلاق المدارس على مدى سرعة التقرير وحسم التنفيذ! 

على مدى عامين وثلاث موجات، أصاب الوباء 500 مليون وقتل ما بين 50 مليون و 100 مليون، لينتهي فقط عند منح الالتهابات الطبيعية المناعة لأولئك الذين تعافوا.

أصبحت سلالة H1N1 مستوطنة، وهو مرض معد كان دائمًا معنا بمستويات أقل حدة، وانتشر لمدة 40 عامًا أخرى كفيروس موسمي. مما تسبب في ظهور وباءً آخر – H2N2 في عام 1957

3. احتواء الفيروس:

في حالة وباء المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) التي انتشرت في عام 2003، بفضل التكتيكات الوبائية الاحترازية مثل عزل المرضى والحجر الصحي وتنفيذ الضوابط الاجتماعية، اقتصرت الفاشية السيئة على عدد قليل من المواقع! كان هذا الاحتواء ممكنًا لأن المرضى كانوا ينقلون العدوى بعد ظهور الأعراض عليهم وليس قبل ذلك، وشملت الأعراض: الحمى وصعوبة التنفس. 

يقول عالم الأوبئة بنجامين كولينج Benjamin Cowling من جامعة هونج كونج: “معظم مرضى السارس لم يكونوا معديين إلا بعد أسبوع ربما من ظهور الأعراض”، “وبالتالي مكن التعرف عليهم في غضون ذلك الأسبوع ووضعهم في عزلة من سيطرة جيدة على العدوى، ولم يكن هناك انتشار حاد للفيروس”، ولم يكن هناك سوى 8098 حالة إصابة بالسارس على مستوى العالم و 774 حالة وفاة، وانتهت الجائحة منذ عام 2004.

4. حماية اللقاح:

عندما تسبب فيروس H1N1  في حدوث جائحة في عام 2009، “كان هناك جرس إنذار لأنه كان H1N1 جديدًا تمامًا” ، كما يقول كولينج، وكان مشابهًا جدًا لفيروس 1918. 

ثبت أن أنفلونزا الخنازير أقل حدة مما كان يُخشى. يقول كرامر: “لقد كنا محظوظين جزئيًا لأن إمراضية الفيروس لم تكن عالية جدًا”.

لكن، كان السبب الرئيسي للسيطرة عليه هو أنه بعد ستة أشهر من ظهور الفيروس، طور العلماء لقاحًا له!

على عكس لقاحات الحصبة أو الجدري، والتي يمكن أن تمنح مناعة طويلة الأمد، فإن لقاحات الإنفلونزا لا توفر سوى بضع سنوات من الحماية!

فيروسات الإنفلونزا زلقة وتتحول بسرعة لتهرب من المناعة. نتيجة لذلك، يجب تحديث اللقاحات كل عام وإعطاؤها بانتظام، وهذا السيناريو محتمل في فيروس كوفيد-19!

لكن خلال الجائحة، حتى اللقاح قصير المدى يعد نعمة، حيث ساعد لقاح H1N1 سنة 2009 على تخفيف موجة ثانية من الحالات خلال الشتاء. ونتيجة لذلك، سار الفيروس بسرعة أكبر في طريق فيروس عام 1918، وأصبح أنفلونزا موسمية منتشرة على نطاق واسع، والتي أصبح الكثير من الناس محميين منها إما بلقاحات الإنفلونزا أو بالأجسام المضادة التي اكتسبوها من عدوى سابقة.

في حالة كوفيد-19، ليس من الواضح ما إذا كان اللقاح سيمنح مناعة طويلة الأمد كما هو الحال مع لقاح الحصبة أو مناعة قصيرة الأمد كما هو الحال مع لقاحات الإنفلونزا! لكن “أي لقاح سيكون مفيدًا في هذه المرحلة”، حسب قول عالم الأوبئة أوبري جوردون Aubree Gordon من جامعة ميتشيغان.

5. التعايش مع فيروس مستوطن للأبد!

ما لم يتم إعطاء اللقاحات لجميع سكان العالم البالغ عددهم ثمانية مليارات نسمة والذين ليسوا مرضى أو تعافوا من المرض، فمن المحتمل أن يصبح كوفيدـ 19 مستوطنًا!

سوف تنتشر وتجعل الناس يمرضون بشكل موسمي، وأحيانًا بأعراض وخيمة، وإذا ظل الفيروس في البشر لفترة طويلة، فسيبدأ في إصابة الأطفال مما قد يقلل خطر إصابتهم بمرض حاد إذا أصيبوا مرة أخرى كبالغين. 

إن الجمع بين التطعيم والمناعة الطبيعية سيحمي الكثير منا، وقد يعيش فيروس كورونا مثل معظم الفيروسات، لكن ليس كطاعون كوكبي!

باختصار، ما يمكن قوله بخصوص فرضيات انتهاء الجائحة هو أنه من المحتمل أن تتضمن نهاية اللعبة مزيجًا من الجهود التي أوقفت الفاشيات التاريخية التي عرفها العالم من قبل كوفيدـ 19، وهي: 

  • تدابير السيطرة الاجتماعية.
  • الأدوية. 
  • اللقاحات.

بعد إنهائك للمقال، ما هو رأيك؟ في نظرك كيف ومتى ستنتهي جائحة كورونا ويعود العالم كما كان من قبل؟ وهل هذا ممكن؟ شارك المقال وشاركنا رأيك!

انتهاء كورونا

انتهاء كورونا

انتهاء كورونا